اللالجي وأسرى الجنوب والثورة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه

كتب
الثلاثاء ، ٠٤ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٣٨ صباحاً

بقلم: سارة عبدالله حسن
يمكن للسلطة القائمة اليوم ان تؤجل معالجة كثير من القضايا الشائكة الى أجل أو اخر، فلقد تعودنا في أرض السعيدة احتمال التعاسة والصبر على المعاناة والألم عقودا طويلة من الزمن.

لكن ونحن نسعى لبناء اليمن الجديد الذي كان من أهم أهداف ثورة التغيير والمنضم لها كثير من القائمين على السلطة اليوم وبعضهم لم يصلوا الى هذه السلطة لولا هذه الثورة، لا يعني ذلك ان نصبر بل ونشاهد أمامنا الكثير من المظلومين والأحرار يتعرضون للموت والسجن والتعذيب..

لا يمكن السكوت عن ما يحدث لهم ولا يمكن تجاوز هكذا قضية ولا الصبر على ما يحدث فيها من قهر وظلم.. عن أي حرية نتحدث منذ أول يوم من خروجنا في هذه الثورة.. أين هي هذه الحرية يا من اعتبرتم المبادرة الخليجية انتصاراً للثورة ( ونحن الثوار ما نرى فيها الا انهزاما وتثبيطاً لمسيرة الثورة ).. أين هي العدالة الانتقالية والسجون ملأ بالمعتقلين من الثوار وهناك مفقودين لا نجد لهم أثرا.

ثم اين العدالة الانتقالية والعمل على حل القضية الجنوبية والإصرار على ضرورة مشاركة الجنوبيين في الحوار في حين لازال الظلم واقع عليهم بل ويمارس أكثر من ذي قبل وكأن النظام السابق لم يتغير بعد، بل وازداد ضراوة في الظلم وبطشاً وانتهاكاً لحقوق الجنوب وأهله.

القتل المستمر والمعتقلين السياسيين يتكاثرون وكأننا لم نقم بثورة لتأتي لنا بالحرية والكرامة وتحافظ على وحدتنا بالعكس فان كل ما يحدث الان يرجعنا خطوات كثيرة للخلف ويضرب الوحدة في مقتل، ويزيد شعب الجنوب إصرارا على المضي قدماً في طريق الانفصال واكبر دليل على ذلك المسيرات التي تزداد جموعها حشداً يوما بعد يوم.

أيها المتغطرسون بحبهم للجنوب وباستحالة الانفصال.. ليست وحدة تلك التي تقوم بالقوة وتحت شعار الوحدة أو الموت.. انها ليست سوى مجرد احتلال بدأه الرئيس المقلوع في عام 94 ويعزز سطوته وقوته قواتكم المتواجدة اليوم في عدن والتي تمارس قنص الرؤوس والحريات وتعتقل الأصوات والأنفاس !

ان كنتم حريصين على الوحدة فعلا.. ان كنتم تحبون هذا البلد العظيم.. أعلنوا براءتكم من هتك حضارة وحرية الجنوب ولا تكتفوا باعتذار تفضلتم به علينا بعد جهد وجهيد.. بل ارفعوا أيدي القتل والفساد عن عدن وأعيدوا الحقوق الى أصحابها.

اتجهوا الى المعتقلات التي لازالت تحت قبضة عائلة المخلوع لكنها ليست بمنأى عن اليد الطولى التي يجب ان تكون لرئيس الجمهورية وأطلقوا المعتقلين السياسيين وهم كثر ومنهم السجين السياسي عبد الكريم اللالجي الذي وظفت قضيته سياسياً ولفق له نظام المخلوع تهمة التخابر مع إيران دون برهان الا ما مرجعيته شخص مختلس سئ السمعة اختلف مع اللالجي فانتقم منه بهذه الطريقة.

تعبنا من كلامكم الكثير وخطبكم المكررة عن الحرية والكرامة واليمن الجديد وبين جناحينا وجناحيكم شهداء لا تجد أسرهم ما تسد به رمقها، وبيننا جرحى لم يجدوا ثمن علاجهم وتوفى عميدهم الثائر عبداللاه الحميدي بسبب الاهمال في علاجه بعد ان ظل مقعداً لاكثر من عام بسبب رصاص أصاب عموده الفقري، وبيننا أيضاً أسرى ومعتقلين خرجوا من اجلنا وأجلكم وكان جزأهم الصمت والنكران والضعف والتعذر بقلة الحيلة في حين أن قرار حاسم من رئيس الجمهورية وقوة عسكرية مهمتها تنفيذ قراره كفيلة بإخراجهم من معتقلاتهم في ساعات معدودة.

مللنا من خطبكم وتصريحاتكم عن القضية الجنوبية وانتم على أرض الواقع لم تحققوا حتى اللحظة خطوة واحدة في طريق حلها سوى التمهيد للحوار..اي التمهيد للمزيد من الخطب والتصريحات والكلام.. لكن أين إعادة الحقوق والأراضي المنهوبة وإعادة المسرحين والمتقاعدين قصراً الى أعمالهم.. اين العمل على حماية عدن من النهب والقتل والبناء العشوائي.. لا شئ.. لم تفعلوا شيئا ولم تقوموا بشئ ولا زال محافظ عدن الجديد عاجزا عن هدم أي بناء عشوائي شوه جمال المدينة او إعادة قطعة أرض سرقت أو متقاعد واحد من الذين سرحهم الرئيس المخلوع عن أعمالهم!!!

نأمل ان كان منكم من لا يزال يسمع او يعي.. أن تعلموا ان الحفاظ على الوحدة يعني ان تقتربوا من الجنوب وتحلوا مشاكله عاجلا غير آجل.. ابدأوا بفك أسر معتقليه وأولهم اللالجي وهاني أحمد دين وغيرهم.. أنقذوا الرجلين من الحكم بالإعدام قبل ان تتحملون دمهما..أثبتوا للجنوب أنكم مختلفون عن النظام السابق.. وحاولوا ان لا تكذبوا على أنفسكم واعترفوا بان الوحدة تحتضر يوماً بعد يوم.. وانه قد يأتي يوم لن تستطيعوا الإبقاء عليها الا بالقوة معززين صورة المحتل السابق.. كونوا صادقين مع أنفسكم واعترفوا انه لا بقاء للوحدة بمجرد الحوار وليكن العمل قبل الحوار.. فان لم تكونوا تريدون ان تفهموا ان الوضع في الجنوب لم يعد كما كان في عام 2007 بل ومن قبل ذلك، فانتم من ستتحملون مسؤولية القضاء على الوحدة الآن.. ونتمنى عندها ان تتركوها ترقد بسلام فإكرام الميت دفنه بسلام.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي