الرئيسية > شؤون خليجية > بهذه الوسيلة.. السعوديون يواجهون غلاء البنزين

بهذه الوسيلة.. السعوديون يواجهون غلاء البنزين

" class="main-news-image img
ر الحديث عن الدراجات الهوائية وأهميتها وفوائدها الصحية والاقتصادية وضرورة تخصيص ممرات خاصة لها في طرقات السعودية، مع ارتفاع أسعار البنزين بنسبة بلغت في المتوسط نحو 100 %.


وحتى ما قبل يوم الاثنين الماضي، بداية العام الجديد 2018، كان ركوب الدراجات الهوائية مقتصراً إلى حد كبير على المقيمين الأجانب، وشريحة صغيرة من السعوديين تجمع الهواة وعشاق ركوب الدرجات بجانب شبان صغار السن، فيما يندر استخدامها عند متوسطي وكبار السن في غالبية مدن المملكة، بينما يكاد ينعدم عند النساء.


وتعكس الشهرة الواسعة التي يتمتع بها الأكاديمي السعودي في جامعة الملك عبد العزيز في مدينة جدة، الدكتور رائد الغامدي، فقط لكونه يستقل دراجة هوائية في تنقلاته للعمل وغيرها من الأماكن، نظرة المجتمع السعودي لركوب الدرجات الهوائية رغم كل محاولات عشاق الدراجات الهوائية تغييرها عبر نشاطات وحملات ترويجية متنوعة.


لكن تلك النظرة التي يُلمح منها الدونية، بدأت تتغير بالفعل وبشكل سريع وسط توقعات بتحقيق قفزات في هذا المجال مع اضطرار سكان المملكة لإيجاد بدائل لتنقلاتهم بدل الاعتماد على السيارات مع وصول سعر لتر البنزين العادي من نوع 91 أوكتان 1.37 ريال بدلاً من 0.75 ريال، وسعر لتر البنزين الممتاز من نوع 95 أوكتان 2.04 ريال بدلاً من 0.90 ريال.


وفي تفاعل سريع مع التغييرات المرتقبة في علاقة السعوديين بالسيارات وبحثهم عن بدائل، زادت مجموعات هواة وعشاق الدراجات الهوائية في المملكة من نشاطها في محاولة لاستقطاب عدد كبير من السعوديين.


وعبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تجمع ملايين السعوديين، وجدت تلك المجموعات المنتشرة في غالبية مدن المملكة الفرصة مواتية لترويج أفكارها عن الدراجات الهوائية وفوائدها على كافة المستويات الصحية والاقتصادية والبيئية.


وذهب بعض تلك المجموعات لأبعد من ذلك، وطالبوا وزارة الداخلية وإدارة المرور فيها بإيجاد نصوص في قوانين المرور لحماية من يقودون الدراجات الهوائية بعد إيجاد ممرات خاصة بهم تساعد في انتشار ثقافة ركوب الدراجات.


وراحت مجموعات وفرق أخرى تشرح بالأرقام كميات الغازات السامة التي تنبعث من استخدام وقود السيارات في مسافات محددة وما توفره الدراجات الهوائية من مبالغ مالية ولياقة بدنية خلال نفس المسافة المقطوعة وبزمن أقل في ظل وجود الازدحامات المرورية بالمدن الكبرى.


ويقول عشاق ركوب الدراجات الهوائية، إنها بديل مناسب ينتشر في كل العالم بحثًا عن بيئة نظيفة وتقليل في المصروفات وهربًا من الازدحامات المرورية وبحثاً عن الصحة، لكن انتشارها في المملكة يواجه بعض الصعوبات.


وتتلخص الصعوبات التي يواجهها انتشار الدراجات الهوائية في غياب الممرات الخاصة بها، ما يعرض من يقود دراجته في الشوارع الرئيسية لخطر الدهس من قبل سيارات مسرعة لم تعتد على وجود الدراجات الهوائية في الشوارع.


كما تشمل الصعوبات النظرة الدونية التي يتبناها كثير من السعوديين لركاب الدراجات الهوائية، ويحتاج تغييرها إلى نشر ثقافة معاكسة عبر خطة ترويج كبيرة، إضافة لكون بيئة المملكة الصحراوية الجافة في كثير من فصول السنة وفي المدن الكبرى للسعودية تجعل من الاعتماد على الدراجات الهوائية في كل التنقلات أمرًاصعبًا.


ورغم كل تلك العوائق، لم يخف كثير من السعوديين رغبتهم بالاعتماد على الدراجات الهوائية في تنقلاتهم بعد الزيادة الأخيرة في أسعار البنزين والتي دشنت فيها بلادهم عهدًا جديدًا  أنهى عقودًا كانت أسعار البنزين في المملكة من بين الدول الأرخص عالميًا.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي