رسالة إلى فخامة الرئيس هادي

عبدالناصر العوذلي
الخميس ، ٠٧ يونيو ٢٠١٨ الساعة ٠٥:٥١ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة الى الوالد العزيز فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي.  حفظكم الله وعافاكم

انتم ميزان العدل لأبناء الشعب بما استحفظكم الله من أمانة وبما خولكم من سلطة وبما اعطاكم من مكانة   وأنتم ولي أمرنا شاء من شاء وأبى من أبى  فلقد منحكم الله هذه المكانة وانتم أهل"   لذلك فقد قدتم البلاد في أحلك الظروف وتحملتم على عاتقكم هذه المسؤولية  وصار الشعب اليمني أمانة بين أيديكم  ويشهد الله عليكم وهو خير الشاهدين فإن انصفتم فإن الله يحب المنصفين فغايتنا وغايتكم   بناء دولة عظيمة يتساوى فيها ابناء الشعب اليمني تحت راية واحدة وتبنى فيها المشاريع والبنى التحتية وينهض فيها الاقتصاد  ويعم فيها السلام  نعلم أنكم أردتم أن يكون اليمن دولة ترتقي إلى مصاف الدول التي سبقتنا بالنهضة  كان هذا حلمكم واملكم وهو حلمنا وأملنا  ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن  وكان المتربصون كثر والمرجفون في المدينة الذين قوضوا دعائم الدولة واسقطوها  لسلالات لاتحب الخير لليمن أرضا وانسانا

فخامة الرئيس
 إن مشروعكم في بناء الدولة كان غاية آمال الشعب اليمني الذي رأي فيكم الصدق والوفاء والاخلاص ولذلك خرجت الجماهير في 21 فبراير 2012 الى صناديق الاقتراع وهي تحمل معها أحلامها وآمالها في بناء دولة جديدة وعهد جديد  يرتقي فيه الوطن والمواطن ويعم فيه الخير والسلام  فلقد عانى الشعب طيلة سنوات الوحدة كل  الإخفاقات والارهاصات وعمت الفوضى وتشكلت مراكز القوى التي حرفت مسار الوحدة وتنفذت على خيرات البلاد  وقسمت المجتمع إلى قسمين وتعاملت بمناطقية وطبقية مقيتة ولم يتساوى فيها الشعب بل كان هناك تمايز طبقي مناطقي  ولم يكن هناك إلا حكم الفرد والمركزية القاتلة

فخامة الرئيس  إن الشعب اليمني يعلم أن النظام السابق تآمر مع الحوثيين لإسقاط مشروعك الكبير في بناء  اليمن الكبير ايضا والتاريخ يسجل أن من جلب الكهنوت ورهن البلاد هو من فقد السلطة المطلقة التي كانت في يده وانتقم من الشعب الذي خرج يقول له ارحل لقد كانت الخيانة من رموز النظام السابق مع شراذم الكهنوت الذين أرادوا إجهاض كل ماتمخض عن مؤتمر الحوار لأنهم رأوا في وثيقة الحوار مشروع بناء دولة لامركزية فيها ولا دكتاتورية بل نظام فيدرالي راق ينظم كل مفاصل الدولة ويعطي للأقاليم حقوقها في السلطة والمال 

فخامة الرئيس 
أن وثيقة الحوار  لاينبقي أن تظل حبيسة الإدراج  فهي نتاج عمل مضني للمكونات السياسية 
 وارجو أن تعلنوا العمل بها وتدشين  الاقاليم في المناطق المحررة وإعلان المحافظات التي مازالت مع الحوثي بأنها محافظات محتلة إيرانيا وسنكافح من أجل تحريرها  ولكن   لماذا لا نصنع انموذجا راقيا في هذه المحافظات  المحررة ونثبت فيها دعائم الأمن والاستقرار وندفع بعجلة التنمية لنظهر للعالم أننا نستطيع أن نبني ونحارب  يد تبني وأخرى تحارب  لدينا 85٪  من الأرض ولدينا مثلها من الثروات وتستطيعون  أن نديروا الدولة من خلال تفعيل المؤسسات الإيرادية وإعادة تفعيل الهيئات والمؤسسات الخدمية فالعالم  يريد أن يرى مدى جديتنا في إعادة البناء والتنمية وصنع القرار السياسي القوى فأنتم تستمدون شرعيتكم من الشعب اليمني الذي أولاكم هذه المهمة وهو يتطلع اليكم لإنقاذه من هذا التردي الذي طال   كافة المحافظات 

فخامة الرئيس
لقد تردى وضع اليمن واليمنيين وأصبحت البلاد ترزح في قياهب الظلمات وانعدمت كل سبل الحياة وجاع الشعب وتعرى وضاع أبناءه ومستقبلهم  وعاد الوطن إلى بدايات القرن العشرين من التخلف و اختفت مظاهر الحضارة  وغابت الحياة الكريمة عن  اكثر جماهير الشعب و كل هذا التردي  كان بسبب  تواجد الحوثيين في السلطة وهم من ارهق البلاد والعباد وآن الاون لهزيمتهم ودحرهم واستعادة كرامة الأمة  لماذا تتوقف العمليات العسكرية كلما وصل الحوثيون الى نهايتهم السحيقة ولماذا تتدخل امريكا والأمم المتحدة للحفاظ على هذه الجماعة الباغية نحن نريد حسما يقصم ظهور أولئك الكهنوتيون السلاليون  افرضوا سياسة الأمر الواقع شاءت امريكا ام ابت فالشعب لم  يعد يستطيع الصبر في هذه الظروف  وهذه الحرب التي دمرت كل البنى التحتية للبلاد وأحالت اليمن إلى قاعة صفصفا  هذه الحرب المشؤومة  التي انعكس بؤسها على شعب اليمن المسكين الذي يصارع من أجل البقاء على قيد الحياة في ظروف صعبة للغاية

فخامة الرئيس 
 أن شعبك ينظر اليك كمخلص له من  بعد الله من هذه العصابات الكهنوتية الشعب وصل إلى أسوء مراحل الحياة وهو يقول لك 
فإما حياة تسر  الصديق وإما ممات يغيض العدا فلم يعد يطيق البقاء في ظل حرب أكلت الأخضر واليابس وهو المتضرر الوحيد من هذه الحرب

فخامة الرئيس 
نحن معك حيثما تمضي نآزرك ونشد عضدك  فدشن لنا دولة الأقاليم وفعلها في كل في شبر تحرر من سلالات الكهنوت  واصنع لنا نموذج للدولة الاتحادية نموذجا  يحتذى به وأجزم  بل وأقسم بالله أننا إذا فعلنا  الأقاليم وثبتنا فيها النظام والقانون  أقسم أن المحافظات التي مازالت تخضع للحوثي ستخرج في ثورة عارمة للقضاء على الحوثيين في الطرقات والمؤسسات والهيئات وسيسقط الحوثي تحت اقدام الشعب الذي لن  يرهن مستقبله مع عصابة عندما  يرى بأم عينيه التنمية والرخاء  وروح  الدولة والنظام والقانون 

فخامة الرئيس
ارسل اليك رسالتي هذه    راجيا من الله أن تصلك وانت في صحة وعافية  وان تطلع على فحواها  فوالله ماأريد بها إلا وجه الله  فهي قراءتي للواقع واستشفاف لما آل إليه وضع اليمن واليمنيين

ودمتم في خير وسدد الله خطاكم إلى طريق لما فيه خير الأمة

كتب✍  ولدكم
عبدالناصر بن حماد بن احمد العوذلي
7 يونيو 2018

الحجر الصحفي في زمن الحوثي