عاجل للأخ الرئيس..!

كتب
الاربعاء ، ١٢ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:١٣ صباحاً


بقلم: سارة عبدالله حسن

  

الأخ الرئيس نعلم جيداً مشاغلك الكثيرة و نقدر همومك العديدة والضغوط الداخلية و الخارجية التي تتعرض لها و التي ربما لم يتعرض لها رئيس من قبل .

حمل وطن بأكمله برجاله و نسائه ، بشيوخه و أطفاله ، بشرقه و غربه ، بشماله و جنوبه ، بأمنه و سلمه ، بقاعدته التي تقتل أبناءنا في أبين و غيرها و بأنصار الله الذين يقتلون أبناءنا في دماج و غيرها ، بأحيائه و شهدائه ، حمل وطن باقتصاده المنهار و خدماته الشحيحة و بأنابيب النفط و الغاز المتفجرة ( بفعل فاعل ) و بأعمدة الكهرباء المخبوطة ( بفعل فاعل ) بجيش منقسم متأجج بالتوتر و مثخن بالتوجس و الارتباك !

حمل وطن ينؤ بالصراع و الأزمات و الفتن و تتجاذبه أطراف و قوى و مصالح قد تعصف به في أي لحظة و هناك حرب سرية دائرة بين قوى الخير و الشر فيه نأمل ان تنتهي سريعاً لصالح خير الوطن ، و تبعد عنه قوى الشر التي تحاول عرقلة عجلة التغيير و إبقاء هذا البلد بين براثن الفساد و القهر و التخلف .

و أنت أيها الرئيس أمام كل هذا و بين كل هذا تقود السفينة في كل هذا الصخب و كل هذا البحر العاتي الأمواج باذلاً كل ما تستطيع و أكثر لإيصال السفينة الى بر الأمان .

نعم أيها الرئيس نحن نعي كل هذا ... و ثق اننا كشباب ثورة و كإعلاميين و كمواطنين عاديين ... ثق اننا كشعب .. نقف خلفك و نؤيدك في كل قراراتك التي اتخذتها حتى اللحظة و التي أثلجت صدورنا كما أثلجت أسماعنا خطاباتك التي لم نحب فيها فقط دلالاتها القوية و إشاراتها الحكيمة التي تمس كثير من قضايانا و همومنا بل و قد أحببنا فيها أيضا صدقها .. هذا الصدق الذي افتقدناه في الخطابات التي كنا نسمعها في الماضي من زعماء كثر !

نعم أيها الرئيس نعي كل هذا الحمل الذي يثقل كاهلك ، و نعي حجم انشغالاتك و مع ذلك سنلح عليك في أشياء قد لا تقبل التأجيل و لا يمكن لها الانتظار ... لن نسألك الآن متى سيتم استكمال توحيد قيادة القوات المسلحة و الأمن - مع أننا نؤكد أهمية البث في استكمالها بأسرع وقت ممكن لنتخلص من كابوس أيقظ مضجع الشعب طويلا و لا شك انه يوقظ مضجعك - ربما لا يزال هناك متسع من الوقت لهذه العملية و لأشياء كثيرة أنتم أدرى بها منا يا أهل السياسة و لكني هنا سأتحدث عن قضية لا تقبل التأجيل ...قضية عاجلة ... لأنها تتعلق بنفس بريئة ... لا نتوقع لها ان تظلم في عهدك ... عهدك الذي سيشهد البداية الحقيقة لدولة المدنية و العدالة التي انتظرناها طويلا و عملنا جميعا من اجلها .

دقائق من وقتك نريد ان تمنحها لقضية عبدالكريم اللالجي الذي لفقت له تهمة كيدية باطلة في عام 2008 اذ استغل النظام السابق حينها الأوضاع التي كانت سائدة أثناء الحرب السادسة مع الحوثيين و ما كان أسهل تلفيق التهم في بلادنا فاذا كان المتهم لا يملك مرجعية قبلية أو سياسية فان طريق براءته في غاية الصعوبة و ربما شبه مستحيلة .

فكيف و عبدالكريم اللالجي يعتبر من طائفة الخوجة و هو الأمر الذي استغله خصمه المنتمي لأمن الظلم القومي للكيد له ، عبدالكريم الذي ينتمي لأسرة عدنية أصيلة طيبة السمعة لم يعرفها اهل عدن الا بالخير و العمل بالتجارة بعيداً عن كل ما يتعلق بالسياسة ... وجد نفسه ضعيفا مكسور الجناح في وسط كل هذا الظلم الذي وقع عليه و على أفراد أسرته و تحت التعذيب أضطر للاعتراف بذنب لم يقترفه أبدا و لو كنا نؤاخذ الناس لسفرهم لإيران أو لعقد توكيل تجاري هناك لرأينا مئات الآلاف حول العالم يقبعون في الزنازين .

ثم كيف يتم الاعتذار لصعدة و الجنوب في حين سيتم اعدام اللالجي ( لا قدر الله ) بتهمة زور ربطته بأحداث صعدة ، و لم ينصف حتى الان كجنوبي جاءت تهمته هذه ضمن سلسلة طويلة من سلسلة عذابات الجنوب التي لم تنتهي بعد و أنت أيها الرئيس قد عشت طويلا في عدن و تعرفها جيداً و تعرف ان خوجة و بهرة عدن لا شأن لهم بالحوثيين و لا بتطرفهم و لم تكن تعنيهم حروبهم مع النظام في السابق ليقدموا لهم الدعم بل لم يكن لخوجة عدن أي علاقة بالسياسة على الإطلاق !

إنها نفس بريئة ستؤخذ بذنب صراعات لم تشارك فيها ... انه أب لأطفال حرموا من أبيهم لأكثر من أربع سنوات دون ذنب ارتكبوه أو ارتكبه ... نفس خلفها أم حزينة و زوجة مقهورة .. فهل يرضيك ان يحدث كل هذا الظلم في عهدك أيها الرئيس و في بداية عهد اليمن الجديد الذي تقود عملية بنائه ، لقد قلت في خطابك الأخير انه قد انتهى عهد الكذب و التعطيل فلا تترك كذبة تهمة اللالجي تمر على عهدك و لا تترك التعطيل يعرقل سير العدالة في قضيته ...

بيدك الآن حياة هذا الشخص البرئ فلا تجعل عهدك الجديد يبدأ بالتوقيع على إعدامه

الحجر الصحفي في زمن الحوثي