لماذا فكرت الالتحاق بالحراك الجنوبي ؟

كتب
الاربعاء ، ٢٥ يوليو ٢٠١٢ الساعة ١١:٥٢ مساءً
بقلم د. الفت الدبعي
بقلم / د. الفت الدبعي

بناء على رغبة الوالد بقضاء رمضان لديه مع الاسرة في عدن ، اعتبرت ذلك فرصة أيضا لأكون قريبة من القضية الجنوبية وملامسة أبعادها عبر السماع للجنوبيين ومناقشتهم في قضيتهم .

وخلال عشرة أيام أستطيع القول أنني بدأت أفكر بالالتحاق بالحراك الجنوبي والمطالبة بفك الارتباط ليس نصرة لاخواننا في الجنوب وليس لأني من دعاة هذا المبدأ وإن كان في تصوري أن حق تقرير المصير من حق أي شعب ، ولكن المعاناه التي عانيتها مع أبناء الجنوب خلال هذه العشرة أيام والتي يعلم الله كم سوف تستمر من انطفاء الكهرباء بتلك الطريقة الاستفزازية ،والتي عندما كنت اسمع أهلي بالتلفون يبلغوني أن الكهرباء طافية في عدن أرد عليهم قائلة أكيد أنها تنطفى عندكم بالكثير خمس دقائق أو بالكثير الكثير نصف ساعة في حالة اذا كان الوضع سئ لدى حكومتنا التوافقية .

وليعذرني الجميع في صدمتي التي لم أستطع أن أخرج منها حتى الان وأنا أرى الكهرباء تنطفي في عدن ساعتين وتشتغل ساعتين .

في البداية لم أشعر بالامر كثيرا لأن أسرتي كانت تمتلك مولدا كهربائيا ولكن عندما بدأ البترول ينفذ ولم يتواجد من يعمل على تعبئة المولد ، ظلينا يومين كاملين بلا مولد ، شعرت فيها برغبة كبيرة في الخروج الى الشارع وقطعه احتجاجا على هذا الوضع .

كنت أريد أن اخرج وأعمل أي شي يعبر عن احتجاجي ،واهانتي كمواطن ، شعرت برغبة جامحة برفع لافته تنقلها جميع وسائل الاعلام أين حكومة الوفاق أم انها حكومة الطلاق .

يبدو أنهم كعلي صالح سيضلون يدورون في رحى العملية السياسية وصراعات المصالح بعيدا عن هموم المواطن الأساسية .

لوكانت حكومة الوفاق تمتلك مشروع ثوري لانقاذ هذا البلد فما بالكم بشعب يريد فك الارتباط لما كان هداء لها بالا حتى توجد حلول عاجلة لبعض المشكلات التي تساهم في تفاقم القضية .

لو كانت حكومة الوفاق ثورية خالصة لما استطاعوا أن يناموا يوما واحدا واخوانهم الجنوبيين لا يستطيعون النوم من عذابات الكهرباء ليل نهار وحر عدن الذي كأنه نار تصليهم وحكومتنا كأنها تقول لهم (ولدينا مزيد )

ولكن لأنها حكومة استمرأت أساليب علي صالح في علاج المشكلات الاجتماعية بطريقة التهدئات وعلى أقل من مهلها ، لا تدرك هذه االحكومة أن بعض الاولويات الصغيرة هي أهم من الحوار الوطني وشكل الدولة وصياغة الدستور

لو تدرك حكومة الوفاق أنها لو جندت نفسها لتحويل الكهرباء الى قضية رأي عام وحوار وطني مباشر مع الشعب عبر وسائل الاعلام واستدعاء جميع الخبراء وأصحاب المقترحات والتجار الوطنيين والمواطنين ووضعت أمامهم المشكلة ، بنوع من المسؤولية لا تهدأ حتى تجد حل لهذه المشكلة يعبر عن صدقها واخلاصها لأوجدوا لها حلا ؟

هل تدرك خكومة الوفاق أن 100 ريال اذا استلفتها الدولة من المواطنين (ولا أظن انهم سيرفضون لو شعروا أن حكومتهم صادقة في حل مشاكلهم)لو تم استقطاعها من رواتب الموظفين مائة ريال فقط لكفت لشراء مولدات ضخمة تنير مدينة عدن وتعز بلا انقطاع .

هل تدرك أن عليها أن تفكر بطريقة ثورية ووطنية تجعل هذا الشعب غايتها وأولوياته هي اولوياتها ،لا أن تجعل السياسه أولوياتها التي تعتقد أنها الحل لكل المشاكل .

على حكومة الوفاق أن تدرك أن الشعوب لها طاقتها الاستحمالية تجاه أي قضية من القضايا ، واذا لم تخرج من دائرة الاكتفاء بالبحث عن حلول في اطار السياسي فإنها ستصل الى نتيجة تندم عليها عندما تخرج الامور من زمام سيطرتها ويومها لن ينفعك يا محافظ عدن ويا حكومة الوفاق تجييش كل جيوشكم لتهدئة الأوضاع لأن القضية ليست احلال أمن وتهدئة الفوضى ، لأنها تحولت الى رغبة في الانتقام من كل شئ بعد أن يكون الناس قد شعروا بأنهم قد فقدوا كل شئ .

هل تدرك حكومة الوفاق أنها بسياستها الفاشلة في عدم ادارك أولويات المواطنين في هذه المرحلة ستعيق كل حلول سياسية تحاول الوصول اليها .

*الى عبده ربة منصور

لماذا أمريكا والسعودية ودول الخليج رغم معرفتهم بمشكلة الكهرباء في اليمن وما تتركه من اثار نفسية على المواطنين، لماذا لم يبادروا بمبادرة كالمبادرة الخليجية لامداد اليمن بمولدات جديدة هي ضمن ميزانية دولهم تعتبر تسالي توزعها لشعوبهم ؟؟

الحجر الصحفي في زمن الحوثي