الوفاء للشهداء على طريقة السلطان!!

كتب
الاثنين ، ٠١ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٣٧ مساءً

 د.خديجة عبد الملك الحدابي 

من الطبيعي جداً أن تتبع الثورات بثورات مضادة، وأن يعهد الراحل بوصيته إلى من يثق به ليتم ما لم يستطعه، وأن يستخلف الشيطان ألف خليفة له وسلطاناً!! لكن أن يلعب المرء دور الإنسان ثم لا تسعفه خلاله أن يرقى مراقي الإنسان فهذا مما يؤلم و يندى له جبين الكبار! . 

  متى كان يُسْتعَدُّ للندوات بالبنادق والقنابل يا سلطان؟ ومتى كان الأحرار يخافون حتى يتمترسوا داخل ساحتهم ويحيطوا أنفسهم بجيش يرهبون به شركاء القضية (إن كانت لا تزال كيوم بدأت !!) ، أسئلة كثيرة تقلق مسيرة ثبات الرجال .. يومٌ في الاشتراكي ويومٌ انفراديّ ويوم مع الحوثيين وأخيراً مع أتباع النظام السابق، والرجل حرٌّ فيما يفعل بشرط ألا تتعدى حريته حريات الآخرين... ويبقى لسكان الدار الحق الأول في الدفاع عن دارهم ضد الدخلاء والمرجفين!!  

أصل الحكاية 

  إحدى ثائرات ساحة الحرية لم تكد تصدق ما وصل إليها من دعوة استضافة خيمة ما يُسمى بـ (جبهة إنقاذ الثورة ) لشخصية عُرفت بعدائها الشديد - منذ انطلاقة الثورة المباركة - لكل ما يمت لساحة الحرية بصلة، ليس هذا فحسب ، فقد وصل الأمر باستخفاف هذه الشخصية لمشاعر الثوار واستهانتها بدماء الشهداء أن وصفت جريمة قتل حرائر الساحة ( تفاحة وزينب وياسمين) ومن أصيب في 11/11/2011 م بأنها مجرد مسرحية الأمر الذي أثار حفيظة أسر الشهداء ، وكتصرف منطقي تقدمت أخت الشهيدة عزيزة لأحد حرس ( السلطان ) المتمترسين خلف بنادقهم دائما دونما احترام لشعار السلمية التي نادى بها الثوار ، أوصلت إليه رسالة الجرحى وأسر الشهداء أن ضيفكم دخيل وسترفضه ساحة الأحرار، وأن إصراركم على استقدامه تحدٍّ سافر لمشاعر المكلومين ممن لم تبرأ جراحاتهم حتى الآن! قابل اعتراضها باستهزاء .. تجمعت على إثْرِ ذلك مجموعة من الثائرات تتقدمهن أخت الشهيد وضاح وأخت الشهيدة عزيزة والجريحة عبير وكفى وغيرهن غير مصدقات حدوث هذا الاستفزاز وإتمام هذه الاستضافة غير المرحَّب بها.. تقدمت إليها فتحية الحميدي بكل أدب طالبة منها الرجوع من حيث أتت ، ضحكت من طلبها وبدأت ندوتها لتُعَلِّم الثوار مبادئ الثورة .. بدأت تتعرض لثورة سوريا مما أثار حفيظة المستمعات فهتفن بغضب : ( دم الشهداء.. ما يضيع هباء ) تداعت الهتافات وبلغ غضب الثائرات ذروته يطالبنها بالرحيل اندفع حرس السلطان يدفعون الحرائر ، ولم يمنعهم ضمير ولا شرف من ضربهن بالأيدي لكماً وبأعقاب البنادق وسبهن ، وليت الأمر وقف عند الصغار بل انبرى كبيرهم يشتم ويقذف قذفًا صريحاً العفيفات الطاهرات ، الأمر الذي قامت على إثره الحرائر بالدفاع عن أنفسهن بعد تهجم ما يسمونهم ( رجال)!! 

ما أشبه الليلة بالبارحة 

ذكرني ضرب الحرائر ما فعله بهن قيران وأذنابه ، وعادت بي الذكريات إلى يوم إدارة الأمن يوم استشهد البطل سليم وهو يدافع عن امرأة ضربها أحد الجنود ، لله درُّ الرجال حين يدافعون عن الشرف وحين يخلعون عنهم عبودية الأشخاص ويتجردون للقيم، من حقي كثائرة ان أسأل اشباه الرجال أين كانوا يوم فرُّوا يوم المحرقة بعتادهم الذي كانوا يستعرضون به في خطاباتهم الثورية على المنصة يوم لم يكونوا بحاجة إليه، فروا بقضهم وقضيضهم وبقيت سيرة الشهيد نزيه المقطري شاهدة على هروب المدججين وثبات السلميين!!   

مفارقات 

  لمصلحة من تُستدعى نجيبة مطهر الى الساحة؟؟ وكيف ترضى لنفسها أن تحل ضيفة ثقيلة الظل على من شتمتهم لأكثر من عام ، إن كانت قد نسيت استخفافها بدمائهم ، فإن دماء الشهداء لم تجف بعد ، والجرحى لا يزالون يلملمون جراحاتهم التي يهزأ بها اليوم سلطانهم !! 

  بالأمس لفرط غيرتهم على دماء الشهداء يرمون بالأحذية والأحجار وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور التي نذرت نفسها للثورة والثوار وعرضت نفسها للخطر حين قبلت أن تمثل المقهورين في حكومة الوفاق .. يطردونها من الساحة لأنها - بزعمهم - باعت دماء الشهداء ! واليوم يستقدمون من شتم الشهداء وفاء لدماء الشهداء على طريقتهم وتحولت خيمة الإنقاذ في لحظة تاريخية من خيمة إنقاذ للثورة إلى خيمة لإنقاذ بقايا النظام !! وضُربت الجريحات وأخوات الشهداء من أجل من؟؟ إن استضافة مثل هذه الشخصية في هذا التوقيت بالذات خطة استفزازية تزامنية مع افراح الشعب اليمني بالعيد الذهبي لثورة السادس والعشرين من سبتمبر لإحداث بلبلة في الساحة تلهي الثوار عن اهدافهم الكبرى في بناء اليمن ومحاكمة الفاسدين ، ولإلهائهم عن الفرح بهذه المناسبة .. غير ان الأمر جرى على غير ما خُطِّط له، طُرِدت ضيفتهم ، وكانت في غنىً عما حل بها وكان لهم في القاعات متسع ومنأى عن إثارة النفوس واستعداء الآخرين، واحتفل الثوار بعيدهم ، وظهرت دخائل النفوس ، وعلى الباغي تدور الدوائر.. 

وأخيراً 

أهانت عليكم دماء الشهيدات والشهداء إلى هذا الحد؟ كيف تقبلون أن تُدخلوا الساحة من استهزأ بدماء تفاحة؟ وهل علمتكم الثورة أن تُجلبوا (بخيلكم ورجِلكم وأسلحتكم)يوم الجمعة تحسباً لغضبة النساء اللاتي غضبن من أجل الشهداء ابتداءً، ومن أجل شرفهن الذي تطاول عليه كبيركم انتهاءً؟ وإلى متى سيظل المجلسان الثوري والأهلي يتعاملان بلا مسؤولية أمام خروقات هؤلاء وأقل ما يمكن أن يحاسبوا عليه هو حمل السلاح داخل الساحة متحدين إرادة الثورة ومبادئ الدولة التي خرجنا ننشدها! أما تكتل أحزاب اللقاء المشترك فشكراً لكم ألف شكر ، فقد بيضتم الوجه حين أدنتم تمزيق مَن تعرضن للضرب والقذف للخيمة ، ولم تدينوا قذف الحرائر من قبل السلطان

الحجر الصحفي في زمن الحوثي