شيخ الجعاشن وثورة سبتمبر

كتب
الجمعة ، ٢٨ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٠٣ صباحاً


بقلم: محمد الشلفي -
قبل الاحتفال باليوبيل الذهبي لثورة 26 من سبتمبر بأيام تخرج علينا الصحف بصورة لطفل صغير وجهه متورم ومربوط رأسه المتورم بشاش بسبب الجروح التي أصيب بها كمثال يؤكد وحشية شيخ الجعاشن مادح الرؤساء محمد أحمد منصور.
ويقول الخبر إن أحد مرافقي شيخ الجعاشن ألقى بالطفل من على سطح منزله بسبب أن والده لم يدفع إتاوة للشيخ المستبد، وبإمكاننا أن نتأكد ونحن في اليوبيل الذهبي للثورة كيف يستمر شيخ الجعاشن بإلقاء إنسانيته دون اكتراث؟.
لقد جاءت ثورة 26 سبتمبر لتزيل الفوارق والطبقية وتحرر الناس من الاستبداد والاستعمار لكن مثلما جاءت الرسالات ووجد أشخاص يكفرون بها ويحاربونها لأنها تسلبهم امتيازاتهم وتحجب عنهم استعباد الناس فإن الثورة لم تستطع أن تقنع محمد أحمد منصور أن الناس سواسية وأن هناك طرقاً معينة لإثبات حقه، ذلك الحق الذي لا يعني أن يعيش بامتيازات مختلفة عن الناس مستمراً في إهانتهم والاعتداء عليهم وعلى آدميتهم.
ليس هذا فقط لكن التاريخ لن ينسى أن يسجل بأحرف من نور ثورة أهل الجعاشن الذي نصبوا أول خيمة في ساحة التغيير بصنعاء والذين كانوا سبباً رئيساً في إسقاط نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح الحليف الأقوى لشيخ الجعاشن.
سيكتب التاريخ أن أؤلئك الشجعان دقوا أول مسمار في نعش طاغوتية شيخ الجعاشن، هزوا أركانه، هزموه في عقر داره، وفي نعش حلفاء النظام السابق جميعاً الذين داسوا على إنسان كرمه الله.
وهم في الوقت نفسه انتصروا على خوفهم، تركوا إرثاً من الحرية لأبنائهم الذين لا يقبلون بعد الآن أن يسود عليهم رجل بمواصفات الكبر والجشع والوحشية.
سيكتب التاريخ قضية تهجير أهل الجعاشن وصمة على جبين شيخ الجعاشن وكل من وقف معه، ليس هذا فقط وربما دارت الأيام وتشرد هؤلاء كما شردهم، فمازالوا حتى اليوم لم يعودوا إلى ديارهم بسبب تجبر هذا الشيخ الذي لا يتعض، فالرسائل التي تصله كل يوم لتقول له اعتدل أيها الشيخ، منذ قيام ثورة الجعاشن عليه ثم قيام ثورة الشباب الشعبية السلمية التي جاءت لتؤكد على التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات.
كما سيكتب التاريخ أن الصمت الحكومي والشعبي على مثل هذه الأفعال وعدم معاقبة مرتكبي من يواصلون الإساءة إلى الثورة والجمهورية ولكل القيم الإنسانية ولتضحيات هذا الشعب عار، وأن الجميع سوف يقف ضده وسيقف مع أولئك الأبطال الذين ثاروا ضد هذا الطاغية.
متى يدرك مادح الرؤساء والمتزلف لهم، أن أهل الجعاشن تغيروا وسيقتلعونه كما اقتلعوا من هم أكبر شأناً منه لأنهم لم يقرأوا التارخ ونهاية الظلمة، عليه أن يدرك أن زمن العبودية انتهى وإلى غير رجعة، هكذا قالت لنا الصورة التي تناقلتها الصحافة لوالد يحمل ولده صاحب الوجه المتورم ويدعو الصحفيين إلى تصويره ليعلن للناس أنه من الجعاشن وأنه تحرر من الخوف وإلى الأبد.

الجمهورية

الحجر الصحفي في زمن الحوثي