صنعاء لا تعرف الأناقة

كتب
الثلاثاء ، ٠٧ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٠٩ صباحاً
  بقلم : إلهام الحدابي سبب كتابتي لهذه السطور هو أن أختي اشترت حذاءً جميلاً ولكنه قماشي، وبالتالي سيذهب المطر بجماله فوراً. نصحتها بأن تأخذ حذاءً جلدياً حيث أنه سيتناسب مع الأمطار المتهاطلة بكثرة هذه الأيام، لكنها أصرت على اقتناء ذلك الحذاء، تأملت الألوان الزاهية لذلك الحذاء وتخيلت مآله بعد مشوار قصير أثناء المطر! لا أريد أن أتجنى على عاصمة الجمال (صنعاء) فعبق التاريخ يفوح من أبواب صنعاء القديمة، وتمازج الماضي بالحاضر يتبدى من خلال تقسيم بعض الشوارع فيها، والبنايات الكبيرة في اليمن تكاد لا توجد إلا فيها. ولكني هنا أريد أن أتحدث عن المطر في صنعاء، وما أدراك ما المطر في صنعاء، فالمطر يأتي ليغسل المناظر مما شابها من الغبار، ويغسل أرواحنا الممتدة بحثاً عن زاوية جديدة للتأمل، لكن المطر هنا يأتي ليهبنا أدراناً جديدة من الطين وبقايا القاذورات التي تنبثق من الشوارع العامة والفرعية على حد سواء، المطر هنا يجبرك على أن لا تفكر بأن ترتدي ملابس زاهية لأنك تعرف ما مآلها بعد المطر. بذلك يتحول المطر إلى مشكلة كبيرة تؤرق شوارع العاصمة بعابريها، فبعد قليل ستمتلئ الشوارع بمياه المطر، والتي سريعاً ما تتحول إلى اللون البني الغامق بعد أن تنفرج البيارات بشكل روتيني لتفرغ كل محتويات الصرف الصحي، وتأتي بقية القمامات المتكدسة في بعض زوايا الشوارع لتسبح فوق ذلك الماء البني، ثم نأتي نحن لنذهب إلى أعمالنا ومشاغلنا أو نعود منها فنسبح عنوة في ذلك السيل الجارف، هذا إذا لم نجد صاحب تاكسي أو باص يتشرط بأن لا تكون مبللاً وبأن تدفع ضعف سعر الخدمة، لأن للمطر قوانينه. لشد ما أحزن عندما أعرف أن أساس تخوفنا من المطر هو قنوات الصرف الصحي التي لم تعد تتناسب وحجم السكان، إضافة إلى أن تقسيم الشوارع ومنافذ تصريف المياه تنم عن عقلية لا تعي قواعد المطر، نتمنى أن نستمتع بالمطر في الفترة المقبلة، ولن يتأتى ذلك إلا إذا وجدت العقلية التي تستطيع أن تصرف الفائض من المطر بشكل صحيح. صحيفة الاولى
الحجر الصحفي في زمن الحوثي