الرئيسية > اقتصاد > الملكية الأردنية تتحول إلى نموذج أقل تكلفة بعد الإطاحة بـ “العربية للطيران”

الملكية الأردنية تتحول إلى نموذج أقل تكلفة بعد الإطاحة بـ “العربية للطيران”

" class="main-news-image img
ف ستيفان بتشلر الرئيس التنفيذي الجديد للخطوط الجوية الملكية الأردنية عن توجه نحو نموذج جديد لرحلات الأعمال التجارية منخفضة التكلفة، بينما عارض تحرير سوقها المحلية في محاولة لقلب النتائج المالية المخيبة للآمال المستمرة منذ سنوات.


وقال بتشلر خلال الاجتماع السنوي للاتحاد العربي للنقل الجوي AACO المنعقد فيالشارقة هذا الأسبوع بأنه قام بالفعل بتقليص خدمة تقديم الطعام على متن الطائرات، كما سيتم التقليل من بدل الأمتعة المجاني وحيز المساحة المخصصة للأرجل بحيث تتطابق مع قاعدة تكلفة الكماليات المتبعة لدى المنافسين.


 وبحسب صحيفة “فوربس”، قال: “عندما نكون في حاجة للتصرف كناقل منخفض التكاليف، نقوم بذلك، وإذا كانت هناك منافسة من قبل شركة طيران أخرى منخفضة التكاليف، فعلينا محاربتها، ونحن قادرون على ذلك”.


وتأتي تصريحات بتشلر هذه بعد أن قامت شركة “العربية للطيران الأردن” التي تعد الناقل المحلي المنخفض التكاليف الوحيد في البلاد بتعليق رحلاتها المجدولة احتجاجاً على قيام ” هيئة تنظيم الطيران المدني” في الأردن بتقزيم نموها من خلال حجب حقوق المرور الجوي.


وقال متحدث باسم شركة “العربية للطيران الأردن”: “لقد قررنا تشغيل الرحلات الجوية المستأجرة من عمّان إلى حين الحصول على جدول طيران مجدٍ تجاريًا ويخدم قاعدة عملائنا بشكل أفضل”.


وأضاف: “لقد تقيد نمو العربية للطيران الأردن من مطار الملكة علياء الدولي في عمّان بسبب الموافقات المطلوبة لـحق المرور الجوي الضرورية لتمكين الناقل من تطوير شبكته وازدهار عملياته، وسوف نقوم باستئناف رحلاتنا المجدولة من عمّان حالما نتلقى الموافقات اللازمة لحق المرور، ونحن على ثقة بأن السلطات المحلية في الأردن سوف تقوم بمنحنا هذه الموافقات عندما تكون جاهزة”.


وهذا القرار يعني بأن الركاب الأردنيين لم يعد بإمكانهم حجز رحلات دون-توقف إلى المملكة العربية السعودية ومصر والعراق وجورجيا مع الناقل منخفض التكلفة الذي يعد شركة فرعية لشركة “العربية للطيران” التي مقرها “الشارقة”. وأصبح يتحتم على العملاء الباحثين عن رحلات جوية عبر  موقع الخطوط الجوية عبر الإنترنت التوجه لحجز خدمات رحلات جوية  طويلة عبر الشارقة.


وعلى الرغم من أن شركة “العربية للطيران الأردن” التي لم يتجاوز عمرها العامين، لم تلق باللوم على “الخطوط الجوية الملكية الأردنية” حول هذا القرار، إلا إن بتشلر أوضح  أن الناقل الرسمي كان يتخذ موقفًا عدوانيًا ضد الداخلين الجدد في السوق.


وقال بتشلر: “أنا أحاول امتلاك السوق لذلك أركل الجميع خارجًا. هكذا هي الحياة، وأنا هنا لإدارة شركة طيران مربحة، لذلك إذا قام أحد المنافسين بتقليل أرباحي سأقتله”.


وكان عادل علي الرئيس التنفيذي لمجموعة “العربية للطيران”، قد اتهم السلطات الأردنية بشكل متكرر بمنع الشركة الفرعية من الوصول إلى الأسواق المربحة مثل بيروت واسطنبول ومحطات عدة أخرى في أوروبا.


وقال في شهر آب/أغسطس: “هناك قائمة طويلة من الأماكن التي نود أن نذهب إليها انطلاقًا من الأردن. طلباتنا موجودة لدى هيئة تنظيم الطيران المدني منذ أكثر من عام، إلا أنها لم تنفذ بعد”.


وقامت الشركة بتجديد موقفها هذا يوم الجمعة، محذرة من أن حماية الناقل الأردني الوطني سيكون لها تأثير ضار على صحة الاقتصاد العام.


وقال المتحدث باسم الشركة: “إننا نؤمن بقوة بالسوق الأردنية وإمكاناتها كمحور هام في مجال السفر والسياحة، فضلاً عن قدرتها على استيعاب أكثر من ناقل محلي، وفتح قطاع السفر الجوي والمنافسة العادلة يمكن أن يزيدا من حجم السوق ويجذبا المزيد من الزوار، وهذا بالتالي سيعود بفائدة أكبر بكثير على الاقتصاد المحلي”.


وردًا على سؤال حول التأثير الكبير للاحتكار المحلي على ثروات البلاد، أجاب بتشلر: “أنا لا أتلقى أجرًا من أجل دفع النمو الشامل لسوق النقل الجوي في الأردن. أنا أتلقى أجرًا على إدارة شركة ربحية مستدامة، وهذا ما أفعله”.


الصناعي المخضرم


يعد بتشلر أحد المديرين التنفيذيين الأكثر إنجازًا والأكثر احترامًا في صناعة الطيران المدني، حيث شغل سابقًا منصب الرئيس التنفيذي لشركة “إير برلين” وخطوط “فيجي” للطيران وشركة “طيران الجزيرة” و”توماس كوك”.


 كما شملت خبراته الممتدة لـ 3 عقود أعمالًا متفرقة كضابط امتثال  في شركة “لوفتهانزا” وشركة “طيران فيرجن بلو”.


ويأتي تعيينه في شهر أيار/مايو، كخطوة قوية اتخذها مجلس إدارة الخطوط الجوية الملكية الأردنية لتتويج الجهود الرامية لتحقيق الربحية.


وكشفت التقارير السنوية للشركة عن 3 خسائر تشغيلية فقط على مدى العقد الماضي، ولكن بتشلر أصر على أنه “من الناحية العملية، لم يتم تحقيق أرباح خلال السنوات الـ 10 الماضية”.


وألقى باللوم في هذا على قلة “الفطنة التجارية” لسلفه، على الرغم من أن قضايا الأمن في بلاد الشام كانت أيضًا عاملاً مؤثرًا.

كما تعهد بتشلر بـ “تكديس المزيد من المقاعد في طائراتنا” والبدء في فرض أجور على الأمتعة اليدوية فقط – وهذان من المبادئ الرئيسية لنموذج الأعمال الخالي من الكماليات – .


وقال بأن “الملكية الأردنية” بحاجة إلى البدء في اعتبار السفر الجوي كـ “خدمة” وليس نوعًا من الرفاهية.


وأضاف: “أنا متحمس جدًا  للتغييرات التي تحدث في سوق الشرق الأوسط”.


واستشهد بقرار طيران الإمارات نقل بعض الخطوط الجوية لوحدة الطيران المنخفضة التكلفة “فلاي دبي”، فضلاً عن ظهور شركات طيران منخفضة التكلفة جديدة مثل طيران أديل في المملكة العربية السعودية.


وقال: “كل هذه الأمور تغير من ديناميكية السوق، ما يساعد على تغيير المنتج”.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي