بواسير الثورة

كتب
الخميس ، ٢٧ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٢ مساءً

بقلم /عبد الكريم الرازحي

لست حزبياً.. وكذا لست ثورياً، وليس لديَّ ذلك اليقين الثوري الذي لدى الحزبيين، ولا ذلك الحماس الذي يمتلكونه.

وحتى أكون واضحاً فإن ثورة 26 سبتمبر قامت وأنا راقد، وعندما أيقظتني أمي من النوم وبشرتني بقيام الثورة لم أتحمس، ولم أشعر بأي حماس، وإنما شعرت بالنعاس وعدت ثانية إلى النوم وأنا زعلان من أمي التي أيقظتني من نومي ومن فردوس أحلامي.

وزيادة في التوضيح، بعد الثورة مباشرة غادرت القرية مع أترابي وزملائي في الدراسة إلى مدينة تعز والتي كانت أيامها قلعة الثورة وقبلة الثوار، وذلك لنواصل دراستنا في مدارسها.

غير أني سرعان ما ضقت بمناخ تعز الثوري فكان أن غادرتها إلى القرية ومنها إلى عدن.

ونفس الشيء عندما عرفت بقيام ثورة 14 أكتوبر لم أتحمس لقيامها، وعندما كانت تخرج المظاهرات الطلابية والجماهيرية لم اأكن أتحمس للمشاركة فيها، وحتى عندما كانت

الحشود الجماهيرية تسحبني معها كنت وأنا في وسطها أبقى على مسافة منها، وأسير في المظاهرة صامتاً من دون أن أشارك في الحماس والهتاف.

بعد أن انتصرت الثورة ضد المحتل وبعد أن احتلت القطعان الثورية مدينة عدن تملّكني إحساس بالغربة وكان أن غادرت المدينة التي أحببتها إلى غير رجعة.

أما في ما يتعلق بثورة الشباب التي سطت عليها الأحزاب الشمولية- وحتى يطمئن الثورجيون

والمزايدون من الحزبيين المتهافتين على المناصب والكراسي والكراتين

أقول بصدق وعندي الكثير من الشهود بأنني لم أنزل إلى ساحة التغيير، ولم أشارك في الاعتصامات ولا في المسيرات ولا في الاحتجاجات.

مرة واحدة فقط نزلت الساحة ولكن ليس للمشاركة في الثورة وإنما لزيارة خالي الذي يقع منزله في قلب الساحة.

وبالمناسبة، أظهرت الفحوصات بأنني كائن غير ثوري، وقال الطبيب بأن لديَّ ما يسمى بـ (مرض الخوف من الثورات) وأنه من الصعب أن أتحمس للثورة،أي ثورة.. وعندما شكوت له من البواسير التي تهاجمني سنويا في مثل هذه الأيام ردّ بأن هذا النوع من البواسير لاعلاج له.

سألته: لماذا؟

قال بأنها بواسير الثورة.

*صحيفة اليمن اليوم

الحجر الصحفي في زمن الحوثي