الرئيسية > نوافذ ثقافية > حكاية مارشال

حكاية مارشال

br /> ‏نزلـت بأيلــولِ المكـائـدُ تُذْعـِـفُ
‏      لتهــدَّ معلـمَ مجــدِنا أو تَنسـِـفُ

‏وتقيـأت أرضُ السلالـــةِ وَحْلَهَـــا
‏      بجلــودِ قطعانِ الجمــوعِ تُغلَّـفُ

‏يجتاحُ أيلـــولَ انبعـاثُ ضَجِيجُهــا
‏      حينــاً تبـــددهُ وحينـــاً تَخْطـِـفُ

‏                           *             *              *

‏وتُحاكُ في  تلك الهضابِ دسائــسٌ
‏      حبـلى بأحقــادٍ تعــجُّ وتـُرجِـفُ

‏فهنا سجاحُ تصـمُّ أسماعَ الربى
‏     بنبوءةِ الكهـفِ العقيــمِ  تُعـــَرِّفُ

‏وهناكَ نيــرونُ القبيــحُ معـربـداً
‏      يُرغـي ويُزبـدُ بالـوعيــدِ ويُسْرفُ

‏فمضـت جمـوعُ المعتدينَ بزحفِهـا
‏      تطغـى وتلـتهـمُ القـلاعَ وتَزحـفُ

‏فهوت بنـا سُبلُ الهلاكِ وأمـعنـت
‏      في عُتمـةِ الدربِ الكئيـبِ تُعنِـّفُ

‏تغشى علـى مُهـجِ القلوبِ غِشاوةً
‏      سـوداءَ يطحنُنا السؤالُ ويَعصـفُ

‏أَتُرى سيولـدُ من مخاضٍ مجــدُنـا
‏      أم كان ذبــحُ ربيعَنـا ما يَنــزِفُ؟!

‏أَتُـــرى تحطَّـم حلمنـا وحوارنا 
‏        ورق بارصفة المتاحف يرصف؟!

‏ودمـاءُنـا قـد أهـرِقـت ونضـالُنـا
‏      لذوي العمـامةِ والولـيُّ يُكيَّفُ؟!
‏  
‏أَلِعُصْبـَةِ الكهنــوتِ مرجـعُ أمـرِنا
‏      ولـواؤنـا ونشيدنـا والمصحفُ؟!

‏ومضت تؤرّقنا الخطوبُ وتحتسـي
‏      أجسـادنا لجـجُ الكروبِ وتَرشِفُ

‏ليلـوحَ مـن عتمِ الغمـامـةِ بارقٌ
‏      أمـلاً يشـعُّ ضيـاؤه ويُـرفــرِفُ

‏فبـدأْتَ هجـرتكَ المبـاركــةِ التي
‏      وُلـد الزمـانُ بهـا أجـلُّ وأنظـفُ

‏وقصـدتَ معتصمـاً بمكـةَ شـاهراً
‏       سيفاً يؤمكما الهدى والمصحفُ

‏فأتى بعاصفة السمـاءِ صقــورها
‏      فتكُ النصالِ خصـورها  تتهفهـفُ

‏طافت أبابيــلٌ كأنَّ أزيـزهـا
‏      رعـدٌ ببـارقهــا السمـا يتلحـَّـفُ

‏تأتي تعودُ تطوفُ فـوق سمــائنا
‏      كغمـامةِ المزنِ استوت تتلطـَّـفُ

‏وتحوم حول رؤوسنـا كحمـامــةٍ
‏      وتهـلُّ تقتلـعُ الغــزاة وتَخسِـفُ

‏نــارٌ علـى فـوج البغـاة تذيقهـم
‏      ولنــا بعــون الله بــردٌ يعطــفُ

‏هتفـت مـواجعنـا تكبـِّـر غبـطــة
‏      وترنــّم الغصـنُ الرطيـب يؤلِّــف

‏وتـزينـت أثــوابنــا وقـلــوبنـــا
‏      برمـوزِ حِـلـف عروبتـي تتشـرفُ

‏حتى بدا وجـهُ الطبيعـةِ مشـرقـاً
‏      والـروض تعتنـقُ الزهورِ وترشِـفُ

‏يا قـاهـر الكهنـوت نلـتَ مكـانـة 
‏      بلغـتْ عنـان المجـد أو تستشـرفُ

‏وبنيتَ منزلكَ الرفيعـة في العــلا
‏      علــمٌ تخلـِّـدهُ السنـيـن وتكنـِــفُ

‏فلك التحيــة والســلامُ مضـــوعٌ
‏      مسكٌ تفـوحُ بهِ الحـروف تُزَخْـرَفُ

‏ولك التحيـة مــا أهــلَّ صقـورنـا
‏      حمـمٌ لأوكــارِ الضـلالــةِ تُقــذفُ

‏أنا لسـت أبـرعُ فـي المديح وإنَّما
‏      ما تـاه عـن ذكـرِ المحامدُ منصِفُ

‏لكننــي الحيـران بيـن مواجعــي
‏      وتبــات اسـألتـي تعــجُّ وتأسـفُ

‏جفني يهدهد في العشيةِ أدمعـي
‏      وعلى دمي تغلي المراجـل تذرفُ

‏هـــادي وأنـت أميـرنا وإمـامــنا
‏       وولـيّ أمـر المسلميـن المنصـفُ

‏سـأضلُّ أستجـديك نصـرُ مدينتـي
‏        حتـّى تلامـس منـك قلبـا يعطفُ

‏فمدينتـي الغـرَّاء يعصرها الأسى
‏       والمـوت فـي أرجـائهـا يتخطّــفُ

‏فلهـا مع فـوج الجنــائز موعـــدٌ 
‏       ومساكـنٌ بلظـى الشظايــا تُخْصَفُ

‏بمدينتـي مـات الجـريحُ مضـرجــاً
‏      بدمـائه والمــوت فيهـا المُسْعِــفُ

‏في المهـدِ يغتـالُ البـراءة مجـرمٌ
‏       وبذبـحِ أزهـار الطفـولـة يُجْحِـــفُ

‏ما ذنبهـا؟! ماذا يريـد لهـا العـدا؟!
‏       وهي الربيـع لمجــدها تتلهـــفُ

‏وهي اللواء  هي النشـيد وروحه
‏      بحَّت بهِ  تشدوا الحنــاجر تَعــزِفُ

‏أزليـــةٌ بحـــــداثـةٍ وحـــديثـــةٌ 
‏      بتـراثهــا عَبـَق العصــور يُلَطَّـــفُ

‏هــي درةٌ هـي لوحــةٌ هي نغمةٌ
‏      ولـدت بأوتــارِ الزمــان تُفَلْسـَـفُ

‏ستمــرُّ محنتهــا سيبـرأ جرحهـــا
‏      ما دام فينــا جفــن عيـنٍ يَطــرفُ

‏ما دام مارشال العروبةِ شــامــخٌ
‏      فلسوف يمسح دمعهــا ويكفكــف
‏----------------------------------
هشام الاثوري


الحجر الصحفي في زمن الحوثي