الرئيسية > شؤون خليجية > خبراء سعوديون: زيارة خادم الحرمين إلى روسيا تدشن شراكة استراتيجية

خبراء سعوديون: زيارة خادم الحرمين إلى روسيا تدشن شراكة استراتيجية

" class="main-news-image img
د دميتري بسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي أن زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى روسيا ستجري في بداية أكتوبر، وأعرب عن أمله في أن تسمح هذه الزيارة بتقارب موسكو والرياض فيما قالت أوساط سعودية مختلفة إن الزيارة ستدشن عهداً جديداً من العلاقات بين البلدين الكبيرين وسوف تسهم في توسيع دائرة الحوار، المشترك حول القضايا الثنائية والملفات الساخنة على المستويين الإقليمي والدولي خاصة في ظل قيادة المملكة للعالم الإسلامي.


وينتظر أن يصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى موسكو يوم الأربعاء القادم في زيارة رسمية كأول ملك سعودي يزور روسيا منذ 90 عاماً حيث يعقد اجتماع قمة مع الرئيس فلاديمير بوتين الخميس يضع أسسا وقواعد لعلاقة استراتيجية بين البلدين ينتظر ان تخدم قضايا الأمن والسلم الدوليين، حيث ان الرياض رغم علاقتها التاريخية والاستراتيجية مع واشنطن إلا انها لا تضع بيضها في سلة واحدة بل تتحرك وفق مصالحها الوطنية والمصلحة الحيوية للعالم الإسلامي الذي باتت تقوده باقتدار .



ووصف خبراء ومحللون سياسيون في تصريحات لـ «الاتحاد» زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز المرتقبة الى موسكو بانها تمثل رافعة قوية للعلاقات بين البلدين، حيث يدرك الروس الثقل السعودي وحضوره وقوته إسلاميا وعربيا، فيما يدرك السعوديون ان روسيا بقيادة الرئيس بوتين باتت لاعبا رئيسيا في قضايا المنطقة، مؤكدين ان القمة السعودية - الروسية ستعزز العلاقات، والأمن والاستقرار العالميين، كما ستؤسس لشراكة في مواجهة التطرف، ونشر التسامح.



وتأتي زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز الى موسكو في وقت يتعاظم فيه نفوذ روسيا في منطقة الشرق الأوسط ليشكل نقلة نوعية، لفرض الشراكة بديلاً عن أحادية القطب في السياسة الدولية، ولعب دور«القوة القائدة » في التصدي للتهديد الإرهابي ورسم ملامح مستقبل المنطقة من خلال تدخلها سياسيا وعسكريا في قضايا المنطقة وخاصة الملف السوري حيث تموضعت روسيا في قلب الأزمة السورية لتشكل المنصة الرئيسة للحل، كما جاء التدخل العسكري الروسي في سوريا، باعتباره البوابة التي ساعدت روسيا على الإعلان عن نفسها قوة دولية جاهزة للتحرك عسكريًا في أي مكان من العالم عندما تتطلب مصالحها ذلك.



وقال الخبير الاستراتيجي والعسكري السعودي اللواء م انور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية في جدة إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الى موسكو خلال الأيام القليلة المقبلة تعكس نجاح الدبلوماسية السعودية في تنويع علاقاتها شرقا وغربا، بامتياز ونسج شراكات استراتيجية وفق مصالحها وإعادة تموضعها في المنطقة والعالم، مشيرا الى ان توجه البوصلة السعودية نحو روسيا هدفه تصحيح مسار التوازنات الإقليمية والدولية، واستغلال إمكانيات الدولتين في تحقيق الاستقرار بالمنطقة والعالم ولكنه لن يكون على حساب علاقات الرياض مع واشنطن.




وأوضح عشقي ان الزيارات السابقة لولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الى موسكو أسهمت في رسم ملامح الشراكة الاستراتيجية بين عملاقي النفط والغاز في العالم لتتوج بزيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لتدشين هذه الشراكة رسميا والانطلاق من خلالها الى مواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تواجه دول المنطقة في ظل استمرار الحرب المدمرة في سوريا وتدهور الأوضاع في كل من اليمن وليبيا والعراق، فضلا عن تنامي خطر الإرهاب وانخفاض أسعار النفط.




ومن جهته قال عضو مجلس الشورى السعودي السابق والخبير السياسي د. محمد آل الزلفة إن العلاقة السعودية الروسية تتهيأ في ظل قيادة الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس فلاديمير بوتين من مرحلة التعاون إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بتعدد الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، مشيرا الى ان الدبلوماسية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين تقوم بالعديد من التحركات الدولية الفاعلة التي نجحت في تنويع شبكات التحالفات الإقليمية والعالمية مع مختلف القوى في الشرق والغرب في ظل الواقع السياسي والاقتصادي والتحولات التي تشهدها المنطقة والعالم.




وقال آل الزلفة انه على الصعيد الاقتصادي فان «رؤية المملكة 2030 »، فتحت آفاقا ضخمة للاستثمار الأجنبي في السعودية خصوصاً في ظل اعتماد قوانين مرنة وإجراءات سهلة في دخول السوق الاستثمارية السعودية، مشيرا الى ان الزيارة ستدشن شـراكات اقتصادية وتحالفات دعمًا لرؤية 2030 دخول العديد من الشركات الروسية العملاقة للسعودية لأول مرة.

وأشار الى اتفاقيات التعاون المشترك التي وقعتها المملكة السعودية وروسيا، وما كشف ابان زيارة ولي العهد السعودي وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، الى موسكو واجتماعه مع الرئيس فلاديمير بوتين عن تعاون روسي بحصة كبيرة لبناء وتشغيل 16 مفاعلا نوويًّا للأغراض السلمية ومصادر الطاقة والمياه في المملكة، والأفكار المتداولة بين الطرفين بشأن إنشاء مطارات فضائية، وتفعيل اللجنة المشتركة للتعاون العسكري والتقني.



اما د. سعود بن نايف الحربي استاذ العلاقات الدولية في الجامعات السعودية فقد شدد على ان علاقة المملكة بروسيا ليست استبدالا لحليف بحليف ولن تكون كذلك، بل هي جزء من مسعى سعودي لتنويع تحالفاتها مع شركاء عالميين آخرين، وتوسيع خياراتها لتحقيق مصالحها الاستراتيجية العليا، ولتحقيق مصلحة المنطقة التي تعتبر الرياض اللاعب الرئيس فيها بما يحقق أمنها واستقرارها.



وقال الحربي انه ليس من المستبعد أن تشهد الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الى روسيا مفاجأة تتمثل بصفقة سياسية سعودية روسية قوامها تفاهم حول سورية وسوق النفط ودفع المصالح بين الطرفين من استثمارات إلى تعاون عسكري وتقني.





الحجر الصحفي في زمن الحوثي