حمى الضنك يا محافظ تعز..!

كتب
الأحد ، ٣٠ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٣٢ صباحاً


بقلم: جمال محمد حُميد -

منذ أن تولى شوقي أحمد هائل منصب محافظ محافظة تعز وهو يصرح أن من اولوياته في العمل داخل المحافظة ، الامن والاستقرار ، التعليم ، الصحة ، تحلية المياه لتعز ... وأعتقد ــ وغيري الكثيرين ــ ان جميع ابناء تعز بمن فيهم المعارضون لشوقي كانوا متفقين على ان الرجل جدير بالكلام الذي يقوله ومتأكدين ايضا انه قادر على تحقيقه على ارض الواقع عكس من سبقوه لما يمتلكه الرجل من حس اداري ناجح خلال فترة عمله في مجموعة عائلته التجارية.
لكن سرعان ما تلاشى ذلك التفاؤل في ظل التدهور الأمني في المحافظة الذي عاد من جديد رغم مرور فترة ليست بقليلة كان منتظراً ان يعمل خلالها شوقي اقل القليل من وعوده التي أبداها لأبناء المحافظة الحالمة.
وللنظر للأولويات التي اتخذها محافظ تعز للعمل بها نجد الصحة لها مكانة في تلك الاولويات ورغم ذلك نرى توسع رقعة حمى الضنك ينتشر في انحاء المحافظة ويحصد امامه الارواح من الابرياء ممن لا يستطيعون تحمل نفقات العلاجات الكثيرة والتشخيصات المغلوطة التي يمهرها اطباء بدلاً من تحفيف وطأة المرض على المواطنين يزيدون من حالتهم تعاسة في ظل غياب الرقابة الصحية سواء على المستشفيات او العيادات او المراكز الخاصة.
كتبت مقالاً فيما مضى اطالب الجميع فيه الصمت لمرة واحدة لنترك المحافظ الجديد يعمل بصمت هو ايضا ولكن ما يحدث يومياً من انتشار للأمراض وغياب الجهات المسئولة عن مكافحتها تتوجب علينا ان نصرخ وننبه المحافظ انه يجدر به الالتفات إلى الوضع الصحي للمحافظة ويكون انصباب افكاره وتوجهاته للمرحلة القادمة على عملية التطوير والرقابة على المرافق الصحية ومكافحة الاوبئة والامراض التي ابرزها في الفترة الراهنة حمى الضنك.
حمى الضنك يا محافظ تعز حصدت الكثير من الارواح المعروفة وغير المعروفة فلم تميز احداً ولا زالت الآن تتوسع رقعتها من جديد لتصيب الكثيرين وتزهق أرواح آخرين.
حمى الضنك يا محافظ تعز تتطلب منك ترك الملف الأمني للمسئولين الامنيين وان تشرف انت على عمليات رصد الاوبئة في المحافظة لمكافحتها واعلان تعز خالية منها.
حمى الضنك يا محافظ تعز تستدعي منك ان تتخذ الاجراءات اللازمة التي تحد من هذا المرض الكئيب ممن يجعلنا نفقد اعزاء نراهم امام اعيننا يتألمون ونحن نظل صامتين لا نستطيع ان نقدم لهم شيئاً.
حمى الضنك يا محافظ تعز تتوجب عليك من باب المسئولية الملقاة على عاتقك ان تبحث عن مصادر بعث هذه الاوبئة ومكافحتها فهي تحتاج فقط لمعالجة المجاري السائرة في شوارع المحافظة وكذا ردم المستنقعات والحفر التي تتجمع فيها مياه الامطار والمياه الراكدة التي تنتشر على ضفافها البعوض الذي ينقل المرض من مريض إلى مريض اخر.
حمى الضنك يا محافظ تعز تتطلب منك الاجتماع بالأطباء في المحافظة وحثهم على تحمل المسئولية من الأمانة الانسانية والطبية التي امتلكوها واضطلاعهم بواجبهم الطبي وتشخصيهم الدقيق والذي من خلالها يمكن حصر المرض وقتله بالعلاج المناسب حتى يستطيع المريض ان تعود له الابتسامة على وجهه ووجوه من حوله بقيامه بالشفاء.
أخيراً
لست ضد ما يفعله المحافظ بالنسبة لملف الأمن والاستقرار بالمحافظة ولكن الملف هذا طال أمده واصبحت الحالمة تعز تتجرع ويلاته بينما يمكن للمحافظ شوقي ان يسلم الملف الأمني للقيادات الأمنية بعد ان وضع النقاط الرئيسية التي يسيرون عليها واتفق جميع ابناء تعز في ميثاق الشرف الذي وقعه اعيان وشخصيات اجتماعية ومسئولون في المحافظة وان ينتبه بشكل اساسي في المرحلة القادمة للجانب الصحي الذي بدأت سلبياته تطغى بكثرة على السطح وبالأخص مرض حمى الضنك.
كما يتوجب من القائمين على الصحة في المحافظة العمل الرقابي الحقيقي على الاطباء والذين تذهب بعض الأرواح ضحية تشخصيهم المغلوط وهذا امر نضعه بين يدي الاخ محافظ المحافظة شوقي احمد هائل وكلنا امل في ان يتابع ويعمل بشكل شخصي للحد من هذه الظواهر السيئة التي لو حدت لوجدت البيئة الآمنة والسليمة الخالية من الامراض والأوبئة التي لا تنتهي.
[email protected]
الجمهورية

الحجر الصحفي في زمن الحوثي