في الردة الثورية.. لا تدعوه يقاتُل وحده

كتب
السبت ، ١١ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٠١ صباحاً

 

 

بقلم: - منال الأديمي
أول الغيث قطرة، وها هي أولى قطرات غيثنا الثوري الذي انتظرناه بشغف وبحماس أحياناً وبيأس وإحباط أحياناً أخرى، لكن الصبر كما يقال: مفتاح الفرج.

كان القرار الرئاسي سحب ألوية عسكرية من الحرس الجمهوري ومثلها من الفرقة الأولى مدرع ودمجهما بصيص أمل ارتجيناه كثيراً من القيادة السياسية وعلى رأسها فخامة الرئيس هادي، فيما يتعلق بالبدء بهيكلة الجيش، هي خطوة أولى نأمل أن تتبعها خطوات أكثر تحقيقاً للأمن والأمان والاستقرار.

ليس بمقدوري الغوص في تحليل القرار ولا سبر أغواره وخفاياه, لكني أعده نصراً للثورة وبشرى لمن داخلهم اليأس في سير الثورة وتحقيق أهدافنا المرجوة، القرار أيضاً ضربة موجعة لإعلام النظام السابق وللمرجفين من حولنا الذين ما زادونا إلا خبالاً، وللذين يعملون بثورتهم المضادة ليل نهار وعلى قدم وساق ولا يدخرون جهداً لإثارة الفتنة والقلاقل، فلا يتركون حادثاً يمر إلا ويبدأون ببث سمومهم وزرع اليأس في نفوسنا كثائرين تكالبت عليهم الفلول بشتى وسائل التخريب والإرهاب والمعاناة، لكننا دوماً نعود نحو هدفنا الأجل والأسمى، ألا وهو (إسقاط النظام).

كثيراً ما يلمزونا بعباراتهم السخيفة والمشروخة وعلى نفس سياق (ثورتكم سُرقت) وكثيراً ما يصدقهم بعض ضعيفي الإيمان وهم في الغالبية ممن فقدوا إيمانهم بالثورة، وبدأت خزعبلات الفلول تفقدهم الصواب الثوري فيستعجلون النصر وتحقيق الأهداف تباعاً، متناسين خاصيتنا التي تفردنا بها عن سائر بلدان الربيع العربي، وهى عدم وجود دولة مؤسسات حقيقية وانقسام الجيش لأكثر من لواء وتسمية وقيادة وفوق ذلك زمام الأمر فيه كلها بيد العائلة وأبناء العائلة.

لا ألوم هنا أحداً؛ لأني كذلك تتملكني لحظات تيه ويأس، غير أني كلما تزعزع يقيني وإيماني الثوري وجّهت وجهي صوب الساحة، صمود الشباب بالساحات منذ انطلاقة الثورة إلى اليوم، صور الشهداء التي تملأ القلوب قبل الشوارع تجعلني أخجل من ذاك الإحساس، هتافات رشاد التي تشعل الساحة حماسةً وإصراراً.. رضوان الحيمي بعزيمته التي لا تنثني ولا تلين.. حتى تحت المطر وحيداً، رجل الفل الذي ما يلبث بُعيد كل صلاة أن يرشنا بأزهار الفل.. مسنّون ومسنات الساحة كل أولئك يعيدون لي إيماني ويقيني بأننا على صواب وبأن من يحلمون بالرجوع إلى ما قبل الثورة ما هم إلا في غيهم يعمهون، كل أولئك يجعلونا ندرك أننا ماضون نحو حلمنا وبخطى راسخة وثابتة وإن كانت بطيئة جداً تلك الخطى.

من المخجل والمعيب حقاً أن يصدق البعض مثل تلك العبارة؛ لأنها وبحق استهانة وانتقاص من ثورتنا أولاً ومنا نحن كثائرين ثانياً.

إن ردة البعض ثورياً وارتماءهم في أحضان النظام السابق قد جعلت البعض منا يفقد الثقة في كل شيء، لكننا لو أمعنا النظر في الأمر أكثر بعيداً عن التعصب لرأينا أن انكشاف حقيقتهم هو خير للثورة ولنا كثوار؛ فمثل هؤلاء يشقون صفنا ويشتتون اجتماع كلمتنا، فعلينا أن نتحلى بالصبر والثقة بأنفسنا وبنصر الله قبل كل شيء، فهي سنة الله ولن نجد لسنة الله تبديلاً، فنحن بالثورة كسرنا جدار الخوف وتجاوزنا حاجز الصمت، ولم يعد بالإمكان العودة إلى ما قبل الثورة؛ لأننا وببساطة تذوقنا حلاوة الحرية وحلم الدولة المدنية بعيداً عن التوريث والجهوية وكل مخلفات النظام السابق ودون تحقيق ذاك الحلم لن نعود.

تعثّرنا كثيراً.. وأعلم أنا سنتعثر كل يومٍ لكننا سنقف ولن يستطيع أحد النيل من حلمنا هذه المرة، سنظل ننشد دولة النظام والقانون والمدنية لن يفرقنا أحد بعد الآن.. ولن يقف أمام حلمنا شيء سنبقى معاً ولن تنجحوا بتفتيتنا.

سنبقى معاً ولن تنجوا بمكركم وفعلكم، فلا يحيق المكر السيئ إلا بأهله والمُحرّضين عليه... سنبقى معاً وإن اختلفت رؤانا وأفكارنا، لكننا نتفق جميعاً على ذات الحلم والهدف وهو استعادة الوطن، كل الوطن.

ولنكن على يقين من أن أي تقدم ما هو إلا بفعل صمودنا واستمرار فعلنا السلمي الثوري، فلنكن على ثقة أننا البداية والنهاية، ولنكن منصفين لأنفسنا ولجهدنا الثوري، وأن لا نساوي من انضم للثورة على اختلافنا معهم بمن استمر في القتل ومحاربة الثورة والتنكيل والقصف والتخريب.. ومن الساحة سنراقب انفراط دوائرهم وعلى مهل.. ولنكن على ثقة بأن كلهم على شفا سقوط.. فلا تستعجلوا نصر الله..

ودمتم ثــــواراً !!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي