عوض كشميم || الرئيس ( هادي) لم يعد هادئا !!

كتب
الخميس ، ٢١ يونيو ٢٠١٨ الساعة ١٢:١٧ مساءً

امتزج  الخيال  بالواقع   في  مرحلة  مفصلية  من تاريخ  اليمن  السياسي  شديد  الصعوبة  فترة  تحولات  عاصفة انعكاس  لحركة  ذات طبيعة راديكالية  شهدتها  بلدان عربية وازنة  .

تسلم  المارشال (هادي)  مركز  القصر الرئاسي بعد مضي  اكثر من عشرين  عاما يشغل  نائبا للرئيس  السابق ( صالح) ...

 قبول  الرئيس  (هادي)  رئيسا  كان قرارا شجاعا  وتحديا بل ومخاطرة  مقارنة بارث تركيب  بنية  النظام  العسكري  والقبلي  الذي صنعه  صالح  وبقية  القوى  المتحالفة معه  طوال ال 33 عام من فترة حكمه  ..

غير ان  الرجل  بصمته  المعهود ورزانته  كان  على  دراية   بعد عميق  بطبيعة   الآليات  التي  كان يدير بها سلفه  البلد ذات  التناقضات  السياسية والمذهبية   وتأثير  الخارج الإقليمي  على  مسار إدارة البلد  وتطوراته .

مغامرة  التي  تحدث  عنها ذات  يوم  بشكل علني  قائلا :  ( انه  وافق  على ان يكون  رئيسا لان  الآخرين رفضوا  ودافع  قبوله  يقول  انه  الوطن )

بالنظر  الى  طبيعة  التحركات  العسكرية   لاستهداف  رمز  الشرعية  من قبل  طرفي  الانقلاب  لم تتوقف حتى  وصولها معاشيق  عدن   مستهدفة حياته  وملاحقته  غير انه  تحمل  صبرا  لا يطاق  في ظروفا حرجة  لإدراكه  ان  القضية  من  الانقلاب  على مؤسسات  الشرعية  لم تعد  شانا يمنيا داخليا  بل   سايواجهها  الاقليم العربي والمجتمع  الدولي  طالما  ان  عملية التوافق حظيت  بإشراف  خليجي  .

فكان  احتلال العاصمة عدن  ومحيطها  مشهدا  جديدا في فصول  التحول  في  معادلة  الحرب   بتدخل  إقليمي  عسكريا من قبل  التحالف العربي  في ظل   حاضنة  شعبية متجذرة للمقاومة الشعبية  في  عدن   مناطق  الجنوب  حيث تمكنت من  طرد مليشيات  الحوثي  وحليفه  السابق  شر طردة من  الجغرافيا  الجنوبية .

عاد  الرئيس (هادي)  الى عدن  ليواجه  وضعا  عسكريا وسياسيا  مختل  ومنقسما أيضا  بعد صراع مرير  بين  فصائل المقاومة وتشكيلاتها  العسكرية  بسبب غياب  مشروع رؤية  للتوافق  لدى  الإطراف  المنتصرة  التي غلبت طابع  التفرد والسيطرة والنفوذ  بدوافع  ذاتية ابعد ماتكون وطنية  فيما بعضها  تماؤل او تفرش مشروعا سياسيا  يتعارض  والهدف  الذي  استدعاء تدخل التحالف العربي .

بين  المشهدين  المتعارضين  وتأثيراتها على مجريات  الحرب   تعامل  (الدنبوع) كما يلقبه  إعلام  التواصل  الاجتماعي  ببعد شديد وصبر منقطع  النظير  درجة تحمله  رفض هبوط طائرته  مطار عدن  ووصل الى منعه من  الانتقال  الى عدن  كل  هذه  الاستفزازات  قابلها  بموقف عقلاني وناضج ومسئول  لم يواجههم بردة فعل  غير بعض التلميحات  وشيئا  من  القطيعة  مع طرف  من التحالف  ولم يكون فاجرا في خصومته وكذلك  لم  يذعن  اثبت  انه  رجل عنيد  صامتا  لا مثرثرا  حتى  تغيره بوصلة  الموقف  مع  طرف  ما في  التحالف  ليقابلها  المارشال  بشي  من  ابتساماته المعهودة  حين  تطلب  ذلك .

هذا  الرجل   الذي يحاط بغموض  في تفاصيل حياته  خاصة  منذ  نشأته  تكشف  جيناته  الوراثية  بانه  شخص  نادر التكوين   حين  يتعامل مع  ملفات  حساسة   مما يعكس  حجم  إلمام ومعرفة  ماذا  يريد الطرف  الأخر .

فتخيلوا من  لم يجد له  منطقة  يقيم فيها داخل  بلده  الى   نقل  العمليات  العسكرية  الى تخوم صنعاء  ويحرر مراكز حيوية في الحديدة  ومديريات  واسعة في  حجة وصعده !!

لا يوجد مثير الدهشة  في عقلية خبير عسكري من طراز رفيع   عندما تسند له  إدارة  مهام  في  صلب اختصاصه  وقدراته  لإدارة  العمليات  الحربية   بحكم  تجربته   في  الحرب  ...

تشعر  من الوهلة  الأولى  ان  الرئيس (هادي) لم يعد هاديا  الا  في  أوقات  الحرب  .. وفي المقابل  يكون أكثر  من مقاتلا  عندما تستدعي  الأوطان  ربط الجاش وإقامة  المتاريس .
 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي