النظام يعيد نفسه

كتب
الخميس ، ١٢ يوليو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٣٦ مساءً
بقلم: عبدالسلام الشريحي من أبرز النقاط التي ذكرها التقريرالخاص باليمن عن مجموعة الأزمات، الصادر مطلع هذا الشهر في بروكسل: التشكيك بظهور قيادات جديدة ولاعبين جدد في الساحة اليمنية، والمشهد الآن ليس أكثر من لعبة كراسي موسيقية يتم من خلالها توزيع الأدوار بين اللاعبين السابقين في الساحة، واللاعبون السابقون هم النظام السابق بشقيه الحاكم والمعارض، فهل هذا ما كنا نحلم به ولأجله قامت الثورة وسقط الشهداء؟؟ بداية انطلاق الثورة الشبابية مطلع العام المنصرم وعندما كان المحتجون بالعشرات أين كان النظام الذي يعيد إنتاج نفسه. النظام السابق انقسم كالعادة، الحاكم قمع الاحتجاجات محاولاً وأد الثورة وسجن بعض الشباب والمعارضة وقفت موقف المتفرج والمستخف بقدرات الشباب على التغيير إلى أن اتسع نطاق الاحتجاجات في أكثر من محافظة ورأت المعارضة بأن الأمر أكثر من (هباتها الشعبية) التي كانت تحشد لها بين الحين والحين، فقررت الالتحاق بركب الثورة والنزول إلى الساحات. وبالعودة إلى ماقبل الثورة وتفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية.. وغيرها أين كان النظام ؟ النظام كان كما يعرف الجميع منقسماً بين حاكم تمعن في الاستبداد والظلم والفساد المالي والإداري وتجويع الناس وتقسيم البلد وإنهاك الاقتصاد وبناء ثرواته الشخصية على حساب المصلحة الوطنية، ومعارضة بعضها تورط مع الحاكم في الكثير من شبهاته ومحرماته، وبعضها نزيه وشريف لكنها لم تكن قادرة على تجاوز النقد إلى تقديم مشاريع حقيقية يطمئن من خلالها المواطن بأن القادم سيختلف إن اختلف نظام الحكم. أنا لا أشكك في نزاهة النظام القائم ففي النظام القائم الآن أناس وطنيون وشرفاء ومهنيون ولكن كم عددهم مقارنة بالسيئين والفاسدين والجهال؟ لماذا لا يعي هؤلاء بأنهم ومنذ مايزيد عن ثلاثين عاماً وهو عمر الحكم السابق، فشلوا في إيجاد مخرج حقيقي للوطن أو تورطوا في فساده وعليهم الآن أن يتركوا المجال لغيرهم؟ في هذه القيادات القديمة أناس نحتاج إليهم كمستشارين وخبراء وداعمين ومراقبين لكنه لا يعقل بحال من الأحوال أن تغيب القيادات الجديدة والمهنية من أجل استمرار هذه القيادات السابقة مع إمكانية ظهور لاعبين جدد كما أشار التقرير. ملاحظة الوضع القائم لايعني أبداً الندم على الثورة فالثورة، كنا وما زلنا مؤمنين بضرورة قيامها وبأنها المخرج لليمن، ومهما كان القادم سيئاً فلن يكون أسوأ من السابق على الإطلاق مع إيماني بأن القادم أفضل وعلينا الصبر فقط حتى نزيل مخلفات الماضي. ولايعني الوضع القائم أيضاً الرغبة في تهميش الأحزاب ولكن على الأحزاب صناعة قيادات جديدة وشابة إن أرادت الاستمرار.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي