ماذا تعني حملة الصاق تهمة العمالة لايران بمناضلي تعز والحراك الجنوبي؟

كتب
الخميس ، ٠٩ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٤١ صباحاً
  بقلم: د. محمد البنا اشتدت مؤخرا حملة مشبوهة شديدة الشراسة يقودها حزب الاصلاح, موجهة بالاساس ضد الحراك الجنوبي بشكل عام والمناضلين الوطنيين الشرفاء من ابناء تعز ومثقفيها وكوادرها الاكاديمية والعلمية, لم يستثنى منها أي كاتب يتجرا على استهجان هذه الحملة القذرة. تتمحور عناصر هذه الحملة البذيئة بالصاق تهمة العمالة لايران والتخابر لصالحها واستلام مبالغ مالية ضخمة منها. سبق هذه الحملة الترويج لاكتشاف شبكة تجسس تابعة لايران, لم يعلن عن عناصرها ولم يقدم أي منهم الى المحاكمة. في كل الاحوال اذا كانت الاجهزة الامنية اليمنية قد نجحت في اكتشاف واعتقال شبكة تجسس تابعة لايران او لغيرها في بلادنا, فان هذا العمل يبعث على الافتخار باجهزتنا الامنية واحترامها, ويدفع الى حث المواطنين والحكومة الى مساندة تلك الاجهزة ودعمها, ويزيد من اهمية الاسراع في استكمال اجراءات التحقيق مع عناصر تلك الشبكة وتقديمهم الى المحاكمة ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه العبث بامن الوطن والمواطن. من ناحية اخرى فالمعروف بان الخيانة والعمالة ليس لها وطن او قبيلة او منطقة او دين. فيمكن ان يكون عناصر شبكة التجسس من صنعاء او ذمار او غيرها من مناطق اليمن, وقد يكون بعضهم من مذهب او طائفة او قبيلة, لكن ذلك لا يعني باي حال من الاحوال بان تلصق بتلك المناطق او القبائل او المذاهب صفة العمالة او الخيانة او يتهم ابنائها بالخيانة العظمى. الغريب في امر تلك الحملة المغرضة انها تربط العمالة بايران باهداف ضرب الثورة الشبابية السلمية بشكل خاص. لهذا السبب تم توجيه الحملة بتركيز ضد شخصيات مشهود لها بالوطنية والشجاعة والاقدام سباقة في الخروج ضد الظلم والفساد عندما كان زعماء حملة التخوين يقودون اجهزة القمع ويشاركون النظام السابق في اغتيال وتعذيب معارضيه. اختارت حملة التخوين بسذاجة شخصيات ضلت لسنوات مطاردة منهم, تتهددها اعمال التصفية الجسدية في كل تحركاتها. اختارت حملة التخوين كوادر المحافظة التي كان ابنائها نواة الثورة الشبابية السلمية وكتلتها البشرية. اختارت الحملة المحافظة التي تعرضت نسائها للاساءة والاهانة وصولا الى القتل. اختارت الحملة المحافظة التي انفردت بمحرقة لم يسلم منها المعاقون. اختارت الحملة المحافظة المتميز ابنائها بالتحضر والثقافة والعلم والعمل. اختارت الحملة المحافظة التي يصر ابنائها على رفض القبلية الهمجية وانتشار السلاح والفساد والمحسوبية والتمييز واستبدالهم بالدولة المدنية الحديثة والعدل والمساواة في الحقوق والواجبات. اتجهت الحملة ايضا ضد ابناء الجنوب في حراكهم السلمي وسعيهم الى احقاق الحق والعدل واعادة الحقوق المسلوبة والاعتذار عن سنوات الاذلال والمهانة. اختارت الحملة ابناء الجنوب لانهم لم يستسلموا ولم يهنوا ولم يركعوا وضلوا مستمرين في مطالبهم العادلة رغم القتل والاعتقال والعذابات اليومية الى الان. هنا تبرز التساؤلات المشروعة: 1- هل رفض اهانة تعز وقتل ابنائها ونسائها بدم بارد, خيانة للثورة الشبابية؟ 2- هل رفض المحاصصة الحزبية والتقاسم المنقوص المسمى توافق, خيانة للثورة الشبابية؟ 3- هل المطالبة باعادة النظر في الوحدة التي قتلت في مهدها, خيانة للوطن؟ 4- هل المطالبة بالحقوق المنهوبة والاستحقاقات المسلوبة, خيانة للوطن؟ للاجابة على هذه التساؤلات تبرز تساؤلات اخرى: 1- هل التوافق على خيانة دماء الشهداء والام الجرحى والمعاقين, عمل وطني يشرف من قام به؟ 2- هل اهمال وتناسي المعتقلين والمخفيين قسرا, عمل وطني يشرف من قام به؟ 3- هل التوافق على تحصين القتلة من الملاحقة القضائية والمحاسبة, عمل وطني يشرف من قام به؟ 4- هل القبول بالعمل مع من قتل الشباب او شارك في قتلهم او حرض على قتلهم, عمل وطني يشرف من قام به؟ 5- هل القبول بالعمل تحت امرة من ثبت تخطيطه ومشاركته في قتل الشباب في جمعة الكرامة, عمل وطني يشرف من قام به؟ هذه التساؤلات جميعها توصلنا الى السؤال الاهم: هل اصبح المناضلون خونة, والقتلة ابطال؟؟؟؟؟؟
الحجر الصحفي في زمن الحوثي