من سيسكن البيـــوت؟

كتب
الخميس ، ٢١ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٢٨ مساءً
هند الإرياني إذا رزقك الله بالكثير من الأموال ماهو أول شيء ستقوم بشرائه؟.. سأجيب أنا عنك، بالطبع ستقوم بشراء أرضية لبنائها، أو بيت جاهز، وإذا كان لديك بيت فإنك بالتأكيد ستشتري بيتاً آخر وتقوم بتأجيره، وإذا لم يكن لديك المال الكافي لشراء منزل إضافي لتأجيره ستقوم ببناء طابق ثانٍ وتؤجره، وكل ما رزقك الله أكثر ستقوم بشراء بيوت أكثر وأكثر ... الكثير من اليمنيين يستثمرون فلوسهم في الأراضي والبناء والبيوت، والسؤال هو :عندما تشح المياه، ويموت الزرع، ويتداعى الإقتصاد ، من سيسكن هذه البيوت؟. بيوت بيوت بيوت.. الكثير منها، من أصغر بيت لأكبر قصر، وتلتفت لتبحث عن مشاريع أو تطوير في البنية التحتية فلا تجد شيئاً..مجرد بيوت..وشعب يعاني الفقر.. في اليمن نعيش بفكرة المؤقت، لا نفكر أبداً على المدى البعيد، عندما نفتح أي مشروع فهو غالباً لا يتطور ، ربما يبدأ كبيراً ثم مع الوقت يتدهور لأننا ببساطة لم نضع له خطة طويلة المدى، عندما نطلب معونات خارجية فأغلبها مشاريع أيضاً مؤقتة تنقذ المستهدفين ولكنها لا تساعدهم على المدى الطويل، حتى الأفكار تجدها قصيرة المدى، نناقش الكثير من القضايا في جلسات القات وتنتهي القضية بإنتهاء الجلسه وبدون إيجاد أي حلول. عندما ترى صناع القرار في اليمن منذ الماضي وإلى الآن تجد أن تفكيرهم دائماً محصور في السيطرة على الحكم والكرسي ، أي أن الهدف شخصي بحت وليس له علاقة بتنمية البلد ، وهذا عكس مانراه في الدول الأخرى، فمثلا ًدولة مثل ماليزيا كان رئيس وزرائها محمد مهاتير قادراً على النهوض بها ومع ذلك انتهت مدته كرئيس وزراء وأتى غيره ولكن البلد ظلت كما هي تنعم بإقتصاد جيد لأن هناك خطة طويلة المدى للبلد وإقتصادها، هل حدث أو يحدث هذا اليمن؟ بالطبع لا.. أعلم بأن اليمن يعاني الآن الكثير من التراكمات والمشاكل السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وفي وضع غير مستقر يصبح من الصعب التفكير في مشاريع استثمارية، ولكننا نرى التدهور في الوضع الإقتصادي يزداد يوماً بعد يوم ، ونسبة الفقر أصبحت مرتفعة جداً، ولن ينفعنا أن نظل نشحت من الدول الغنية ، لذلك يجب عمل خطة اقتصادية طويلة المدى وأن لا نظل هكذا تائهين في دوامة المشاكل السياسية والشعب يقضى وقته في مضغ القات والحديث عن السياسة بدون إيجاد أي حلول، وإلا فسيجد اليمني نفسه في يوم من الأيام بلا ماء ولا غذاء وقتها لن يكون للبيوت التي بناها أي قيمة تذكر.. أتمنى الخير لبلدي وأن لا نصل إلى هذا اليوم أبداً.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي