كم أنت عظيم يا وطني بلا كهرباء..

كتب
الاثنين ، ٢٥ يونيو ٢٠١٢ الساعة ١٠:١٤ مساءً
عاصم الشهاري كم أنت عظيم يا وطني هذه الكلمة التي نرددها صغار، كباراً، في منازلنا ، في حاراتنا، نذهب إلى خارج البلد ونقول عظيم يا وطني نرى حداثة البلدان الأخرى ولا زلنا نرددها نبحث عن شمعة تضيء ليالينا ولا زلنا نردد عظيم أنت يا وطني نبحث عن ثمن الخبز لليلة واحدة ولا زلنا نقول كم أنت عظيم يا وطني ننتظر لنقبض رواتبنا لنقاضي بها ديوننا، ولا زلنا نردد عظيم أنت يا وطني نبحث كل صباح عن خمسين ريال ثمن ركوب الباص ولا زلنا نردد عظيم أنت يا وطني .. لازلنا نزخرف هذه الكلمة بمعاني الوفاء لأننا أوفيا لوطننا العظيم أصبحنا نكتبها على جدران منازلنا وفي خنادق وسراديب وطني المخفية التي لا يعرفها سوا ذلك الشعب البائس ذلك الشعب الصابر ذالك الشعب الذي لا يرضى بأن ينزل رأسه للأرض . كم أنت عظيم يا وطني لكن ألا ليت حكوماتنا تفهم تلك الكلمة التي لا يعرفون ما تعني ألا ليت مشايخنا يعلمون ما تعني ألا ليت قبائلنا تعلم ما تعني تلك الكلمة التي لم ترصع بالذهب والماس بل رصعت بروعة وجمال ذلك المواطن اليمني البسيط.. ذلك المواطن الذي لا يعلم الوحشية التي تولد بغابات الوحوش بالرغم انه يعيش بإحدى تلك الغابات التي لا يعيش فيها إلا الأقوياء، لكنه لا يستسلم لأوجاع زمنه ولأوجاع حياته، ذلك المواطن الذي تراه يبتسم في كل مكان في الشارع والباص والسوق وفي منزله ترى تلك الابتسامة العريضة التي أسكتت الجوع والبأس والهموم تلك الابتسامة التي هزمت أوجاعه وهمومه ذلك المواطن الذي يشبع جوعه بابتسامته ذلك المواطن الذي يضيء ليلته ليس بالشموع بل بابتسامته تلك الابتسامة التي تربى أولاده بها وليس بالمال .... تلك الابتسامة التي سحقت كبرياء كل حاقد سحقت كبرياء كل مسئول يعبث بخيرات أولائك المواطنين سحقت آلام الوطن سحقت شموخ كل متعال على الوطن سحقت كرامة كل فاسد.. ذلك المواطن الذي يبيع رزم أوجاعه من خلال عربية ابتسامته ولا يعود الليل الا بعد نفاذ كميته.. ليعود إلا بيته ويأكل ذلك الرغيف مع أسرته لينام مبتسماً ويصحو مبتسماً على أمل أن يرى الضوء الحقيقي لتلك الكلمة التي تربى عليها عظيم أنت يا وطني، وأن يلامس ثمار هذه الكلمة .. لكي يقطفها ويترك بذورها لتنمو من جديد ليكون هناك يمن جديد فعلا وليس قولاً.. كم أنت عظيم يا وطني وستظل عظيم يا وطني رغم أننا نسينا معنى كلمة كهرباء والتي لا يعرف معناها إلا أولئك المسئولين الذين يعيشون على تلك المواطير التي لا تحتاج إلا أي مواد بترولية ولكنها تعمل بالواير لس الخارجي ولكن لا أبالي فابتسامتي سأضيء مدينتي، بابتسامتي سأضيء مستقبلي، بابتسامتي سأضيء منزلي، بابتسامتي سأهزم أوجاعي، وبها سأرفع من كبريائي.. كم أنت عظيم يا وطني.... كم أنت عظيم يا وطني..  
الحجر الصحفي في زمن الحوثي