من ينقذ اليمن من نفقها المظلم!؟

كتب
الخميس ، ١٦ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٤٤ مساءً
بقلم / محمد القهالي : 
محمد القهالي
عندما سمعنا ذات يوم أن اليمن تمشي في نفق مظلم, كنا نعتقد ان النفق المظلم هو ماكانت تخطط له العائلة من استيلاء على عرش اليمن, و الانقلاب على الدستور و تحويل النظام الجمهوري الى نظام ملكي,و بظهور وميض بركان الثورة من بعيد ظننا أن نهاية النفق المظلم أزفت و أن بداية النور الساطع باتت وشيكة, و مع تزايد لهيب الغضب الشعبي, تزايد الحماس أكثر و تأجج الأمل. لكننا وجدنا أن ذلك الوميض لم يكن سوى شرك القراصنة , في موج ظلمات النفق,و تلويحهم بالمبادرة,كطعم لمن سئم الظلام و تمنى ظهور النور, بعد طول انتظار فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير, و أدركنا أننا لازلنا في نقطة مجهولة داخل ذلك النفق,الذي خرج منه علي صالح, و أبقى شعبه يصارع ظلمات بعضها فوق بعض, يتخبطه الأشقاء من العوز, ويجحف عليه أبناؤه من الجهل, تتلاطمه أمواج الفتن بكل أشكالها و ألوانها, دينية, قبلية, سياسية, و اقتصادية, يسبح في محيط مظلم لايدري بدايته من نهايته,سوى أنه عالق في شبكة قرصان ماهر, لم يتركه يغرق الى الآن, لربما تركه الى الوقت المناسب فيدعه يغرق,ليستمتع بلحظة غرقه. ظلامٌ, و موج وحوشٌ و وحشة, ياالله من ينقذنا سواك, فنحن كغرقى تايتنك, في محيط مليئ بالحوت و سمك القرش,رحماك ربي هيئ لنا من أمرنا رشدا, لنخرج بوطننا من هذه المحنة,التي لن يخرجنا غيرنا منها مالم يكن لدينا استعداد للخروج, الاستعداد الذي يتطلب منا اللحمة و توحيد الصف, و ترك الدعوات الطائفية, القبلية, والانفصالية, فكلنا في سفينة غرقى و علينا التماسك للخروج من بين وحوش البحر المفترسة. فان غرقت اليمن غرق "الحوثي و الوهابي و الانفصالي" و غرق معهم الشعب بكل فئاته و أطيافه. فاتركوا الدعوات الجاهلية المنتنة و التعصب المذهبي المقيت المفرق للأمة, و الدعوات الانفصالية التي تخدم اعداء اليمن بالدرجة الأولى. كونوا كألوان الطيف مختلفين,تختلف رؤاكم و مذاهبكم و أفكاركم , لايهم طالما أن مصلحة الوطن العليا و حبه يجمعكم فليكن اطارنا الكبير هو حب وطننا و مصلحته فوق مصالحنا الشخصية, و مهما اختلفنا في الأساليب لابد من اجتماعنا في الهدف. فألوان الطيف تكون النور اذا اجتمعت و تبقى مختلفة الصفات اذا تفرقت, لأن هذا النور الأبيض لايمكن أن يكون الا بكل ألوان الطيف مجتمعة, فكما نعلم أن النور هو مجموعة من الألوان تبدأ بالأشعة تحت الحمراء و تنتهي بالأشعة فوق البنفسجية , فعندما يتعرض النور لمنشور زجاجي شفاف فانه يتحلل الى ألوانه الأساسية المكونة له, و يظهر من الجهة المقابلة عدة ألوان مختلفة, هذه الخاصية الطبيعية للنور التي تجعل مجموعة ألوان متفرقة تكون نوراً اذا اجتمعت, تقول لنا يجب أن تجتمعوا أيها الفرقاء لتكوين النور الساطع الحقيقي الذي تريدونه مالم فسيظل كل لون محتفظ بخواصه و لن يظهر النور أبداً.   الا هل بلغت؟ اللهم فاشهد.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي