«صعيدي»يضحك على الريّس!!

كتب
الخميس ، ٠٦ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٦:٣٠ مساءً

 

بقلم / عبدالملك شمسان

 واحد صعيدي قال: ضحكت على الطيار. قالوا له: إزاي يا حسنين؟ قال: قطعت تذكرة وما رحتش معاهم!!

 وواحد فضلي قال: ضحكت على أطراف المبادرة الخليجية؟ قالوا له: إزاي يا عبدربه؟ قال لهم: وقعت على المبادرة وما طلعتش رئيس!!

 قلك رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة يدين محاولة اغتيال الدكتور ياسين سعيد نعمان.. كيف رئيس ومسئول أول في البلد ويخرج «يدين»!؟ لا، والكارثة أيش؟ قرار جمهوري لعلي مجور للعمل سفيراً ومندوباً دائماً للجمهوريـة اليمنيـة لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف. وتدروا أيش وراء هذا القرار الداهية؟ السيد الرئيس ما أعجبوش عمل مجور مع علي صالح وتحالفه معه في المؤتمر الشعبي العام، وعلى شان يقوم بتأديبه ويهربه من البلاد قام يصدر له هذا القرار.

 يعني: الرئيس كان يسمع أن الشخص الذي يزعجك ويعمل لك قلق، تخلص منه بقرار للعمل سفيرا أو ملحق في سيرلانكا، في جواتيمالا، أو حتى في دولة أوروبية مثل نيوزلاندا.

 وصاحبنا قصده يتخلص من مجور ويطحسه، ولكن إلى الأمم المتحدة في جنيف حتة واحدة!!

 والحكاية تذكرني بواحد صعيدي دخل القاهرة، وشاف ساعة كبيرة مركبة على عمود بوسط الميدان، جلس يتفرج ويتعجب، فجاء واحد من بتوع البندر، وقال له: هاه، تشتري يا بلدينا..؟ قال: أيوه. دفع قيمة الساعة، وقال له الراجل: خلاص، خليك هنا وأنا أروح أجيب السلم عشان ننزل الساعة!!

 رجع البلد وحكى لهم الحكاية وحذرهم من هذا الشكل من النصب والاحتيال. وبعدين واحد من أقاربه دخل البندر وحصلت معه نفس الحكاية.. جاء له نفس النصاب وهو واقف عند نفس الساعة، وقال: هاه تشتري يا بلدينا..؟ اتفقوا، ودفع الفلوس، فقال له: خليك هنا، وأنا أروح أجيب السلم. فقال له الصعيدي: لع، عتعمل علي ناصح؟ أنت خليك هنا وأنا اللي أروح أجيب السلم!!

 طبعا مش كل الصعايدة مغفلين، بدليل أن علي مجور صعيدي (من صعيد شبوة)، وزاد على عبدربه، أخذ منه الفلوس والقرار وهو كان عاطل بلا عمل وقال له: خليك أنت هنا جنب الساعة، وأنا أروح أجيب السلم!!

 كثيرا ما انتقدت سياسة عبدربه، وصرفه ذكاءه ودهاءه في اتجاهات لا تتفق مع المهمة المسنودة إليه والمطلوبة منه، وكثيرا ما ينتابني شعور أن تلك الأجندة ليست إلا أمريكية بحتة وأن صاحبنا مسكين يرحم الله وغارق بشير ماء وعامل مثل ذاك الذي قالت النكتة المصرية إنه رجع إلى منزله وطرق الباب وهو ينادي: افتحي يا ولية، وأثناء النداء راح يركل برجله صفيحة معدنية كانت عند الباب، ارتدت الصفيحة وضربته بكعب القدم ضربة مؤلمة، استشاط غضبا من الألم وركلها ركلة أقوى وهو ينادي: بسرعة افتحي يا ولية، فارتدت الصفيحة وضربت ركبته ضربة مؤلمة أكثر من الأولى, وآخر مرة أخذ الصفيحة بيده وضرب بها عرض الجدار فارتدت على رأسه، فما كان منه إلا أن جثا على ركبته عند الباب مستسلما وهو ينادي: يا وليه افتحي، الصفيحة حتموتني!!

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي