فلسفة الحركة والتوازن في الاسلام

كتب
الثلاثاء ، ٢٦ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٥٠ مساءً
رداد السلامي
رداد السلامي

خلق الانسان من طين ، ولذلك لا يمتاز كجسد مادي بأي كرامة يعتد بها ، فالوحل لايستطيع أن يفخر بذاته ، لأن ثمة معادن في الأرض أثمن منه ، وأكثر أصالة من الناحية المادية ، لا يصبها الصدأ ، أو التآكل ، ويحرص الانسان ذاته على الحفاظ عليها ، كالذهب ، والألماس ، والفضة، ويتباهى باقتنائها ،والتفاخر بكونه يملكها.!

ميزة هذا الكيان المادي المخلوق من طين ، أن الله نفخ فيه من روحه ، وأسجد له ملائكته الكرام ، وعلمه الاسماء كلها، وبهذه النفخة نال الكرامة ، والمكانة ، في الكون ، فسخر كل ما في هذا الكون من أجله ، واستحق الخلافة في الارض،ومع ذلك ينسى هذا الانسان حقيقته وأصله ، ويتنكر لقيمته المعنوية وكرامته الروحية ، التي بها نال شرف الاستخلاف والتمكين في الأرض.

ولو أنه آمن بالله ، وعبده وحده لا شريك له ، وأجاد الربط في حركته في الحياة ، بين المادة والروح ، لأنتج التوازن في مسلكه في الحياة ، لأنه عندئذ يكثر من النظر إلى ما عند الله ، والشوق إلى جنته ، فتبنى الحضارة بتوازن ، ويقترب الانسان -بالإيمان بالله- من تكامله ،الذي ينشده ،وتصبح الأرض جنة فانية ، يعبر منها إلى جنة الخلد في الآخرة.

إذا كان الجسد-الجانب المادي- يجذبك إلى الارض ، ويحاول أن يؤصل في وعيك مع الشيطان أن هذه الارض هي منتهى وجودك وأن لابعث ولا حساب ولا نشور ، فإن الروح تغالب هذه الجاذبية لتجذبك نحو السماء -حيث كنت من قبل- إذ حسد الشيطان أبوك آدم ، فأغراه بالمعصية من باب غريزة حب التملك والخلود ، وما بين جاذبية المادة نحو الأرض ، وجاذبية الروح نحو السما-الجنة- يكون التوازن ، وفق الرؤية القرءانية والسنة النبوية - فتعمل في الارض صالحا ، مبتغيا رضا الله ، وجنته ، في توجه إبراهيمي فطري أصيل"إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ" صدق الله العظيم

الحجر الصحفي في زمن الحوثي