رسالة عاجلة الى الرئيس هادي

كتب
الخميس ، ٢٧ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٤:١٥ صباحاً

 الأخ عبده ربه منصور رئيس الجمهورية                                     المحترم

تحية طيبة وبعد،،

إنه لحسن الطالع ان نحتفل بالعيد الذهبي لثورة 26 سبتمبر الخالدة في ظل تغيرات وتحولات سياسية واجتماعية وفكرية محلية واقليمية ودولية جديدة وكبيرة .

·        ففي هذه الذكرى سنحتفل في ظل رئيس جديد أحبه الشعب واختاره بنفسه دون ترغيب أو ترهيب ، وفي ظل يمن جديد ونظام سياسي جديد أقره الشعب وسعى لتحقيقه فقدم التضحيات الجسام فداءاً وثمناً غالياً لذلك الهدف ، فحققه وهو الحارس الأمين له  وسيحميه وسيقدم من أجله النفس والنفيس .

·        سنحتفل بجو نقي خال من الفساد الذي أزكم أنوفنا وصدع رؤوسنا وهدم بنيتنا الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والفكرية طوال الفترة الماضية والتي لا نأسف على زوالها بل نأسف أننا عشناها وتجرعنا مرها بالرغم أننا شعب طيب ولا نستحق كل هذه المعاناة .

·        الأخ الرئيس نريد أن نحتفل بك رئيساً محبوباً ، محترماً مهابا لا زعيماً مجرماً وقاتلاً كذابا ، لأن  كلمة زعيم أصبحنا نمقتها وتشمئز منها نفوسنا لأنها تذكرنا دائما بالمآسي وشلالات الدماء وأشلاء الجثث المتناثرة في الشوارع والأزقة ، تذكرنا بنواح ولطم خدود الزوجات والأمهات والبنات على فقد إخوانهن وآبائهن وأزواجهن وأبنائهن ، تذكرنا بصرخات استغاثة الأطفال والعجائز ، تذكرنا بأنين الجرحى وآهات الثكالى وبكل شيء قبيح ، تذكرنا بزعيم العصابة وزعيم البلاطجة وزعيم التمرد وزعيم الإرهاب.

·        نريد أن نحتفل في جو حميمي يخيم علينا جميعا رئيساً ومرؤوسا، نريدك أن تكون لنا رئيساً تنزل في قلوبنا ونحن لك شعباً نحتل فؤادك وهذه العلاقة لا يمكن تكريسها بتوزيع صورك الكبيرة منها والصغيرة على أسطح المنازل أو في ملتقى الشوارع أو في المكاتب وعلى اعمدة الإضاءة كما كان يعمل من سبقك على الكرسي الذي تجلس عليه الآن ، وليس بهتافنا بالصوت العالي " بالروح بالدم نفديك ياهادي" أو " مالنا إلا هادي " فلقد أثبتت ثورة الشباب الشعبية السلمية التي أتت كالطوفان على الحكام بأنه لا عاصم اليوم للحكام من هذا طوفانهم إلا بإلإدراك الكامل والفهم الشامل بأن عملهم الحقيقي هوخدمة الشعوب وحمايتها والحفاظ على  حقوقها وصيانة ممتلكاتها وثرواتها لا التعالي والتكبر والغطرسة عليها واللجوء الى القوة لكتم الأصوات المنادية والمطالبة بأبسط حقوقها المعيشية والحياتية وأن تلك الهتافات والصور لم تشفع ولم تنفع الحكام بل كانت وبال عليهم حيث داسها الناس بأقدامهم وأحذيتهم ومزقوها بأيديهم وكان من يهتف بالصوت العالي للحاكم " بالروح بالدم نفديك يا........  هم أول من هتف " الشعب يريد اسقاط النظام"   

إن حبنا واحترمنا لك سيكون نتيجة طبيعية لكل فعل جميل تقدمه لهذا الوطن ومواطنيه لتعود لليمن هيبته بين الأمم وتستعاد كرامة الفرد اليمني في المجتمعات، وهذا لن يتأتى لك الا بإزالة كل عناصر الفرقة والشتات والمرتزقة من المنافقين الدجالين الذين لا هم لهم الا الكسب والمنفعة الفردية الضيقة على حساب الوطن والمواطن

·        نريد ان تحتفل في ظل هدوء واستقرار فلا نسمع زخات الرصاص فوق رؤوسنا ولا هدير الدبابات في شوارعنا وأزقتنا ولاأزيز الطائرات فوق منازلنا ولا تفجير لأبراج الكهرباء وآبار النفط وأنابيب الغاز ولا قتل او تفجير او تفخيخ سيارات مسئولينا وقياداتنا الوطنية ولا قطع الطرقات بين مدننا ولا البلطجة والنهب لبيوتنا ومحلاتنا التجارية ولا الإعتداء على مؤسساتنا الحكومية وهذا لن يتم الا بالإسراع بعملية إعادة هيكلة الجيش والأمن وفق رؤيا وطنية خالصة وعقيدة وإيمان راسخين لدى أفراد القوات المسلحة والأمن أن عملهم الحق هو حماية اليمن ارضاً وإنسانا وأن عهد الولاءت الضيقة مهما كان شكله أو لونه أو نوعه سواء كان لحزب أو لجماعة او لطائفة او لأسرة قد ولى الى غير رجعة .

·        نريد أن نحتفل في ظل دولة يكون الإسلام دينها والمدنية ديدنها والحرية شعارها والسلام الاجتماعي هواها وهوائها ، دولة شوروية " ديمقراطية" الهوية ، يحترم فيها الإنسان بغض النظر عن نسبه أو لونه أو مستواه الإجتماعي اوالإقتصادي، دولة تعلي من شأن العلم والعلماء والمبدعين والمفكرين والمخترعين ، دولة الشرع يحدد لها المسار والقانون يخضع له الصغار والكبار، دولة لا تلبس نظارات سوداء ترى الحياة عتمة ولا عدسات ملونة تظهر لها الحياة ملونة بألوان قوس قزح إنما نريدها ان ترى الحقيقة بالعين المجردة كي تتعامل معها بتجرد بعيداً عن الزيف والمغالطات، دولة توظف الكوادر الوطنية المخلصة الصادقة حتى ينعم اليمنيون بالرخاء والإستقرار وتحقق لهم ما يصبوا اليه من رفعة وسمو.

·        وأخيراً لابد أن تعلم أننا قد نصحنا من قبلك ، فرأى في النصح خوفاً وضعفا ، فاستأثر برأيه واستعصم بماله وقوته وأهله ورجاله من حوله ، فأهلكه رأيه ، وخذلته قوته وماله، وتخلى عنه أهله وخانه رجاله ، فليكن مآله ونهايته عضة وعبرة  ، وسنكون لك سنداً وحماة وفداء إن أنت بادلتنا المحبة والوفاء.

وكل عام وانت بخير يارئيسنا ، ودامت اليمن حرة ومزدهرة ودام الشعب اليمني بكل سعادة

والله من وراء القصد،،،

كتب هذه الرسالة: محمد السياني
الحجر الصحفي في زمن الحوثي