في الكـولة غدرٌ يتربص

كتب
الأحد ، ١٦ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٢٦ صباحاً

بقلم : -منال الأديمي-

أعلن مؤخراً عن محاكمة لـ 79 متهماً بجريمة المشاركة في مجزرة جمعة الكرامة تلك الجريمة التي هزت المجتمع اليمني وفتحت عينيه على واقع نظام المافيا والعصابات الذي حكمنا لمدة 33 عاماً.

لم يشهد اليمنيون جريمة بذاك القبح, ومؤكد بأننا شهدنا ما هو أسوأ, فما خفي في جعبة النظام السابق أعظم لكنها كانت الأولى الموثقة إعلاميا وجماهيريا وعلى مرأى ومسمع من العالم, حدثت بعدها جرائم أخرى لا تقل بشاعة عنها كمحرقة (ساحة الحرية) في تعز وغيرها من الجرائم التي وثقت وعلى مدى عام ونصف من الثورة لكن تم تجاهلها وظهرت على السطح حاليا جريمة جمعة الكرامة بسبب الضغط الجماهيري الثوري أو أنه سيناريو لشغل أنظارنا عما هو أفظع.

بدايات المحاكمة تشير إلى أن الأمر سيكون أشبه بمسرحية عنها محاكمة, إذ إن أهم المجرمين فيها مازالوا طلقاء بل ولعل ابرز من أستحضرهم الآن بعيدا عن( الزعيم وابنه وابن أخيه) ومؤيدي (الدجاج والرز) صاحب تسجيل الكولة!!

على ذكر البرلمان .. سمعنا انه مؤخراً تم رفع جلسة برلمانية بسبب اشتباكات بين مرافقي اثنين من حُمران العيون في هذا البلد والمؤبدين في البرلمان وبالوراثة اغلبهم, ومع هذا فإن بعض هؤلاء النواب الذين عفا عليهم الزمن لا يكتفون بحضور جلسات (البقبقة) وتقاضي راتب آخر الشهر فقط والذي يكلف ميزانية الدولة الكثير وكما يقولون (لا من شاف ولا من دري).

إلا أن البعض منهم ما زال يفتعل المشكلات والقلاقل وهى اليوم لم تعد مقتصرة على الملاسنات والوقوع في شبهة الاشتباك بالأيدي والأذرع ورفع الأحذية والتي يتم تكذيبها فيما بعد ويتضح أنها كانت مجرد سلام ذي شفرة خاصة بين أعضاء المجلس.

في الحادثة الأخيرة كان رد رئاسة المجلس على الحادثة هو رفع إحدى جلسات البقبقة وبمبدأ “كل واحد يصلح سيارته” أكثر ما أثار حفيظتي هو أن هذا البرلمان مازال يعقد جلساته على الرغم من انتهاء صلاحيته وعدم جدواه كنت أظن بأن آخر جلسة له ستكون الجلسة التي سيقر فيها (الحصانة).

كالعادة رد فعل غير مناسب لحجم الحدث سمعنا في اليوم التالي بأنه قد تم منع النواب من دخول البرلمان بأسلحتهم الشخصية وهذه تعد المرة الأولى منذ 22 عاماً أسلحة شخصية؟؟ في البرلمان؟؟ لماذا؟؟.

يبدو انه لا ضير من جلب المرافقين على الأطقم ومعهم مختلف الأسلحة والمعدات كالبوازيك والمعدلات والكلاشنكوفات بل لابد من دخول البرلمان بالسلاح الشخصي أيضا فهل هذا هو رد الفعل القانوني المناسب لهكذا جريمة حدثت وأمام البرلمان الذي من المفترض أن يكون مؤسسة وطنية حداثية تشرع القوانين وتراقب تطبيقها.

أقترح من هنا على رئاسة البرلمان أن تسمح لأعضاء البرلمان الدخول بأسلحة بيضاء أيضا كالسيوف والخناجر ولا بأس من الرماح لتقوم بمحل الصواريخ فقد تنفذ الذخيرة لديهم فما عساهم فاعلون؟, كما لا مانع من إعطائهم دورات تدريبية قتالية في السلاح الأبيض.. اكتفي بذلك واللبيب بالإشارة يفهمُ وصدق القائل:

إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل كلهم الرقص

يبدو أن الموت لم يعد في الكولات يتربص بشباب الثورة فقط فحتى القيادات اليوم أصبحت هدفاً له .. أثناء كتابتي

للمقال سمعت خبرًا عاجلاً مفاده: 

نجاة وزير الدفاع من محاولة اغتيال في العاصمة صنعاء .. هذه المحاولة رسالة واضحة للجميع وليس مسلسل اغتيالات التسعينيات عنا ببعيد!!

همسة:

مع إطلاق حملة “شارك” في محافظة تعز برعاية المحافظ شوقي احمد هائل نتمنى من الجميع استشعار المسؤولية والمشاركة كل بما في وسعه ويدًا بيد لتصبح تعز نموذجاً للمدنية وسيادة القانون ونموذجًا يحتذى به في سائر المدن كونها بداية الثورة والتغيير فلابد أن تكون رائدة البناء فثورة البناء الآن قد بدأت.

 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي