أبناء أرحب ضحية الحنق

كتب
الاربعاء ، ٢٧ يونيو ٢٠١٢ الساعة ١٠:١٣ مساءً
    علي ناصر البخيتي قرأت حواراً في صحيفة الجمهورية لمنصور الحنق حمل من التناقضات أكثر من ما تحمله خطابات أيمن الظواهري , وظهر من كلامه وكأنه أحد قادة طالبان وليس عضواً في مجلس النواب عن حزب سياسي معروف . اعترف الحنق في حديثه انهم من فجروا الحرب مع الحرس الجمهوري , حيث قال : (حاولت تلك الألوية الخروج مع معداتها العسكرية والاسلحة الخفيفة والثقيلة متجهة الى صنعاء، حينها أدرك ابناء قبيلة أرحب ان هناك مؤامرة على ساحة التغيير فقالوا : من واجبنا ان نمنع دخول تلك القوة لضرب إخواننا فاعترضوا طريق تلك الآليات وأوقفوها على الأسفلت ) من أعطاكم الحق في منع وحدات الجيش من التحرك , الم تقولوا أنها ثورة سلميه ؟ ألم تدعوا أن الحرس هو من هاجمكم ؟ ماذا كنتم تنتظرون منهم بعد حصاركم لهم ؟ قبائل تحاصر جيشاً بالقوة المسلحة وينتظر من الجيش أن يواجههم بطريقة سلمية ! عجيب أمركم يا هذا , وما هذا التناقض في كلامك فمن ناحية تطالب بإخراج الحرس من مناطقكم ومن الناحية الأخرى تمنعونهم من الخروج , عذر أقبح من ذنب , فكما نعلم أن في صنعاء آلاف الجنود من الحرس الجمهوري والامن المركزي والنجدة والداخلية والذين كانوا تحت امرة الرئيس السابق ولو أراد اقتحام الساحة لاقتحمها خلال دقائق وما منعه من ذلك هو الكلفة البشرية العالية وليس الحنق وفتنة في أرحب التي قد يتسبب بها هذا الاقتحام , خصوصاً بعد انقلاب الموازين المحلية والإقليمية والدولية بعد جمعة الكرامة . الحقيقة التي غابت عن أبناء أرحب البسطاء أن منصور الحنق كان يأتمر بتوجيهات علي محسن لفارق القوة بين الفرقة والحرس , فعمد الى فتح جبهات قتال للحرس في أكثر من مكان ليأمن على فرقته في صنعاء , وكان سكان ارحب ضحية العليين وحربهما , وما منصور الحنق الا أحد الأدوات في تلك الحرب القذرة التي قتل وجرح فيها المئات من ابناء أرحب الأبرياء و الجنود المغرر بهم , الذين لا حول لهم ولا قوة , الحنق ومن ورائه محسن جعلوا المعركة دفاعاً عن ساحة التغيير التي تبعد عشرات الكيلومترات , وصالح جعلها دفاعاً عن الشرعية التي زورها لسنوات , فلا محسن مع الثورة ولا صالح مع الشرعية تحدث الحنق وكأنه في الزنتان في ليبيا حيث قال (الطريق الموجود على خط مأرب والمسيطر عليه الثوار ) معترفاً بسيطرة ميلشياته على طريق مأرب ويسميهم ثواراً , بالله عليكم عضو مجلس نواب عن حزب الإصلاح يقود مليشيات ليقطع بها الطريق ويرفض توجيهات اللجنة العسكرية مشترطاً انسحاب وحدات للجيش الرسمي من بعض المناطق , وفي نفس المقابلة يتهجم على الحوثيين ويرفض الحوار معهم متذرعاً بحملهم للسلاح وكأنه يحمل الورد والأزهار في قتاله للحرس وقطعه للطريق , فعلاً شر البلية ما يضحك . حاول الحنق اقناع القارئ أن أرحب وبسبب نزول بعض شبابها الى ساحة التغيير تعرضت للهجوم من الحرس الجمهوري , متناسياً أن الكثير من شباب المديريات الأخرى كانوا في الساحة ولم تتعرض مناطقهم لهجوم من ألوية الحرس المتمركزة فيها , فما الفارق بين تلك المناطق وأرحب يا ترى ؟ الفرق أن تلك المناطق لا يوجد بها مثل منصور الحنق من يجر منطقته الى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل , حرب على السلطة والمال , وليست دفاعاً عن الشرعية أو الثورة . وتعبيراً من الحنق عن طالبانيته قال : ( أما بالنسبة للحوثيين وتمددهم في المنطقة، فنعتبرهم خطراً وإنهم جماعة لن تخدم اليمن، جماعة تثير الفتن والاشكالات , أرحب لن تكون أرضاً خصبة للحوثيين ) وكأن الحوثيين من كوكب آخر , متناسياً ن أمين عام حزبه عبدالوهاب الآنسي ذهب الى صعدة داعياً الحوثيين للحوار , فهل يا ترى ذلك تبادل أدوار داخل الإصلاح ؟ طرف يدعو الحوثيين للحوار وآخر يعلن الحرب عليهم , أم أن الحنق يتبع جناحاً آخر ؟ كان يفترض أن يقول الحنق نحن نحترم الحوثيين طالما نشروا قناعاتهم بالطرق السلمية , ليشجع على السلام وحرب الأفكار لا حرب المنع والإقصاء , ثم من أعطاه الحق ليتكلم باسم أرحب ويحجر على عقولهم وكأنهم أطفالاً لا يفقهون شيئاً , أرحب فيها حوثيون ومن حق أي مواطن فيها ان يؤمن بأفكارهم , ثم ما هذا الخواء الفكري الذي وصل اليه الإصلاح بحيث لم يعد قادراً على مواجهة الأفكار الا بالمنع والحرب , كلام الحنق يثبت صحة عبارة الحوثيين الشهيرة ( نحن ندافع عن انفسنا ) فالحرب في كتاف وعاهم وغيرها هي نتاج لمثل أفكار الحنق , فكلما اقتنع بعض أبناء تلك المناطق بأفكار الحوثيين اعتبروا ذلك تمدداً مبررين مهاجمتهم . أتمنى من أبناء أرحب أن يشكلوا لجنة من اعيان ومشايخ أرحب المعروف حيادهم ونزاهتهم وبعدهم عن أطراف الصراع ليحاولوا ايجاد حل لقضية أرحب , فبقاء منصور الحنق وغيره في صدارة المشهد سيعقد المشكلة أكثر , يكفي أبناء أرحب المآسي التي تعرضوا لها بسبب جرهم الى معارك الكبار على السلطة والمال .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي