الرئيسية > الصحة والمجتمع > حقيقة تناول البيض.. هل هو مفيد أم ضار للصحة؟

حقيقة تناول البيض.. هل هو مفيد أم ضار للصحة؟

" class="main-news-image img
الما تباينت نتائج الدراسات المتعلقة بالتغذية، وقد يتكرر الأمر مع نفس المنتج، ففي حين كانت القهوة على سبيل المثال سببًا للإخلال بالنوم، وإصابتك بمجموعة من المشاكل المعوية المزعجة، اعتبر علماء أن شرب بضعة أكواب منها باستطاعته إطالة العمر.


بيد أنه لا يوجد صنف من الطعام، تسبب بضجة والتبدل مرارًا بين كونه مفيدًا أو ضارًا للصحة؛ مثل البيض.


ومن الناحية الاقتصادية، وكذا الناحية الصحية الأساسية، يعد البيض طعامًا بمميزات مدهشة، فهو أولًا قليل التكلفة، حيث يمكن عادةً شراء شريحة من البيض ببضعة دولارات، وهي وفيرة.


كما يعد البيض مليئًا بالبروتينات، والفيتامينات، والمعادن، التي منحته تقييمًا غذائيًا رائعًا.


دراسات تؤكد ضرر البيض


رغم ما ذكر، إلا أن بروفيسور علم الأعصاب من جامعة ويسترن أونتاريو دايفيد سبينس، يختلف بشدة مع مكانة البيض كعنصر فائق التغذية.


 ولسنوات عديدة، قام سبينس بإدارة عيادة وقاية من السكتات الدماغية، خلال دراسته مرض التصلب العصيدي atherosclerosis، وهو المصطلح العلمي لتصلب الشرايين، الذي تصبح فيه جدران الشرايين ممتلئة بقاذورات الجسم مثل: الدهون والكولسترول، ويتضيق بفعله الممر المخصص لتدفق الدم، وعند انسداد الشرايين تحدث السكتات الدماغية، والنوبات القلبية.


وقام البروفسور بكتابة أوراق بحثية تكشف عن العلاقة بين تناول صفار البيض، وبين انسداد الشرايين السباتية، الذي قد يقود إلى الإصابة بأمراض في القلب، واقترح أن تأثيرها مماثل لتأثير التدخين؛ حيث أن الطبيعة المتصاعدة بحدة للزيادة في ” إجمالي منطقة التخثر “TPA” الناتج عند مجموعات دراسة استهلاك البيض، مماثل لنمطها الناتج عن تدخين السجائر.


البيض مفيد للصحة


وتختلف تيا راينز Tia Rains تمامًا مع رأي سبينس، وهي المديرة التنفيذية لمركز تغذية البيض في المجلس الأمريكي للبيض، لذلك يمكن القول إنها من المستفيدين من الترويج لصحته، حيث أقرت راينز أن من مصلحة المجلس الأمريكي للبيض الترويج للبيض؛ لكنها جادلت بأن اتباع المجلس لمبادئ الحكومة التوجيهية في مجال الصحة، يعني أن المجلس لا يسعى فقط لبيع البيض.


وأشارت راينز أن المجلس لا يعتقد بأن محتوى البيض من الكولسترول ينقص من الإمكانات الغذائية له، وهو أمر مناقض لدراسات سبينس، لأن ذلك ببساطة يتبع توصيات جمعية الصحة الأمريكية، والكلية الأمريكية لأمراض القلب في عام 2013، التي لم تتضمن سقفًا لكمية الكولسترول المتناولة، كما تقترح أبحاث سابقة من المصدرين أن تناول أكثر من 300 ملغم من الكولسترول يومياً غير موصى به.


وبالنسبة لها وللعديد من أخصائيي التغذية، الذين يعتبرون حركة التخلص من الدهون في الأطعمة إشكالية، وتسببت بتشجيع ظهور المواد الكيميائية المضافة المرتبطة في كثير من الأحيان بالسرطان، يعد البيض رمزًا لنمط غذائي تبنته جمعية الصحة الأمريكية يتمثل في أخذ النظام الغذائي المتكامل الشمولي بعين الاعتبار، وبالنظر للتنوع كمفتاح أساس له، ويعتبر أن التركيز العام على الكولسترول يصرف الانتباه عن الجوانب الإيجابية للبيض.

مفارقات


ومن المفارقات أن سبينس قال، خلال حديثه مع صحيفة “ذا ديلي بيست”، إن الأشخاص الوحيدين الذين يجب عليهم تناول البيض الكامل هم “الأطفال الجائعون، الذين يعانون من سوء اللتغذية”، كما يعتقد سبينس أن الإرشادات الغذائية العامة الحديثة خطرة في عدم احتوائها على حد أقصى لكمية الكولسترول المسموح تناوله في اليوم، وعلى تركيزه على ” الأنماط الغذائية”.


لكن راينز قالت أيضًا إنه أظهر مرارًا أن البيض جيد للصحة، مجادلةً أن: “علوم الكولسترول تطورت خلال الـ40 عامًا الماضية، العديد من الأوراق البحثية تظهر عدم ارتباطه بأمراض القلب، حتى أنه من الممكن أن يخفض البيض من احتمالية الإصابة بسكتة دماغية”.


وعندما سئلت إذا ما كان يجدر التخلص من الصفار، كما اقترح سبينس ردت بـ”لا” .


وقالت: ” كل فوائد البيض توجد في الصفار، حيث يضم مواد مغذية مثل الرايبوفلافين ‘فيتامين ب2‘ وهرمون اللوتين المضاد للأكسدة وهو من الكاروتينات التي ربطت بالصحة الدماغية. وثلثي البروتين من البيض موجود في الصفار، كما يحتوي أيضًا على عنصر الكولين، الذي أثبت مؤخرًا أنه مغذٍ أساسي لصحة الرضّع، وكبار السن”.


بيد أن رينز امتنعت عن التوصية بالبيض كطعام “جيد للصحة” بشكل مطلق، وأضافت قائلة: ” دائمًا ما توجد اختلافات فردية، لذلك من الصعب تقديم وصف شامل، التوصية الغذائية المعيارية من جمعية الصحة الأمريكية تنص على تناول الكثير من الفواكه والخضراوات، والاعتماد على مصادر قليلة الدهون للبروتينات”.


أين الحقيقة؟


الجواب المخيب للآمال لهذا السؤال، هو أنه لا يوجد جواب واحد صحيح على هذا السؤال، وأن التاريخ الوراثي والحاجات الصحية الفريدين لكل فرد، يتطلبان مراقبة حثيثة من طبيب، وحتى أخصائي تغذية.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي