كليم الدجل

كتب
الثلاثاء ، ١٠ يوليو ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٢ مساءً
بقلم - فكري قاسم
فكري قاسم
يحب - رجل الدين - عبدالمجيد الزنداني الظهور دائما كرجل لئيم يعرف الكثير من أسرار جعل السعادة في متناول الإنسان لكنه يخفيها - كعادته - مراهناً على نعمة النسيان السريع التي يتمتع بها إنسان اليمن ، وهو الأمر الذي سهل على شيخنا الجليل عمل نثرة بعد نثرة مطمئناً أننا شعب بلا ذاكرة . بعد زعمه المتعلق باختراع علاج لمرض الإيدز ، خرج لنا ذات الشيخ المُتشح بالخرافات مجدداً باختراع جديد ، وهذه المرة قال أنه سيعالج الفقر عبر الكتاب والسنة ، لكنه أجلَ الكشف عن إعجازه ذاك إلى موعدٍ غير معلوم مع أن البلد بأمس الحاجة حتى إلى شيطان يمد يديه سريعاً لإنقاذها من الفقر وترقيع وجهها المخجل - خصوصاً - بعد أن تحولت اليمن إلى جسد عثير يُشحت به جهرةً لدى بلدان الجوار . وأتساءل بحسن نية : هل أراد الشيخ ــ مثلاً ــ أن يلفت أنظار متبرعي الإمارات إلى جيبه ، بمعنى " هاتوا زلط التبرعات لاعندي وانا شاعالج الفقر بطريقتي؟"... لقد دأب هذا الرجل على تقديم نفسه – مراراً- كما لو أنه كليم الله، في حين أن تاريخ حضوره في حياة اليمنيين يكشف على الدوام بأنه ليس أكثر من كليم للدجل وللبندقية وللتخلف معا. قال سيعالج الفقر عبر الكتاب والسنة ! ولا يبدو الأمر استخفافاً بعقول الناس فحسب ، بل لكأن الزنداني يريد أن يقول بأن اليمنيين شعباً لم يعرف الطريق إلى الله وإلى الكتاب والسنة بعد، فكان الفقر حصيلة أعمالنا وكان " الزنداني" لوحده آخر الأتقياء والعارفين و.. خمسة وخميسة بعيون اللي يشوفه وما يصلي على النبي . روي عن سعيد بن المسيب قوله ( ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه ، فمن كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله( .. أريد أن أتذكر فضيلة واحدة أُرقع بها نثرات هذا الخائب المتكاثرة وأجد صعوبةً في ذلك ، على أن الخوض معه في التفاصيل نوع من الجهل المحبب إليه ، كونه يجيد صناعة الجهل وتسويقه كاختراع ! على أية حال .. الزنداني وعدكم بإعجاز يعالج فقركم ، أعدكم أنا الفقير إلى الله أن أنقل كل اليمنيين بتذكرة واحدة إلى المريخ إن صدقَ هذا الرجل . أعدكم أيضاً أن أبني لكل مواطن يمني بيتاً بمبلغ لا يتجاوز الـ 50 الف ريال يمني خلال مدة اقصاها عام واحد إن صدق الزنداني وعالج مشكلة الفقر . أعدكم أن أحل مشكلة الكهرباء ومشكلة الثأر ومشكلة حمل السلاح ومشكلة المياه ، وكله عبر الكتاب والسنة ، فقط على الزنداني أن يصدُق واعرفوا أمور من هذا الرأس أو اقطعوه . كما وأن لدي – بالمناسبة ــ إعجاز مخبأ أعدكم من خلاله أن لا تسمعوا جنوبي – بعد الآن – يطالب بالانفصال أو فك الارتباط ، بل إن الإعجاز سيجعلهم يطالبون بربط الافتكاك . وللإخوة المغتربين أقول إن عليهم أن يلحقوا أنفسهم بسرعة ويعودوا إلى البلد ليتعالجوا من الفقر ، خلاص لا وقت للسرسرة في الخارج ، قد معانا عالم انتقل من إعجاز الإيدز وإعجاز الساحات الى إعجاز من شأنه تأديب الفقر اللعين ولَم شمل اليمنيين المطعفرين في كل زوة لهثاً وراء لقمة العيش .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي