الأنصار لا ثواب لهم ... وبإجمـــاع !!!

كتب
الخميس ، ٠٢ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٣٧ صباحاً

بقلم: - منال الأديمي

تتوالى الاجتماعات مع شخصيات قيادية ونافذة في محاولة لإخراج تعز من براثن المعاناة المستمرة منذ عقود، والتي زادت في الآونة الأخيرة إلى حد لم يعد يطاق.. في الاجتماع تحدث المحافظ عن ملف الأمن والأمان كأهم تحديات المرحلة، وعن تنفيذ خطة أمنية، وعن مشاريع مزمع تنفيذها في المحافظة كان أهمها الإعداد لمشروع محطة توليد الكهرباء بالرياح وتحلية مياه البحر وإعادة القيمة الاقتصادية لميناء المخا، على الرغم من يأسي من كلام المسؤولين في هذه البلاد، إلا أني قررت أن أمني نفسي خيراً، ولو لهذا اليوم، غير أن رؤيتي لبعض البلاطجة والقتلة يحومون هناك جعل الأمل بداخلي ينتهي ويتلاشى ويخالجني الشك فيهم وبنوايا التغيير والإصلاح.

في الطريق قررت أن أعاود التفاؤل كنت أنظر إلى ما حولي بعيون الأمل حيناً والتشفي في كل ما هو قبيح أحياناً، وأمني نفسي بأن النهاية قد اقتربت.. أعلم أننا سنتأخر في الوصول للحد المعقول من التغيير إلا أني لن أتخلى عن أمل أننا لابد سننجح ولو بعد حين.
في الشارع وعلى مقربة من طقم عسكر تأتي دراجة نارية (ديليفري موت) وقبيل الإفطار بلحظات تطلق رصاصات موت باتجاه صائم لم يكن في حسبانه أنه الصوم الأخير وتلوذ بالفرار لم يحرك طقم العسكر ساكناً ...خوف هو سكوتهم أم تواطؤ، لم نعد نعرف كنا دوماً نظنهم كعسكر الأفلام الهندية، يأتون بعد فوات الأوان وفرار القاتل، لكنهم الآن غدو أكثر أكشن من عسكر الأفلام الهندية؛ إذ إن القاتل يقتل ويفر بوجودهم، وقد يأتي عليهم زمن نرى فيه القتلة يستعيرون منهم ذخيرة عند نفاد ذخيرتهم... يستمر أحدهم في مفاصلته على أوراق قات...السيارات تواصل سيرها وتطلق صفاراتها بجنون، الكل يسابق ليصل بلحظة الفطور دون تأخير، حتى القتلة كانوا مسرعين لربما يتداركون هم أيضاً موعد الإفطار، يواصل القتيل استلقاءه الأخير على بركة دمائه، يتدافع البعض صوب المقتول الملقى على الأرض، يتأكدون بأنه قد دخل في صومه الأبدي عن الحياة، يُحمل بعدها إلى أقرب مشفى أو ثلاجة موتى حكومية، الأمر سيان، وينتهي أمر تلك الروح بتقييد الجريمة ضد مجهول!! ولازالت الخطة الأمنية قيد التنفيذ، كيف لا نعلم؟ غير أن مرتزقة الدم والموت مازالوا مطمئنين بأنهم بعيدون جداً عن يد القانون والعدالة، في الأمس في العاصمة ومن وزارة الداخلية يقوم بلاطجة بنهب الوزارة!!! كيف نرجو أمناً من وزارة لم تستطع حماية نفسها؟ مدينة عدن لازالت غارقة ًفي أتون الإرهاب والتفجيرات الانتحارية، وكذلك هو الحال في معظم المدن، الأمور توحي بانفجار قريب، إن لم يتم الإسراع في تطبيق قانون العدالة الانتقالية، وبإشراف الدول الراعية صاحبة براءة الاختراع (المبادرة).
(لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من قتل رجل مسلم) لايزال الإعلام وعلماء الدين وخطباء المساجد يرددونها علينا كثيراً، ومازالت الأرواح تزهق بباطل وبحق على حد سواء.
ووحدهم المسلمون من تزهق أرواحهم ليل نهار، حتى إننا صرنا نموت بأعداد تفوق الذباب، أصبحت الروح فينا رخيصة، وقتلها لم يعد يحرك للمارة ساكناً، فتارةٌ نقتلها نصرة لحاكم أو لشيخ، وتارة نقتلها تعصباً لمذهب أو فكر خاطئ، نقتلها نُصرةٍ للإرهاب والتطرف، نقتلها لأبسط خصام، هكذا وتتوالى النصرة وتسميات الأنصار أنصار الشريعة وأنصار الشرعية وأنصار الشيخ وأنصار السيد وكل أنصار في غيهم يعمهون!!!
لطالما ارتبطت كلمة الأنصار بداخلنا بأصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام وأنصاره في المدينة الذين نصروه وأعزوه، وبفضلهم انتصر الخير والحق والعدل والحرية، وعم الإسلام والسلام، أما أنصار اليوم والعياذ بالله فلم نر منهم إلا الظلم والجور والقتل والفتن والحروب والإرهاب والعبودية، كم أتمنى أن يجتمع كل أنصار اليوم في نصرة الحق والإنسانية وقُدسية الروح والحياة كما كان أنصار الماضي.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي