لا تفرحوا باعتقاله..!

كتب
الاثنين ، ٠١ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٣٤ صباحاً

بقلم: عارف أبو حاتم -

كعادتنا نفرح بما لا يعنينا، بالأمس انطلقت آلاف الحناجر بالهتاف والتكبير لاعتقال «نيكولا باسيلي» مخرج الفيلم المسيء للرسول، وكأن مكتب التحقيق الفيدرالي بولاية لوس انجلوس، لم يعتقله إلا لأنه أساء لرسول المسلمين!!.
«نيكولا باسيلي» يحمل ملفاً سيء الصيت، ومتهم بثمان احتيالات بنكية، وتزوير أكثر من بطاقة هوية، والتلاعب، بشروط الإفراج الأمني، والتحايل على مكاتب التحقيقات، هذا الملف الأسود لـ «باسيلي» هو ما جعل القاضية سوزان اتش توجه برفض الإفراج عنه حتى بضمانة مالية؛ لأنه بحسب تقديراتها رجل «يشكل خطراً على المجتمع».
لو كانت الولايات المتحدة اعتقلت «باسيلي» بحجة أنه أخرج فيلماً مسيئاً للنبي محمد، لكانت المظاهرات والاحتجاجات تعصف بأمريكا أشد مما عصفت ببلاد العرب؛ لأن حرية التعبير مقدسة لديهم، ولا يعلوها شيء في القداسة.
«باسيلي» احتال على عدد من البنوك ببطاقة هوية باسم «إروين سلامة»، وأنه يهودي إسرائيلي، وتبين لاحقاً أن معلوماته كاذبة، وحتى الآن لم يفصح عن منتج «ممول» الفيلم، هل تبرعات يهودية أم احتيالات، أم للقبطيين المصريين يد في الإنتاج؟.
في السابق قضت المحكمة بسجن «باسيلي» في قضية احتيال، وحكم عليه بدفع 790 ألف دولار كتعويض وبالسجن 21 شهراً، كما أُمر بعدم استخدام جهاز الكمبيوتر أو الإنترنت لمدة خمس سنوات من دون الحصول على موافقة مراقب السلو.
الجرائم المتلاحقة التي أحاطت بـ «باسيلي» دفعته إلى البحث عن منفذ إلى عاطفة اليهود والأمريكان عموماً، فاقترح على صديقه «كلاين» أن يخرج هذا الفيلم «محارب الصحراء أو براءة المسلمين»، متعهداً بأنه سيكون «ثيو فان جوخ آخر». و«فان جوخ» مخرج هولندي قتل على يد مسلم غاضب عام 2004 بعد فيلمه الذي أهان فيه الإسلام.
أراد «باسيلي» البحث عن تعاطف الغرب معه، وجلب شفقتهم وأموالهم؛ حتى يخرج من ورطاته المتلاحقة، لكنه وقع في مصيبتين معاً.
[email protected]
الجمهورية

الحجر الصحفي في زمن الحوثي