تقسيم البلاد يبدأ من تقاسم الجيش والسلطة

كتب
الأحد ، ١٦ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٤٥ صباحاً

بقلم: خالد الرويشان

قلت وحذرت مراراً من انجراف اليمن نحو الحالة العراقية، البلد العظيم الذي أصبح مجرد قنبلة غير موقوتة! تنفجر كل صباح ومساء، بفعل تقاسم عجيب غريب للجيش والأمن والسلطة والمال، وأصبح العراق بكل مقدراته رهينة نخب سياسية وطائفية بشعة اتفقت على حصص تتقاسم الجيش والقوة والشرطة والمناصب والنفط والمال دون أن تأبه أو تهتم بحياة العراق والعراقيين أمنا ورخاء وسلاما، إلى درجة أن العراق بلا كهرباء أو مياه صالحة للشرب رغم أن ناتجه القومي من النفط فقط هذا العام يتجاوز 200 ‏مليار دولار!

في اليمن ثمة من يريد أن تنجرف البلاد إلى ما هو أسوأ من الحالة العراقية..، فتفجيرات أبين وصنعاء، وصولا إلى محاولة اغتيال وزير الدفاع ظهيرة الثلاثاء الماضي في تفجير هو أبشع ما يمكن أن تراه عين أو تسمع به أذن.. كل ذلك يشكل إنذاراً ببدء مرحلة أدعو الله ألّا تنجرف اليمن إلى هاويتها المظلمة الظالمة.
من قتل سالم قطن..، ومن يحاول باستماته أن يغتال وزير الدفاع؟! ومن يحاول أن يغتال ياسين سعيد نعمان، ولماذا؟.. لماذا هؤلاء بالذات؟ هل التركيز على هذه الأسماء صدفة؟ من يقرأ خارطة طريق الموت، والحقد،
والخوف من المستقبل؟
لو أن الدولة أو ما تبقى منها أفصحت عن تفاصيل اغتيال سالم قطن وأشارت بالبنان! وكذا المحاولات المستمرة
لاغتيال وزير الدفاع، وما وراء كواليس أحداث أبين وساحة السبعين في صنعاء.. لفكر مخططو هذه الجرائم الف مرة قبل أن يعيدوا الكرة والكرة!
الصمت لم يعد ذهباً ولا فضة! الصمت أصبح موتا بطيئا، وخنقا قاسيا لعنق اليمن القادم الذي نريده، وذلك باستقصاد جيش البلاد، ورجاله الأهم والاجمل!
حسنا فعل رئيس الجمهورية بقراراته الأخيرة، فالبلاد ليست كعكة يمكن تقاسمها، ولا شركة مساهمة يمكن توزيع أرباحها. صحيح أنها وطن للجميع، ولكن وفق معايير وطنية وأخلاقية، لا يمكن المساومة عليها أو التحايل والتلاعب بها، ثم أن قانوناً معروفاً ورفيعاً عبر تاريخ البشرية كلها يجب أن يسود العمل الإداري ‏والحكومي هو قانون الثواب والعقاب بغض النظر عن التعددية، والمبادرات والمرجعيات!0
إن مسألة توحيد الجيش في غاية الأهمية، لان الجميع بات يعرف على وجه التأكيد أن معظم الحوادث والأحداث الأمنية وحتى السياسية هي نتيجة عدم توحيد الجيش بالدرجة الأولى، يلي ذلك أهمية الثواب والعقاب لموظفي الدولة الذين يغلبون مصالح أحزابهم أو مرجعياتهم على مصلحة الوطن! أو يتهاونون في
‏أداء أعمالهم متكئين على فكرة التقاسم الخبيثة التي أجهزت على البلد، وعلى ما تبقى من قيمه الإدارية
والاخلاقية.
تقسيم البلاد يبدأ من تقاسم الجيش والسلطة! وهو المدخل الذي يفضي الى الحالة العراقية المرعبة! اليمن على مفترق طرق.. اما ان يتجدد او يتبدد!
‏وليس ثمة من خيار أحر. الدولة أو اللادولة، المستقبل أو صراعات البلادة والحماقة والجهل! ‏الروح اليمنية في أحسن تجلياتها أو شعب يقتات الفوضى والحروب والظلام!
‏شباب الأمل والعلم والتغيير، أو شراذم عصابات وقطاع طرق!.. كل شيء أصبح ظاهرا، بينا لكل ذي عينين!.. فقد. قل.. تكلم حتى أراك!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي