في بلد العنصرية

كتب
السبت ، ١٤ يوليو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٢٥ مساءً
  بقلم: هند الإرياني المشهد الأول: فاطمة: ماحصلّه هذا مالقى إلا حبشية يتزوجها؟” ترد صديقتها: «الظاهر سحرته يا أختي»، الولد: ما شاء الله.. قمري وابن ناس ماخلاه يتزوج حبشية!الله يخارجنا.. المشهد الثاني: رجل يلبس العقال يتحدث بلهجة خليجية: أنت يا أبو يمن بتشتغل كويس أو نلغي عقدك تروح اليمن تشحت هناك؟ يرد اليمني ونظره للأرض: أشتغل كويس يا شيخ ولا يهمك. مشهدان مختلفان ، الأول في اليمن والثاني في إحدى دول الخليج..الأول العنصرية اليمنية في حق الأحباش والثاني العنصرية الخليجية في حق اليمنيين . ماجعلني أضع المشهدين هو ماحدث مؤخراً من هجوم على باسندوة بأنه«صومالي» ، ولنفترض أنه فعلاً من أصول صومالية ما العيب في هذا؟..ما الفرق بيننا وبين الصومال أو الأحباش؟وكيف يكون أسلوب التخاطب هذا في مجلس برلماني يعبر عن الشعب..هل نحن كيمنيين عنصريون؟ الحقيقة هي أن العنصرية موجودة بشكل كبير في اليمن، ليس فقط بين اليمني وغير اليمني وإنما بين اليمنيين وبعضهم البعض، فهناك عنصرية مناطقية وعنصرية حسب الأسرة وعنصرية حسب الطائفة وعنصرية حسب الدين..وغيرها الكثير. يلاحظ أن العنصرية تزداد في المجتمعات المتخلفة، وعندما أتى الإسلام بعد الجاهلية فإن أول ما دعا إليه الرسول الكريم هو نبذ العنصرية بقوله:لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى”...ولكننا للأسف لا نطبق هذا الحديث، ونستمر في التفريق بين البشر على أسس غير سليمة. يجب أن ننبذ العنصرية بكل أنواعها، كلنا بشر وكلنا من أصل واحد وهو أبونا آدم..حتى إذا اختلفت الألوان والأجناس والمناطق والدين والبلدان...عندما نصل لهذه المرحلة وقتها فقط سنستحق لقب “إنسان”.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي