نحن وأمريكا

كتب
الاثنين ، ٢٤ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٥٤ صباحاً


بقلم: عبدالحكيم الفقيه
تطرح الولايات المتحدة الأمريكية نفسها بأنها بلد الحريات المفتوحة لحد يقترب من المطلق، وتقدم نفسها على أنها رسول نشر الحرية في المعمورة، ووضعت نفسها على أنها الوصي على شعوب هذا الكوكب القاصرة ومثلت دور ولي أمر العالم والشرطي العالمي الذي يحق له التدخل في كل صغيرة وكبيرة من شئون البلدان وقادت البشرية صوب الحروب والعبث والفوضى التي أردفت لها نعت الخلاقة وصار السفير الأمريكي هو صاحب القرار والسيادة في بعض البلدان، فهي التي تحدد حسن سيرة وسلوك الأنظمة السياسية وتصدر تقاريرها عن حقوق الإنسان في بلدان كاملة السيادة.
حشدت الولايات المتحدة الأمريكية طاقاتها وشجعت الحركات الدينية في الشرق الأوسط ودربتها في باكستان في سبعينات وثمانينات القرن المنصرم وأرسلتها لمحاربة الروس في أفغانستان وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي لم تجد الولايات المتحدة بعبعاً لتتذرع به لرفع الضرائب داخل أمريكا ولبقاء قواعدها خارج حدودها فابتكرت لها بعبع صدام حسين وأسلحة الدمار الشامل المزعومة وبعد تحرير الكويت ابتكرت لها بعبع الإسلام وظهر الترويج لصدام الحضارات فكانت ضربة 11 سبتمبر 2001 مفصلا تاريخيا وتدشينا لعصر الغطرسة الغربية السافر فبدلا عن البرجين احتلت أمريكا دولتين.
الإسلام دين رحمة وإجراءات خلقية أتم بها الله مكارم الأخلاق لنشر السكينة والأمن النفسي والاجتماعي بين بني البشر لكن تشجيع أمريكا للجماعات الدينية المتطرفة هو الذي لوث الفضاء الديني ونشر الضغينة وتقسيم العالم إلى “فسطاطين” على حد قول بن لادن الذي أخلص للطبعة العنيفة من الإسلام.
نحن نرفض الإرهاب سواء أكان باسم الدين أو باسم مكافحة الإرهاب فنرفض إرهاب الجماعات وإرهاب الدول ونرفض الصلاحيات الممنوحة للأمريكان للتغطرس وانتهاك سيادة الدول والبحار سواء تحت مظلة الشرعية الدولية أو باسم الأحلاف مع الأنظمة المفروضة على شعوبها.
باختصار: إن وصول مدرعات أمريكية إلى اليمن إن صدقت القنوات والمواقع التي نقلت الخبر يعد خطئا كبيرا وإثما في حق اليمنيين، وبوادر تدخل أمريكي لبلد منهك اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا فلن تزيد أمريكا الطين إلا بلة بتصرفها هذا حيث ستزيد العمليات الإرهابية والانفجارات وقد تتحول صنعاء إلى بغداد أخرى في ظرف نحن أحوج فيه للسلام والتسامح والخروج من مأزق الانقسام العسكري والمذهبي والجغرافي واجتناب طريق الصوملة أو الدخول في “ اليمننة” على حد تعبير الدكتور محمد الظاهري التي ستكون مصطلحا جديدا لفوضى الذبح على الطريقة اليمنية التي ستعمم على بعض دول المنطقة إن أشعل الأمريكان شرارة حرب اليمن الأهلية لا سمح الله.
نأمل من عقلاء وحكماء اليمن الشد على أذن الأمريكان وقرصها واستعادة السيادة وبسط نفوذ القانون ومكاشفة الشعب بكل صغيرة وكبيرة تدور خلف الكواليس ضمانا للاصطفاف والالتفاف الشعبي إن تطلب الأمر قرارات مصيرية كبرى والله من وراء القصد.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي