ظل ارتفاع الدعوات المؤيدة لوسم #DeleteFacebook لمسح المستخدمين لحساباتهم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بعد أزمة كامبريدج أناليتكا، فوجئ المستخدمون عندما بدأوا في تحميل ملف كامل ببياناتهم المرتبطة بحساباتهم على فيس بوك بوجود مجموعة ضخمة من البيانات حول رسائلهم النصية SMS من أسماء المرسل إليهم والمرسلين كذلك بالإضافة إلى توقيتات الإرسال والاستقبال، ذلك إلى جانب معلومات حول مكالماتهم الهاتفية من حيث جهات الاتصال وأوقات المكالمات وطبيعتها من حيث كونها مكالمات صادرة أو واردة، وما خفي كان أعظم.



بياناتك تساوي ثروة



وفقًا للتقارير السنوية لأرباح الشركة، فإن فيس بوك يعتبر ثاني شركة على مستوى العالم من حيث أكثر الشركات ربحًا من الإعلانات، ففي 2017 بلغت العوائد الكلية للعملاق الأزرق 12.97 مليار دولار، كان من بينها 12.78 مليار دولار قادمة من الإعلانات، أي حوالي 98.5%، لذلك فإن فيس بوك يحرص دائمًا على أن يحافظ على مستوى دقة البيانات والمعلومات التي لديه حول المستخدمين لأنها كلما كانت أكثر دقة، كلما كان من الممكن الاستفادة منها وترجمتها إلى تحليلات بيانية يمكن للمعلنين الاستفادة منها في استهداف المستخدمين وتوجيه الإعلانات إليهم بما يتناسب مع اهتماماتهم وبالتالي ستكون هناك فرصة أكبر لجعلهم أكثر رغبة في مشاهدة الإعلانات واستعداد أكبر لتنفيذ عملية شراء للمنتجات أو الاشتراك في الخدمات المعلن عنها.



لذلك يحتفظ فيس بوك بجميع بياناتك مهما كانت بالنسبة إليك تافهة ولا قيمة لها، فإنها عندما يتم تحليلها ووضعها كقطع الألغاز الورقية إلى جانب بعضها البعض فإنها تظهر صورة متكاملة إليك حول شخصيتك، وفي نفس الوقت يتلاعب فيس بوك بأساليب ملتوية حول عرض شروط وسياسات الاستخدام الخاصة بالخدمة والتي تحدد طريقة جمعه لبياناتك واستخدامه إياها، حيث يحاول فيسبوك أن يضغط عليك ويجعلك توافق على شروط وسياسات استخدام خدماته كي يجبرك على الالتزام بها وإعطائه حقوقًا لا نهائية في جمع بياناتك المختلفة وفعل ما يشاء بها.



شروط استخدام كاذبة



فعلى سبيل المثال، عندما يقوم مستخدمو تطبيق فيس بوك ماسنجر على هواتف آيفون ببدء استخدام التطبيق لأول مرة تظهر لهم رسالة تعرض عليهم أن يقوموا بإعطاء التطبيق إمكانية قراءة قائمة جهات الاتصال المسجلة على الهاتف، مع إعطائهم خيارين، هما الموافقة Ok أو أعرف أكثر Learn More دون وجود خيار رفض لهذا الطلب، وبالضغط على معرفة المزيد، ستظهر لك شاشة على خلفية بيضاء تقول لك إن الماسنجر لا يعمل إلا بوجود أصدقائك عليه، والسماح للماسنجر أن يحصل على نسخة أول بأول من جهات اتصالك يتيح لك التواصل مع أصدقائك بشكل أفضل، وهذه الرسالة مضللة تمامًا، لأن الماسنجر يعمل بشكل طبيعي ومثالي من خلال التواصل مع أصدقائك على فيس بوك دون الحاجة إلى أن تكون لديك أرقام هواتفهم على هاتفك، وبالتالي فإن تلك الرسالة تضللك وتضغط على الجانب النفسي لديك كي تضغط الزر الأزرق الكبير Turn On والذي يشغل الميزة ويعطي الماسنجر موافقتك على مايريده.





إذا وافقت وضغط الزر الأزرق، ثم بعد ذلك أعدت النظر في الأمر وتراجعت عن قرارك، فإن فيس بوك لا يمسح بقائمة جهات اتصالك من خوادمه لفترة طويلة، لأن هذه القائمة يقوم باستخدامها لمعرفة أصدقائك ومعارفك وما يربطك بهم من علاقات وثيقة أم لا ومن ثم يبدأ في متابعتهم على حساباتهم الشخصية لديه لمعرفة اهتماماتهم، وعلى أساس تحليل كل تلك البيانات يبدأ في توجيه المزيد من الإعلانات لك ولهم وبذلك يكسب المزيد من ولاء معلنيه له بسبب قدرته الهائلة على إدارة وتحليل بينات حياة أكثر من 2 مليار مستخدم على منصته.





يمكنك الآن أن تقوم بمعرفة كل ما يعرفه فيس بوك عنك من خلال حسابك الشخصي لديه من خلال التوجه إلى قائمة الإعدادات Settings ثم في الجزء العام General قم باختيارDownload a Copy of your Data وعندها سيطلب منك فيس بوك أن تقوم بإدخال كلمة مرورك لتأكيد طلبك وعندها ستصلك رسالة إلكترونية على إيميلك تؤكد طلبك وتخبرك بأنك ستستقبل رسالة بريد إلكتروني أخرى تحمل رابطًا لتحميل بياناتك بمجرد تجهيزها.