اقتحام وزارة الداخلية بين التحليل والتأويل !

كتب
الجمعة ، ٠٣ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٥٨ صباحاً
بقلم : هاشم الصوفي ما حدث لوزارة الداخلية لم يكن بذلك الامر الذي يستدعي الدهشة والتهويل الكبير كما انه ليس بجديد باعتباره تواصلا لسلسلة من الاحداث التي تعمل على اعاقة عملية التغيير الجارية في البلاد رغم بطئه الشديد مقارنة بتدهور الوضع في البلاد الا ان مازال هناك بعض القوى تحاول اعاقتها -كون التغيير لا يصب في مصلحتها فهيا ضده -لتثبت للاخر فشل الحكومة وعجزها في ادارة البلاد ،وايصال رسالة لهم ان حتى الدعوة للتغيير تعنى الدمار والفوضى ،الامر الذي يولد تخوف لدى المجتمع من كلمة التغيير او المطالبة به . لماذا الداخلية بالذات ،فالعلاوات لم تصرف في كثير من المؤسسات المدنية والعسكرية حتى الان ،فالداخلية هي المسئولة في حماية الشعب ،وبالتالي فانه من المعيب ان يتم اقتحام هذه الوزارة بالذات ،بل من المضحك ايضا ،فما هو معتاد ان يسمعه العالم كله ان وزارة الداخلية تقتحم ،وزارة الداخلية تداهم ،تعتقل الي اخره .لكن ،عكس المعادلة بالتأكيد سيكون له تأثير كبير ،على سبيل المثال ستخلق ارباك في اوساط القوى السياسية ،بالإضافة الي الهاء المجتمع عن مطالبه واشغاله بأمور صغيرة وقد لا تخصه في كثير من الاحيان ،يتبعه خلط لأوراق سياسية وحسابات شخصية لها علاقة بالصراع السلطوي . كما ان الحادثة كانت واضحة لمهزلتها ،اقتحام الوزارة ونهبها امام مراء مسمع العالم كان دليل ايضا على اصال الرسالة، وخصوصا ان الاعلام لن يضل ساكتا ،فهو يبحث عن شي ينقلها لجمهوره اقصد ،وهذا ما حدث تدول الاعلام الحادثة على نطاق واسع ،ليس سيئا ولكن دعونا ننظر للنتائج الجميع يتحدث الان سوى على مواقع التواصل الاجتماعية او غيرها على ان هذه الحكومة فاشلة ،وفشلت في حماية نفسها فكيف ستحمي الشعب ويجب ان تقدم استقالتها، والبعض يقول ان وزير الداخلية ليس رجل صارم ورزين ،وانه خواف وضعيف ايضا ويجب تغييره ،اقصد ان التركيز كان بشكل كبير على هذا الجانب فقط ،متناسين غياب الدولة ،رغم ادراكنا ان الدولة مازالت تحت سيطرت العائلة ،صحيح ان الحكومة فشلة فشلا ذريعا في توفير الامن والاستقرار للبلاد ،لكن ما سبب ذلك ،فالجميع يعمل ان الدولة في بلادنا هي الجيش ،وقوى مجتمعية واقول قوى مجتمعية كونها اثبتت انها اقوى من الجيش صراحة بعد الثورة ،فكيف تريد من الحكومة لا تمتلك الاثنين ان تحمي الشعب ناهيك عن نفسها ،فالجيش مازال مع الفلول ،والقوى المجتمعية ليست مع الحكومة فضلت رقابه وليس جهة ضغط على اداء الحكومة بمعنى غيرت مهامها تماما من قوة ضاغطة الي قوة رقابية لانها لم تكن موافقه على المبادرة الخليجية والتي تسير عليها الحكومة ،بل ان هذه القوى اقتصار مهامها على توجيه الانتقاد لحكومة الوفاق فحسب . مع ان الموضوع ليس له علاقة بالوزير وحده ،الموضوع له علاقة بالوزير والحكومة والرئيس والثورة بدرجة كبيرة والشعب بدرجة اولى .. باعتبارها اهانة للجميع ،ونحن نعلم ان هذه المؤسسات هي مؤسسات ملك للشعب وهو من سيحميها في حال عجزت الحكومة ..لكن الوعي لدى الكثير لم يصل بعد الي مستوى الاحداث الجارية وهذا امر لا يبشر بخير كون المرحلة القادمة بلا شك ستشهد اكثر من ذلك وتحتاج من الجميع الاصطفاف مع القوى الداعية للتغيير ،بدل من مهاجمتها من موقع الخصم . باختصار شديد لو تسألنا فقط بهذا التساؤل. من المستفيد من هذه الاحداث ،هل من مصلحة المشترك ان يثبت للناس فشله في الحكومة ؟او فشل وزرائه مثلا؟ مش معقول ،انا اعتقد ان اللقاء المشترك هو المسؤول الاول والاخير اما شباب الثورة في تحقيق اهداف الثورة ،لأنه هو من اختار -و التزم للجميع-هذه الطريقة والتي رآها انها ستحقق اهداف الثورة باقل تكلفة، وبالتالي فان المشترك امام اختبار حقيقي .اما ان ينجح فيستعيد الشعب ثقته بالأحزاب ،او يفشل وسيرحل لا خيار ثلاث امامه ؟ بمعنى ان المشترك الان يصارع من اجل بقائه ،والا فان الشعب قد حضر كفنه ونعشه ،لذا من المستحيل ان يسعى هو او اي قوى داخل المشترك الي اخلق مثل هذه الاحداث على عكس من يرى نفسه على سير الموت فيتمنى الموت لغيره .  
الحجر الصحفي في زمن الحوثي