الجوع من أجل الشيخ

كتب
الخميس ، ٠٢ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٤٣ صباحاً
بقلم: جمال حسن تحدثت أخبار عن قيام حميد الأحمر، برفع دعوى قضائية ضد الحكومة اليمنية، لتعويض شركته سبأ فون بمبلغ كبير جداً مليار دولار، وهذا المبلغ يشكل تقريباً 10 % من حجم الموازنة المعلنة للحكومة اليمنية لعام 2012م، بالفعل تعرضت شركته لخسائر كبيرة، جراء قيام نظام صالح بإيقاف خدمة الاتصال بالهاتف الثابت، والنت والخط الدولي، لكن على عكس تمظهره كأحد وجاهات الانتفاضة ضد النظام، يكشر عن حقيقة عمياء؛ هذا الرجل أحد الأمثلة الرهيبة لمن أستباحوا البلد لثلاثين عاماً. حتى اذا اتفقنا أن شركته تستحق التعويض، لكن هذا المبلغ يبيح ذهنية المستغل، الذي يتعامل مع البلد بروح التملك، لنتساءل ماذا عن عشرين مليون يمني، من سيعوضهم، ماذا يستحق اليمنيون؛ ملايين تضررت مصالحهم، توقفت أعمالهم، لأن هناك ثورة، في الواقع كما قال أحد أصدقائي، كانت المشكلة الكبيرة اذا لم يقدم حميد على هذه الخطوة، فباعتقاده أن المليار دولار أقل كلفة من وصايته على الثورة واليمن، هو وعائلته ، لكن ماذا إذا استمرت وصايته أيضاً،وهناك نكتة مثيرة، أنه بتلك الطريقة فالحكومة ستكون مهمتها الرئيسية تجميع المال اللازم، من أجل تعويض حميد ، يالها من نهاية عبثية لأحلام اليمنيين. صديق آخر يقول، كل من تعرف ثمنه لا تخافه ، هؤلاء ندرك أن قضيتهم الرئيسية تجميع المال، واحتكار السلطة ،مع ذلك مازالوا العائق الرئيسي في الخروج من الوضع المأزوم،هل هذا ما نستحقه كشعب، قدم تضحيات كبيرة، وفي الأخير تذهب دماؤه فوائد لرجالات السلطة، والنفوذ ،صاحب تاكسي كان يقلني، قال: مشكلتنا في السرق، إذا اتفقوا سرقونا، واذا اقتتلوا قتلونا ، وهو ما حصل حين اتفقوا في السابق، وعندما اختلفوا وكان رهانهم الحرب، فالقتل طال مواطنين لا ذنب لهم،على الحكومة، إذن توفير المال اللازم لترضية حميد الأحمر، لأنه المنكوب الوحيد بسبب الثورة، واحدة من الشهادات الأكثر ابتذالاً التي خرقت أذني، أن أولاد الأحمر، أكثر من ظلموا في هذا البلد، اعتقد أنها أيضاً عبارة ذات حدين، فإذا كنت معنياً بها، ستثير ازعاجي، لأنني لا أحتمل كلمات الاستعطاف المقيتة،لكن بالنسبة لأصحاب المصالح، فإنهم مستعدون لفعل أي شيء حتى ينالوا ما يبتغونه، الشعب اليمني ربما ظلم عائلة ولها حق اعادة الاعتبار، وأحدهم ربما سيقول بصورة مقرفة: المليار دولار أقل ما يستحقه حميد.. في الواقع، كنا نتساءل عن كثير من الشخصيات التي ظهرت خلال الثورة، هل هم ثوار أم حصالات نقود، كما تهكم أحد أصدقائي. الممتع أن يكون لديك أصدقاء لديهم القدرة على إعانتك بهذا النوع من التهكم، وعلى هذا الجوع اليمني العتيق، تكبر حصالات النقود، على الثورة، على الدماء تكبر حصالات الأموال، وعلى سلب الكرامة ، لأن اليمنيين مصيرهم الأبدي، لكن لماذا تبحث الحكومة على ما يسد عجز موازنتها، قروض أو إعانات، لماذا يفتحون لنا حملة تبرعات في الشرق والغرب، تحت عنوان إننا شعب جائع، وفي الأخير، يتم ذبح مئات الملايين من الدولارات لتعويض، شخص واحد، أو شركة واحدة، مع ذلك سنتساءل،   إذا كان فعلاً المليار دولار ما تستحقه شركته طيلة عام من التضرر، فما هو الدخل الحقيقي لها، وكم دفعت من ضرائب منذ تأسست في عهد صالح، لم يتم نهب النفط والغاز فقط، فحكاية الفساد داخل قطاع الاتصالات ربما يفوق ما حدث في النفط، كم قيمة العقد الذي دفعته شركتا الاتصالات من أجل احتكار الاتصالات لعدة سنوات، 10 مليون دولار، وبتقسيط على أربع سنوات، بينما دفعت شركة واي 150 مليون دولار تقريباً وهناك ثلاث شركات تستثمر في قطاع الاتصالات،في دول أخرى في المنطقة وصلت العقود إلى ما يقارب المليار دولار، لكن هذا ما يستحقه شيخ ورجل مال، يعتقد أن هذه متأخرات لم يُدفع من مستحقات الشراكة المغدورة في العهد السابق. هكذا فقط نعرف ما هي الثورة التي طالما أرادها هؤلاء، الثأر للشراكة المغدورة.. وعلى اليمنيين أن يجوعوا أكثر لتحصيل نقود يقول الشيخ أنها استحقاقه من الثورة، وعلينا أن نسأل، ما إن كانت الآمـال الكبيــرة تشهــد دائمــاً نكبـات بهـذه الصورة العبثية...؟
الحجر الصحفي في زمن الحوثي