الموت ماركة عربية إسلامية مسجلة !!!

كتب
الثلاثاء ، ٠٤ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٥٣ صباحاً

بقلم : - منال الأديمي -

مقتل 230 شخص وإصابة العشرات في سوريا ,مقتل ...فلسطيني وإصابة العشرات في غارة إسرائيلية , مقتل ..... أشخاص في السودان, مقتل ....وإصابة العشرات في هجوم أمريكي بطائرة بدون طيار في باكستان , مقتل ... في اشتباكات مسلحة بين الإخوة الفرقاء في الصومال , مقتل .... في لبنان , مقتل معارض بحريني ........ , ومقتل ........... , ومقتل .......... ومقتل ........... .
هكذا تطالعنا عناوين الأخبار يوميا بالقتل والموت إقليميا ومحليا وكأن القتل والموت أصبح ماركة عربية إسلامية مسجلة كل ذلك ونحن امة القران ؟( ومن قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعاً ) نموت بأمر من النظام وبأياديه التي تطالنا حتى في بطون أمهاتنا ..نموت كما تقتضي مصلحة الغرب في نص دراما المؤامرة اللا منتهية وأخيرا نموت بالربيع الذي تخضبت كل أزهاره بالدم .
محلياً لسنا بمنأى عن الموت العربي والإسلامي وللموت كرامة وكرامة الميت دفنه مع سر موته بل وأحيانا مجهول الاسم والهوية فلا ضير لدينا أيضا أن لا يحمل ذاك القبر شاهد فكلها قبور وكلها أسرار .. فأين كرامة الموت الموصى بها في ديننا الحنيف أم أن الكرامة اليوم أصبحت للقتلة والمجرمين وأخر تلك الكرامات ( كرامة الحصانة ).
في أخر جُمع (مهلنيش ) من شهر رمضان المبارك والتي تنظمها اللجنة التنظيمية للثورة وتختار تسمياتها بعناية بعيدة كل البعُد عن الواقع الثوري تدخل سيارة (ديانا ) إلى الساحة وعلى متنها جثث متراصة بعضها فوق بعض وبشكل غير لائق وغير إنساني تطوي خطاها المشئومة ليفاجأ من في الساحة بان من عليها بشر لا والأمر من ذلك موتى على صدورهم أوراق كتب عليها (مجهول الهوية ) فأين حرمة الموت واحترام الموتى وكرامتهم ؟
تقام صلاة الميت على تلك الجثث ( مجهولة الهوية ) وعلى مسؤولية اللجنة التنظيمية لم تكن هذه الجريمة الوحيدة للجنة التنظيمية للثورة ففي رصيدها الكثير والكثير ليس أولها أسماء تلك ( الجُمع) التي لا تمت للواقع الثوري والإقصاء والتهميش وإلجام الفعل الثوري طيلة عام وأكثر على الثورة الشبابية وأخرها ما وصل إليه حال الثورة ومسخرة التصعيد الثوري الذي لا يتعدى تحريك المظلات ورفع الأصابع والوقوف على رجل واحدة وللخلف دُر ولا أخرها الصلاة ودفن شهداء الثورة بسرعة فائقة و بتصاريح ثورية .
الثوار في الساحة وبعد مُشادات ومد وجزر بينهم وبين اللجنة التنظيمية عن تلك الجثث المجهولة تفسر لهم اللجنة ( الماء بالماء ) كالعادة فتخبروهم بان هذه (الجثث ) لشهداء لكن ليسوا من شهداء الثورة وبأنهم مجرد أشخاص قضوا في حرب الحصبة ولم يتم التعرف عليهم على الرغم من مضي ما يزيد عن العشرة أشهر على التحفظ عليهم في ثلاجات مستشفى العلوم والتكنولوجيا والإعلان عنهم بوسائل الإعلام المختلفة لم يكن التلفزيون طبعا احد تلك الوسائل الإعلامية وإلا لكنا رأيناهم على واحده من قنواتنا الفضائية المحسوبة علينا أو على الأقل سمعنا بهم في قنوات محسوبة على الثورة والدفن تم بناء على أوامر من النيابة العامة هذا ما ذكرته اللجنة التنظيمية للشباب .
تأخذ الجثث مرة أخرى من الساحة وبنفس الطريقة أللإنسانية والمهينة وعلى ذات مركبة الموت تدفن وهذه المرة بتميز جديد هو( مجهول الهوية ) !!
يتبع تلك الجريمة تصعيد ثوري خجول نشكر فيه الحس الإنساني لكل من شارك في تلك الوقفة الاحتجاجية المتواضعة أمام منزل الرئيس يبقى ذلك التصعيد متواضع وخجول ولا يتلاءم مع هول الجريمة التي حدثت بحق أولئك (مجهولي الهوية ؟) الذين من المؤكد أن لهم أهل وأحبه باتوا يجهلون طعم الراحة والفرح منذ اختفاء أحبائهم فهم معروفين المنزلة والقدر لديهم لكنهم مجهولين القدر في وطن لا قدر وميزة فيه إلا للقتلة والمجرمين وطن اعتدنا فيه أن ندفن موتانا وبصمت والى الأبد .
كما يقولون يد واحدة لا تصفق وصدق الأستاذ (نبيل سبيع ) حين قال :إكرام اللجنة التنظيمية دفنها ...حقا هي الأولى بالدفن ...
على صعيد أخرجاءخطاب الرئيس هادي الأخير قوياً وله وقع وطني وثوري في نفوسنا التائقه منذ مدة لمثل هكذا خطاب كما أن الإعلان عن بدء تنفيذ قانون العدالة الانتقالية في سبتمبر يجعلنا نتنفس الصعداء وبحذر فهل سنشهد هدوء واستقرار واستتباب للأمن واستقرار للأوضاع ومن ثم البدء في سير التسوية السياسية دون منغصات من المخلوع وبقايا النظام السابق هذا ما ستكشفه لنا الأيام المقبلة حين تبداء الهيكلة الفعلية للجيش والمؤسسة العسكرية والتطبيق الفعلي لقانون العدالة الانتقالية . .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي