طفح الكيل يا قادة المشترك

كتب
الثلاثاء ، ١٧ يوليو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٥٣ مساءً
  بقلم : رشاد الشرعبي عزز تشكيل اللجنة الفنية للتحضير لمؤتمر الحوار لدي حالة الإحباط وضاعف القلق من مصير غامض يُدفع إليه وطننا الحبيب, وكان قرار تشكيلها بعد ساعات على إعلان إخواننا بمحافظة البيضاء أنه قد “طفح (بهم) الكيل” كصرخة مدوية تعبر عن حالنا غالبية اليمنيين. لكن أهم ما دار في ذهني وأراح تفكيري عقب تفحصي لأسماء اللجنة المعلنة بقرار جمهوري, انه يمكن أن يكون حسنتها الوحيدة توقف الكثيرين من طابور “الثورة دهفتني” و«الإصلاح تحرش بي» و“الفرقة ضربتني” و“الناصري خونني” و«الاشتراكي أهملني», عن معزوفتهم الممجوجة والمستمرة هذه. لست غاضباً أن تمثل 3 أحزاب بحجم الإصلاح والتنظيم الناصري والاشتراكي بشخصيات أمنائها العامين الثلاثة, فيما منظمة مدنية واحدة يمثلها اثنان ومثلهما شخصان يدعيان تمثيل صعدة والحوثي, والبقية عبارة عن كوكتيل “فلول” و«زُمرة» ومنظمات والمرأة المفترى عليها, مع احترامي للأشخاص. لا أتحدث كصحفي, أو كمنتم حزبياً, بل كأحد شباب الثورة الذين خرجوا في فبراير 2011, بحثاً عن دولة مدنية وحرية وعدالة وضد التوريث والفساد والاستبداد, وتعرضوا للضرب والقمع منذ ماقبل جمعة البداية في جولة الجامعة الجديدة (قبل أن تصبح ساحة التغيير) وجولة كنتاكي. وكذلك سأغضب كأحد الذين كتبوا ضد التوريث وفساد العائلة وجرائمها وتنقلت بمقالاتي مابين صفحات الثوري والوسط والنداء والناس وغيرهن وإن لم تشملني قائمة الشرف المزعومة التي أعلنها قبل أشهر صديقي العزيز نبيل سبيع حينها للثوار الذين سبقوا الثورة بسنوات بكتاباتهم عن التوريث وتضحياتهم لأسباب يعلمها الزميل نبيل نفسه. غير أنه حينما دققت النظر في أسماء اللجنة الفنية ولم أجد من يمثلني ويمثل الشهداء الذين فقدناهم في صنعاء وتعز وعدن والحديدة والجرحى الذين لازالوا يتألمون وتتألم معهم أسرهم الكريمة, رأيت ضرورة أن أرفع صوتي وأصرخ: لا, هذه تشكيلة لا تمثل الشباب, فقد استبعد منها شباب الثورة (المستقلين والحزبيين) والحراك الجنوبي السلمي. أي ممثلين للشباب أصدق وجودهم في اللجنة هذه, واسم عبدالهادي العزعزي بينهم أو مانع المطري أو وليد العماري أو ياسر الرعيني أو فخر العزب أو ميزار الجنيد أو همدان الحقب أو غازي السامعي أو ضياء الحق الاهدل أو غيرهم الكثير والكثير. صحيح انه بعد اليوم لن اصمت حينما يشكو أحد “شلة الثورة دهفتني” من سيطرة الاصلاح واستحواذه على الثورة وتمثيلها, وسأرد بكل ثقة إن الإصلاح بمليشياته المزعومة في الساحات أو في معسكرات الفرقة وفرقه الفنية وناشطاته النساء وأفراده في لجان الخدمات والنظام والكهرباء والإعلام والطب اختزل في شخص أمينه العام وقبل الأخير بذلك, وهذا قمة التعبير عن زيف ما يدعون عن رغبة الإصلاح في الاستحواذ والسيطرة وثقافته الأنانية. والحال لا يختلف بالنسبة للإشتراكي والناصري, فقد اختزلت كل كوادرهم وشبابهم وشيوخهم في مختلف محافظات وساحات الجمهورية في شخص الأمينين العامين للحزب والتنظيم. وغاب الشباب الثائر المستقل (ذكوراً وإناثاً) في كل الساحات, وأجهل إن كان قد اختزل في شخص الأخت توكل كرمان أم في شخص آخر؟, فتوكل إصلاحية كإنتماء حزبي وهذا يحسب للإصلاح المتهم برفضه للمرأة, ولكنها (توكل) بحكم أنها أصبحت شخصية عالمية كحائزة على جائزة نوبل, أثق أن اسمها فُرض مثلها مثل آخرين من أعضاء اللجنة ضمن قائمة زكتها وباركتها سفارات غربية وشرقية. الحراك الجنوبي وشبابه, لا نعلم بمن اختزلوه, هل في شخص الأستاذ الأصنج أم الدكتور باصرة أم اللواء عرب أم المحامية المخضرمة والقديرة راقية حميدان؟ وأعتقد أن لا أحد من هؤلاء يدعي تمثيل الحراك الجنوبي وشبابهم الذين سبقوا ربيع الثورات العربية بسنوات وواجهوا آلة القمع والقتل منذ عام 2007م. ومن المفارقات أن جماعة الحوثي التي كانت “تطلب الله” منذ توقيع المبادرة الخليجية في نوفمبر الماضي برفضها لهذه التسوية المذلة وتحشد معها من التقت معهم في الكره للإصلاح والفرقة وآل الأحمر والشقيقة السعودية, حظيت بنصيب الأسد بممثلين عن صعدة فقط ذكوراً, وآخرين من المؤيدين و«أنصار» الكراهية والعنف وإفشال تسوية المبادرة الخليجية. يحق لإخواننا في البيضاء ان يحركوا سياراتهم في مسيرة راااائعة إلى العاصمة صنعاء تصرخ نيابة عنا جميعاً لقد “طفح الكيل” يا هؤلاء, ويحق لنا أن نصرخ معهم “طفح الكيل” يا قادتنا, فهذه تشكيلة لا تمثل واقع المكونات التي نصت عليها المبادرة الخليجية ولذلك هي مرفوضة من شباب أحزاب المشترك قبل غيرهم. وقد يحق لأمناء عموم الإصلاح والاشتراكي والناصري أن يفرحوا بخلاصهم من “شقدفة” وعتاب وشتائم وبيانات “شلة الثورة دهفتني”. لكن حتى متى سيظل قيادات المشترك (ياسين والآنسي والعتواني) يعتقدون أنفسهم بعيدين عن غضبة وثورة شباب أحزابهم الذين ملوا التنازلات, رغم أنهم ملأوا الساحات مع شركائهم من الشباب المستقلين الذين لم يعرفوا الدبلوماسيين الغربيين وعناوين السفارات. لقد قدموا أروع دروس الفداء والتضحية والوحدة والإخاء, وكانوا لعام ونصف, عنواناً للنضال السلمي والنشاط وتحملوا إساءات “شلة الثورة دهفتني”, مثلما تحملوا قتل وقمع وتحريض وإساءات “بقايا” النظام السابق.  
الحجر الصحفي في زمن الحوثي