الرئيس الذي لن نعبده !

كتب
الاثنين ، ٢٠ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٠٩ مساءً
بقلم / شوقي اليوسفي
بقلم / شوقي اليوسفي
غداً سيخرج الناخب اليمني في عموم الوطن ليبصم لعبدربه منصور هادئ رئيسا لليمن، غداً الثلاثاء بالضبط سيغادر الرئيس صالح الكرسي اللعين وفي لمح البصر سيجلس عليه هادي، سيصبح لدينا رئيس لم ينافسه أحد في الانتخابات لذا حتماً سيفوز وحتماً سيجد بعد ساعات من إعلان النتائج من يطبل ويعزف له ألحان المودة والرحمة! مشكلتنا نحن العرب أننا نقدس رؤساءنا إلى أن يكفروا بآدميتنا، نتملقهم في كل شيء، نصفق لهم في معظم الأوقات من دون مناسبة وإذا ابتسموا شعرنا بسعادة تشبه سعادة الزوج بعودة زوجته إلى البيت بعد حنق شهر كامل، نحن في اليمن تجاوزنا في حبنا للرئيس الخطوط الحمراء والصفراء، حيث أوهمنا أنفسنا وأوهمناه في حقبة زمنية أنه (أبونا) الذي يوزع الأرزاق ويبني القصور في الجنة ثم فجأة أردناه أن يتحول إلى مواطن عادي وحاربناه في (لقمة عيشه)! الرئيس صالح بعد أن استوى على عرش 555 ألف كيلو متر مربع شعر أنه أكبر من مجرد رئيس دولة ونحن ساعدناه على أن يصبح شريك اليمنيين في أحلامهم وتطلعاتهم وأحسب إلا امرأة في اليمن لم تتمنَّ زوجاً مثل (أبونا) علي، وسيم وجذاب وصاحب شخصية قوية، يكفي أن 20 مليون يمني خلال 33 سنة كانوا يطبلون ويصفقون له إذا مرّ من أمامهم بحاشيته، هل شاهدتم أبسط من شعبنا في تطلعاته، كنا نرفع له قبعات الاحترام إذا شاهدناه يدخل يده في جيبه ليخرج منها عشرة آلاف ريال ليناولها لرب أسرة تعيش داخل كهف، هذا هو أبونا الذي كان يسبح بحمده مشائخ اليمن ويدعو له خطباء المساجد بطول العمر، أبونا الذي لم يتزوج أمنا ورغم ذلك أنجب شعباً ثلاثة أرباعه كان مأكلهم حرام ومشربهم حرام والحرام الآن ألا نعترف بعد أن نجا من تفجير جامع النهدين أنه كان رحيماً بالمحيطين به، أعطاهم بسخاء من لا يخشى الفقر ومكنهم من الثروات ثم تفاجأ بعديد منهم يعضون يده التي أطعمتهم من جوع وأمنتهم من خوف! لقد خرج بعد كل ذلك اقرب المنتفعين من جزيل عطاياه (مع المحرومين) يرددون (ارحل) تتويجاً لمسيرة انتقام ثم صارت الثورة مباركة وطاهرة وكان من حلوها ومرها ما كان.. عموماً سيذهب صالح إلى كرسي المعارضة ليحارب خصومه بطريقته التقليدية وحتماً سيحاول النيل ممن فرشوا له سجادة الملك ثم سحبوها من تحته بكل قوة. سيذهب صالح إلى معركته بجيش من الموالين ليبدأ الرئيس القادم مرحلته في هدم وردم ما يخدم واقع الحال، وأكثر ما نخشاه أن يتعامل المشير هادي مع كرسي الرئاسة على أنه عرش فيبدأ بتقسيم الأرزاق وسبحان الله الذي علّم الإنسان ما لم يعلم، نريد هادي أن يعلم أنه في اللحظة التي سيشعر فيها بانتشاء من صوره معلقة على أعمدة الكهرباء بأنه بدأ يتحول إلى (أبونا) جديد مع فارق أن البسطاء الذين كانوا يصفقون بقلوبهم لصالح فطنوا للعبة السياسية حيث صار بإمكانهم أن يقذفوا بالأحذية صور أي رئيس لا يحقق لهم طموحاتهم أو لا يسمع لأنين أرواحهم، هؤلاء لن ينتظروا في المرة القادمة حميد الأحمر لينفق على ثورتهم ولن يضطروا إلى تصديق علي محسن الأحمر حين قال إن قلبه معلق بالثورة، سيخرج هؤلاء إلى الشوارع بأرواح عارية ولا أظن أن رئيساً في اليمن سيمتلك من الآن وصاعداً الجيش والأمن والقبيلة في آن واحد، سيحكم الرئيس القادم شعبه من دون أحمد وطارق ويحيى وعمار وبالتالي عليه أن يتوخى الحذر في شطحاته ونطحاته وإلا فالساحات مازالت عامرة بالفدائيين وحتماً سيظهر أمثال حميد وبن محسن لدعمهم ومؤازرتهم وأستغفر الله من شعب بدأ من الآن يعلق صور هادي ويجهز له البخور والحنا وأخشى بعد ذلك أن يخرج إلى الملأ شيخ ليقول أن عبدربه هادي هو من هدى هذه الأمة بعد ضلالة وأنه يستحق أن نفديه بأرواحنا ثم متى ما خرج الشعب إلى الساحات نجد ذات الشيخ يلعن اليوم الذي جلس فيه هادي على كرسي الحكم وإن الحكم إلا لله وكل عام والوطن بخير. الجمهورية
الحجر الصحفي في زمن الحوثي