صفاء هزاع ..عطاء لن يموت

محمد قشمر
الاربعاء ، ٢٥ ابريل ٢٠١٨ الساعة ١٠:٥٤ مساءً

اشتعلت تعز نيران صديقة وسالت دماء زكية بين الأخوة ورفقاء السلاح وسقط الأحرار والبسطاء، كما سقطت بعض الأقنعة من وجوه لم تعترف بعد بكيان تعز الحر.


الرصاص الذي كانت الجبهات في أمس الحاجة اليه توجهت الى صدر المدينة الحرة وأبنائها، كان لصفاء هزاع الروح الإنسانية الراقية الساعية بالخير والتي تبذل جهدها الكبير بعيداً عن كل الأضواء لخدمة المحتاجين والبسطاء والفقراء والمعوزين نصيباً من تلك الرصاصات التي لم تكن طائشة لأنها خرجت من الفوهات بقصد لا يمكن أن ينكره صاحبه.


صفاء هزاع التي استقرت في أحشائها رصاصة الأنانية الكريهة ومزقت أحشائها الطاهرة التي تجوع من أجل أن توفر شيء لمن يحتاج الى شيء من قوت كافأتها البنادق بطلقة لا تعترف بالإنسانية التي تحملها صفاء لتحاول أن تسكت صوتها الحنون وهي تناشد الجميع من أجل توفير ما يلزم للمحتاجين خصوصاً قبل شهر رمضان المبارك ، سقطت صفاء وهي تجري كأمٍ تبحث لأبنائها عما يسد رمقهم وسقطت وهي تنادي من أجل ماذا يقتل أبناء تعز بعضهم بعضا .؟ 


طالعت منشوراً لـ (ماما منى لقمان ) تلك الروح التعزية الصافية وهي تناجي صفاء التي كانت دائمة السعي عندها لتوفير احتياجات الأسر الأشد فقرا وكان المنشور يحمل الآماً لا توصف وكلمات خرجت من قلبٍ تلظى بهذه الفاجعة ، كيف لا وهي تعلم من تكون تلك الصفاء الأنثوي البسيط الطاهر الذي كسر قيود الخوف وانطلقت لتكون يداً حانية ً في زمن الغلظة والفجور .


صفاء هزاع التي ترقد حالياً في العناية المركزة والتي نسأل الله أن يمن عليها بالشفاء العجل هي واحدة ً من حرائر تعز وهي تمضي بثباتٍ في درب العطاء الممتد على جسد اليمن المنهك ، تمضي على نفس الدرب الذي مضت فيه الشهيدة رهام البدر والتي استشهدت وهي تقوم بواجب عظيم تجاخ اليمن عموماً وأبناء اليمن .


صفاء هزاع روح يمنية تقاتل الجوع والفقر بعزيمتها واصرارها على النصر على الواقع المرير وهي جزء من منظومة الشرف الانثوي في محافظة تعز ، المنظومة التي تضم في جنباتها نجوم نسائية شامخة في سماء الإنسانية والعطاء الإنساني النادر ، هي رفيقة الحرائر الاتي يجُدن بكل ما لم يجُد به الرجال ، صفاء هزاع جزء من عظيمات تعز كحياة الذبحاني (وماما منى لقمان ) نبض مؤسسة ويطعمون ونسيم العديني والهام وسميرة وغيرهن من صاحبات العطاء النادر في زمن الحاجة والإجحاف . 


أناشد كل حر من القيادات اليمنية والتعزية على وجه الخصوص وبالأخص السيد محافظ المحافظة أن يقفوا وقفة جادة مع صفاء هزاع في هذه اللحظات الحرجة وان يبذلوا قصارى جهدهم لتوفير العناية الصخية التي تحتاجها لتعود الى أزقة تعز التي تعشق أقدامها الساعية بالهير على الأعزاء القابعين في بيوتهم ينتظرون ما تأتي به صفاء وأمثالها .


كما أوجه المناشدة الى المتقاتلين أن يقدموا مصلحة تعز على كل مصلحة وأن يسمو فوق الصغائر من أجل أن تعيش تعز وأبنائها عيشة تليق بالحرية والكرامة المنشودة .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي