حكومة العقب الحديدية

كتب
الاربعاء ، ١١ يوليو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٥٩ مساءً
بقلم: سامية الأغبري نستطيع أن نطلق لقب "العقب الحديدية" على حكومة الوفاق وهو الاسم الذي أطلقه جاك لندن في روايته " العقب الحديدية" على حكومة الأغنياء! الحكومة التي سينشب صراع بينها وبين أبناء الشعب , وهو يتناسب تماماً مع حكومة الأغنياء اليمنية ,وهو ايضاً الصراع الذي سينشأ في بلادنا بين حكومة العقب الحديدية وبين الشعب الفقير, المسحوق والمطحون ولن أقول هذه المرة المغلوب على أمره,فالشعب لم يعد ذلك الخائف الخاضع - فاحذروا ثورة الجائعين, وإذا ما استمر الوضع كما هو حذاري أن تنعتوا وتتهموا جائع ثار ضدكم بالخائن والمرتزق وانظروا إلى جوعه وفقره وبؤسه , فقير كانت ثورته من اجل التحرر والانعتاق من الظلم والتخلف والتهميش والإقصاء والبطالة,ومن أجل الحصول ابسط حقوقه. أيها الوزراء والمسئولون "أكثريتكم"وليس جميعكم , القابعون في العلالي, الصاعدون على الجثث والأشلاء, يامن تغنيتم بالثورة إلى أن وصلتم إلى مبتغاكم , اهبطوا إلى الأرض, تواضعوا قليلا , لتروا ذلك الواقع المؤلم, لتروا الجائعين والمشردين والجرحى, لاتقاسموهم آلامهم ومعاناتهم وبؤسهم , وفقرهم, فأمثالكم لايتقاسمون الآلام والمعاناة , يتقاسمون المناصب والأموال والوظائف! فقط أعطوهم حقهم, لقد كان خليقاً بكم رفع الظلم والمعاناة عنهم لا أن تزيدوا من معاناتهم بؤسهم وفقرهم والاستمرار في سياسة التجويع. وكفاكم تضليلا, واحترموا عقولنا,واحترموا تضحيات شعب خرج ثائر ضد الجوع والظلم, فانتم بدلا من أن تبذلوا الجهود لانتشال البلد مما هو فيه, اليوم هذا البلد الذي إئتمناكم عليه مهدد بالمجاعة, واثنا عشر مليون طفل يمني يعانون من سؤ التغذية و250 الفا مهددون بالموت, مشردون, بيوت مدمرة, وفي ذات الوقت ملايين من خزينة الدولة تصرف دون وجه حق, وانتم ونحن نعلم أين ولمن تصرف! والأسوأ أن تقود الإمارات حملة تسول لليمنيين وحتى تلك الأموال التي أهدرت كرامة أكثر من 22 مليون يمني لا نعلم إن كانت ستصل إلى مستحقيها! وسؤال إلى الحكومة، ماذا يعني حرمان موظف بسيط من إكرامية تساعده على شراء بعض حاجياته في وقت تهدر الملايين إن لم تكن المليارات من الخزينة العامة لجمعيات خيرية, ولقوى اقل ما يمكن القول عنها أنها قوى مرتزقة تعيش عالة على المجتمع وتقتات من عرق وكد هذا الشعب؟! رئاسة الوزراء قررت حرمان الموظفين في بعض المؤسسات من الإكرامية الرمضانية, لو أن هذا القرار لغرض التقشف لكان أمراً مقبولاً , لكن أن تذهب الملايين عبثاً لإرضاء البعض ويحرم الموظف البسيط من راتب شهر فهذا هو الظلم الذي يجب ألا نتغاضى عنه, الشعب عانى من ظلم وطغيان وفساد وجبروت صالح لـ33 عاما كانت النتيجة هي ثورة , أسقطته وبعض من أركان حكمه ويفترض بهذه بالثورة العظيمة أن تنتج وضعاً أفضل لليمنيين, لكن مايحدث هو أن الفساد يتوغل ويتوحش أكثر في مؤسسات الدولة, وكل يوم يأتون لنا بمبررات واهية منها بلطجة صالح وأبنائه وأنصاره ! وان كانوا يتبلطجون أين الحكومة؟ ماهو دورها؟ انتم الحكومة وحري بكم القيام بواجبكم ومهاكم على أكمل وجه , وتضربوا بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن وممتلكات الوطن أياً كان انتمائه, من بقايا نظام صالح أو غيره. البعض من المسئولين لم نسمع إلى الآن أنهم قاموا بمهامهم لنقول أنهم فعلاً يحاولون! ويبدوا إن هؤلاء البعض لايعلمون ماهي وظيفتهم وما المهام التي ينبغى لهم القيام بها!! إن كانوا عاجزين عن أداء مهامهم يقدموا استقالاتهم, وكان يفترض أن تتم التعيينات لناس أكفاء حتى يشعر اليمنيون بأن ثورتهم فعلا انتجت وضعا أفضل , ومسئولين شرفاء, لا مسئولين عاجزين عن فعل شيء وينتظرون قدرة ومعجزة إلهية تحل مشكلات البلد! "سياسة وظف لي وسأوظف لك" لم تكن تلك الدماء وتلك التضحيات لاستبدال فاسد بآخر,مع تقديرنا "لبعض المسئولين الشرفاء وهم معدودون"كانت الثورة من أجل القضاء على الفساد والمحسوبية, وتوزيع الوظائف للأقارب والمقربين, كانت من أجل خدمات لم يحصل عليها في ظل نظام صالح!هل من الصعب تلبية تلك الاحتياجات؟ وهي حقوق ليس فضلا من أحد بل من أمواله التي تهدر دون وجه حق؟! المواطن اليمني لايبحث عن مجتمع طوباوي وان كان من حقه -أن يحلم بهذا المجتمع- لكنه الآن يبحث عن ابسط الحقوق وهو لم يقدم التضحيات من اجل أن يحصل بعضكم على المناصب ومن ثم وتوزعون الوظائف والإدارات على الأبناء والمقربين والأصدقاء, بالإضافة إلى سياسية جديدة يتبعها بعض الوزراء والمسئولين -سياسة - وظف لي وسأوظف لك, وهي سياسة أي مسئول يوظف قريب أو مقرب للأخر حتى لايكشف أمره في مؤسسة أو وزارته فيتبادلون الأقرباء في تلك المؤسسات, الوظيفة عامة ليس لأحد حق في أن يهبها وفق هواه لمن أراد ظناً منه إن الشعب لايعلم شيء مما يدور في الوزارات والمؤسسات! زمن الاستغفال ولىَ وان كنا نصمت ليس خوفاً من احد بل نقول عسى ولعل تراجعون أنفسكم, وسيكون علينا كشف كل الفاسدين, لن ننظر إلى انتماءاتهم -بالنسبة لنا وللمواطنين هم فاسدون , ولامشكلة لدينا مع أي مسئول مشكلتنا مع فساده, فاسدون وفاشلون إلا من رحم ربي. والمضحك إن البعض ينتظر من الرئيس هادي حل كل مشكلات البلد ,وكأنك ياحكومة غير موجودة! النازحون جراء الحرب من أبناء أبين, لايجدون الغذاء ولا الدواء والبعض لايجد مأوى, أبناء الجعاشن القضية المنسية عمداً بعد أن تم استغلال وضعهم , اليوم أطفال الجعاشن يخبرني بعضهم أنهم ينامون اغلب الأحيان دون طعام, ويقومون بجمع قوارير الماء لبيعها ببضع ريالات لاتكفي لشراء وجبه , الانفلات الأمني المخيف الذي تعيشه معظم المحافظات ! لانطلب المستحيل لكن ماذا فعلت الحكومة لحل هذه القضايا؟! تنتظر هادي! "أصنام بشرية" نستغرب من البعض حين كنا ننتقد صالح كنا شرفاء وأبطال واليوم كلما انتقدنا فساد معين نتهم بالثورة المضادة, وخدمة صالح وأبنائه ,إذا كنا نحن من خرجنا في ثورة ضد هذا النظام ليس في 2011م بل منذ سنوات امن قومي وثورة مضادة, ماذا نقول عمن ترعرع في حضن ذلك النظام منذ سنوات طويلة, واليوم ومع الثورة ايضاً تقاسموا السلطات, وكان صمتنا ,وقبل بعض الشباب على مضض هذا الحل حتى لاتسفك مزيداً من الدماء وحتى لا تنزلق البلد نحو حرب أهلية, لم يكن أبداً خوفاً من أحد, ومن كان بيته من زجاج لايرمي بيوت الآخرين , لغة التخوين مرفوضة وتوزيع صكوك الوطنية والثورية عمن يرضون عنه ونزعها عمن يغضبهم أمٌر مرفوض. البعض يثبت لي فعلا انه لايمكن أن يكون حراً, ولم يعي بعد معنى الحرية ,فالحرية لاتتجزأ , تتحرر من جهة لتستعبدك أخرى! إما أن تكون حراً أو عبداً, نعم اثبت لي البعض إننا خير أمة تصنع الأصنام البشرية وتمجدها وتقدسها حد العبادة.. إننا الأمة التي تلغي عقول أبنائها ليكونوا مجرد تابعين وخاضعين لصنم نحن من يصنعه, لايريدون لعقولنا أن تعمل يردون أن يسوقوننا كالأغنام بإسم الدين والشخصية الاجتماعية والقبلية, أو العسكرية, والان يضاف الثورة المقدسة التي لايجوز انتقاد بعض نتائجها البشرية الفاسدة. بكل وضوح من لديه صنم بشري ويريد التطبيل له وتلميعه وتقديسه وتنزيهه من كل عيب وخطأ فهي مشكلته وهو حر "بعبوديته" لكن لايحق له أن يفرض علينا تقديس صنمه وخصوصا أننا نعلم قبح وفساد بل وجرائم ذلك الصنم! إن محاولة إسكات أي صوت ناقدُ لأداء المسئولين بالتخوين والتشهير وتشويه السمعة أمر لم يعد مجدياً, فذات الطريقة استخدمها صالح ونظامه, وخصص وسائل إعلام من أجل إسكاتنا تارة بقذفنا والنيل من أعراضنا وتارةً أخرى بتخويننا واتهامنا بالعمالة والخيانة, ومرة انفصاليين وأخرى حوثيين, لكنه خسر. فلتكرروا ممارساته وأخطائه فالشعب قد أصبح واعياً للحقيقة ,وحتى لاتخسرون. "إنهما عدن وتعز" تعز عنوان الثورة , وعنوان السلمية , تعز الحالمة اليوم يراد لها أن تصبح ساحة صراع, يريدون محافظة تحكمها الفوضى, والقتل , ومثلها عدن, ملوا من مدنيتهما, يريدون فوضى كفوضاهم! في تعز يؤكد بعض أبنائها إن ما يحصل هو تنفيذ لمؤامرة إفشال شوقي هايل! وآخرون يرون أن قوى جعلت من تعز ساحة لصراعاتهم كما هو الحال في عدن! يدفع فيها الشباب الأبرياء ثمن حقدكم وصراعاتكم,تسفك فيها الدماء وتزهق الأرواح البريئة. نعلم كل مؤامراتكم ,لذا ارحلوا عن تعز وعدن , لاتحاولوا تدمير مدنيتهما, وتشويههما , هما محافظتان مسالمتان , مدنيتان, لاتعرفان الاقتتال والصراع ,لاتعرفان كراهيتكم وعنصريتكم وحقدكم, وما يحدث ألان غريب عليهما, من يريد حرقهما سيحترق بنارهما .. ارفعوا أيديكم الملوثة بالدماء عنهما, وعودوا اقتتلوا حيثما تعودتم الاقتتال دوماً, .. تعز وعدن اكبر من كل المؤامرات وعصيتان على الانكسار والموت, فقط لأنهما عدن وتعز. "إلى أمين العاصمة " يا أمين العاصمة نعم نريد عاصمة نظيفة , لكن الأولى تنظيفها وتطهيرها من البلاطجة المسلحين, من القمامة التي تغرقها ,وليس من البسطاء أصحاب البسطات ممن يكسبون عيشهم ببيع الأشياء البسيطة,والذين بالكاد يحصلون على مايسد رمقهم, البلد مهدد بالمجاعة والفقر يفتك بالشعب ولا نحتاج لعاطلين جدد من اجل مظهر المدينة الذي لايشوهه أبدا مثل هؤلاء , يشوهه الفقر والمتسولين في كل مكان , الفقر هو القبح الحقيقي, اوجدوا لهم البديل , مكان يجمعهم قبل قمعهم.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي