الوزير باذيب!!

كتب
الاثنين ، ٠٨ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٧ صباحاً

بقلم: عبدالرحمن بجَّاش -

كنت وصديق عزيز نحثّ الخطى بالسيارة ونتحدث في كل شيء، حتى وصلنا إلى الهيئة العامة للطيران، فلفتت نظره مجسمات كبيرة على الجدار الخارجي للهيئة وذهب يسأل عن مطار صنعاء الجديد وغيره، ليجرّنا الحديث عن وزير النقل الذي يواصل الإنجاز وتحقيق المكاسب بدون مَنٍّ ولا استعراض عضلات!!

سألني عن السر؟ قلت على الفور : ليس هناك سوى أن الرَّجُل يريد أن ينجز، فقرر ألاَّ يظل يدور كالجَمَل حول نفسه، فأنجز وفي فترة قصيرة يستحق عليها الشكر، ثم إنه رَجُل - وأنا أعرفه عن قرب - صاحب قرار لا يتردد، وعنده إحساس بالمسؤولية.

عاد ليسأل : طيب، والباقون لماذا؟ قلت : هذه لماذا وكيف وأين ومتى، تصيب معظم المسؤولين بدائها، فيستسلمون لها ويتوهون!! وهناك وزراء ربما لهم العذر، حيث أتوا - ربما - إلى وزارات لن تظهر نتائج جهدهم إلاَّ بعد وقت طويل.

نظر إليَّ نظرة ذات مغزى وصمت!! وعاد إلى الحديث : طيّب، هذا الرَّجُل باذيب أتى إلى وزارته وكمّ المشاكل هائل بلا حدود؟ عدت أقول : هناك من البشر مَنْ يتمتع بصفة الإداري المحنك الذي يدرك أين المرض فيجيد اختيار اللحظة لاتخاذ القرار بعد دراسته بتمعن ويتحمل مسؤوليته بعد أن يكون قد شخَّص المشاكل والحلول ووضع أولوياته على الطاولة ليمضي في اتخاذ القرارات، ولو تمعنت للاحظت أن الرَّجُل اتخذ قرارات كبيرة واستراتيجية لها أثرها على الوضع العام، وانظر، فالنقل بدأ يحقق فوائد كبيرة من ميناء عدن الذي بيع في ليلة ظلماء ليستعاد في نور الصبح!! واليمنية كانت المعضلة الأكبر في نظر الكثيرين وظنوا أن الرَّجُل سيظل واقفاً يتفرج، لكنه أقدم واتخذ القرار، وقرارات أخرى اتخذها وتعرض بسببها كلها لمحاولات اغتيال، لكنه صمم ومضى، ما يحتم القول للآخرين : إن اتخاذ القرار يحتاج إلى شجاعة، بشرط الدراسة المسبقة للبدائل الأفضل التي إن لم تتوفر فهي الكارثة بعينها، فليس المطلوب اتخاذ أي قرار وخلاص، فإذا لم يأتِ القرار بالبدائل الأفضل، سواءً على صعيد الأشخاص أو السياسات، فالأفضل ألاَّ يتخذ.

يظل باذيب حتى اللحظة هو المسؤول الأشجع وصاحب الإنجاز الملموس، إضافةً إلى عبدالقادر هلال، هل من مسؤول آخر يتقدم؟ وإنه لواجب أن نرفع قبعاتنا، قل كوافينا، احتراماً لوزير النقل.

- عن الثورة -

الحجر الصحفي في زمن الحوثي