التعاون الدولي من أجل الظلم

محمد قشمر
الأحد ، ١٠ يونيو ٢٠١٨ الساعة ٠٧:٣٨ صباحاً

حقيقة ً قد يستاء الكثير مما أكتب خصوصاً في موضوع التجاهل الدولي غير المفهوم تجاه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان خصوصاً التي تحدث في دول العالم الثالث وفي اليمن بشكل ٍ أخص ، الكثير من الدارسين والعاملين والباحثين في مجال حقوق الانسان و الانتهاكات الجسيمة لها  ينتابهم الكثير من الشعور المؤلم لما تمر عليه كثيراً من الحالات التي تنهشها الانتهاكات بعلم المنظمات الدولية والدول الراعية للحقوق والحريات وما نسميها بالدول المتقدمة .
الكثير والكثير من الانتهاكات التي تحظى برعايةٍ دولية لأن استمرارها قد يدر الكثير من الأموال الى حساب الدول المصنعة لألالت الدمار والتجريف للبشرية .


كما ان تلك الانتهاكات التي حرمها وجرمها القانون الدولي الإنساني والعام والتي تحدث بشكل ٍ دائمٍ ومستمر يكون فيها المنتهكين عبارةً عن قادةٍ وسياسيين يحظون برعاية دولة ٍ ما لا يقوى دعاة الحقوق ان يقفوا أماهم، أو أن أولئك المجرمين يتم التعويل عليهم بإثارة الحروب والآفات من أجل إثارة الدول المانحة لزيادة تدفق الدعم المالي الى المنظمات التي تدعي اهتمامها بتلك الحقوق والحريات التي تم انتهاكها بالشكل المخيف وأمام أعينهم . 
الكثير من الحالات الإنسانية التي عرضت على المجتمع الدولي والتي خرجت من السجون والمعتقلات التابعة للميليشيا الحوثية والتي أظهرت صورة وحشية في التعامل مع سجناء الرأي والفكر وعشاق الحرية . منها على سبيل المثال لا على سبيل الحصر الصحفي أنور الركن وهذه الصور لو أنه بدى اليسير منها في دولةٍ متقدمة لقامت الدنيا ولم تقعد لان الانسان له قيمته الحقيقة التي يجب أن تكون . ان الصور التي عرضت لم تحرك ساكناً في ووجدان تلك الدول لان المنتهكة انسانيتهم ينتمون لدول العالم الثالث، لليمن المسكين بل وفوق هذا يسعى المجتمع الدولي ممثلاً بمبعوث الأم المتحدة مارتن بالتقرب الى الحوثيين وحثهم من أجل أن يعودوا الى طاولة ( الحمار) طالبين منهم وراجين ومتسولين ان ينساقوا لما أقره العالم وقراراته الدولية عبر الأمم المتحدة،  وأن يعود الحوثين مشكورين الى حضنهم ويكونوا جزءاً من الحل السياسي الذي لن يدوم . يطلبوهم أن يكونوا شركاء في الحكم لا أن يقودوهم مكبلين بجرائمهم الجسيمة الى المحاكم الدولية انتصاراَ للقيم الإنسانية الدولية . بمعنى أوضح بأن المبعوث يسعى لأن يحقق كسب ذاتي بتحقيق سلام غير عادل على حساب اليمن والإنسانية عموماً في اليمن التي لا تهمهم بقدر ما يهتمون لنجاحهم الدبلوماسي المفرغ من الحق ومن الإنسانية  .
استطاع المجتمع الدولي أن يقنعنا بأن الحقوق والحريات ليست أكثر من عذرٍ يستخدمه لما يريد قضائه من أغراضٍ تساهم في بقائنا في دائرة الصراع الذي يخدم المصلحة العليا للشيطان فقط ولشركائه أينما كانوا .
لا اتحدث بعاطفتي عندما اكتب عن جرائم الحوثيين وعن تواطؤ وتعاطف وتعاون المنظمات الدولية والمجتمع الدولي معه . ولست منفعلاً بعدما رأيت أنور الركن يتحول من كيان بشري الى كيان شبه بشري أكلت الميليشيا الحوثية لحمه لأنها لم تستطع أن تصل الى فكره وحريته .

لا اتحدث عن البغاء السياسي في أروقة المجتمع الدولي الذي يخطط دائما لجعلنا أداته المفضلة في تكسير القانون الدولي الإنساني والعام وتحويله الى رمادٍ ينثره مارتن جريفتس في عيوننا لنرى ما يراه هو وأصدقائه الامريكان والأوروبيون من القادة والسياسيين ورجال الاستخبارات .مع خالص احترامي وتقديري للشعوب .
أنور الركن جسد حالةً إنسانية تستثمرها القلوب الخبيثة للترويج لسلامٍ هش لا يعترف فيه حماة الجلاد بالقضية ولا يعترفون بالحقيقة ولا يعترفون بالسلام الا من خلال عدساتهم المقعرة .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي