تعز أكبر يا بشر

محمد قشمر
الثلاثاء ، ٢٤ ابريل ٢٠١٨ الساعة ٠٨:٠٦ مساءً


بدأت في محافظة تعز الحملة الأمنية المصغرة لإعادة شيء من وجه تعز الى مكانته وطبيعته . قرار المحافظ بتوجه بعض الوحدات الى مقراتها خاصة الواقعة في منطقة (العرضي ) هي محاولة جادة لإثبات وجود الدولة وتمكينها من القيام بواجباتها كما يجب وينبغي ، القرار بحد ذاته إيجابياً ويستحق الدعم والتأييد لما فيه من مصلحة ٍ عامة ستعم على تعز وأبنائها . المفاجأة والطامة والكارثة أن تجد من يقف رافضاً وبقوة السلاح الى عودة تلك المؤسسات الى حضن الدولة، وأن تعود القيادات الى مقراتها الرئيسية لإدارة الوضع المأزوم في المحافظة المحررة. 
اشتد الصراع من أجل الذات الفانية المنتهية الغبية ومن أجل المصالح الشخصية الضيقة ، مخالفة محافظ تعز والاعتراض على قراراته هو نوع من الفساد في الأرض المشابه والذي قد يفوق فساد الانقلابين ، فالكل سواء في السيطرة خارج ألأطر الرسمية والشرعية للدولة ممثلة بقياداتها المختلفة ومحاربة هذا التوجه هو محاربة واضحة لتطبيع الحياة في محافظةٍ عصية ِعلى الموت مثل محافظة تعز ، ماذا يريد أولئك المعترضين على قرار المحافظ وما هي مصلحتهم بإشهار أسلحتهم التي كنا نأمل أن توجه لحماية وتحرير تعز من دنس الرجس الإنقلابي . من الذي يقود هذا الرفض بقوة سلاحه الذي حصل عليه لهدف تحرير المدينة من عبودية السيد ليكون هو سيداً آخراً يحمل فكراً يأبى الخروج الى النور. من يقتل من ولأجل من؟ 
وجدنا حالة من الذعر وحالة من الأسى والحسرة ترتسم على وجوه كل من كان يأمل بأن تتخلص تعز من جرثومة الانقلاب وأن تتطهر منهم وأن يفك عنها الحصار الجائر خصوصاً أن المنقلب الجديد هو من أبناء تعز الذي حمل السلاح للدفاع عنها في يوم من الأيام ضد الحوثة ومن والاهم . 
دماء الشهداء لم تجف بعد فكل من قاتل لأجل قضيته ووطنه من كل الأطراف خصوصاً تلك التي تعيق استكمال استلام المواقع والمؤسسات الحكومية ستبقى كابوساً يؤرق مضاجع الخونة الذين قاتلوا من أجل أن يسلبوا تعز وكرامتها وأمن أبنائها.


تعز لا تستحق أن يكسر ظهرها من ظنت أنه جزء من حماتها ورعاة الحق فيها ،أيها الحمقى تأكدوا أن السلاح في أيديكم سيقتلكم يوماً ما كما قتل الحمقى من قبلكم عندما باعوا أوطانهم بثمن ٍ بخس. 
ما تم تحريره من قبضة الحوثيين وضحى من أجله خيرة شبابنا لم يكن من أجل أن تتملكوه أنتم بل من أجل أن يعود الى حضن الوطن فيستقي منه جميع المواطنين. 
احذروا فإن للخيانات أوجه عدة. ولن يبقى للخونة من حطام الدنيا غير الذكر السيء. تعز أكبر من كل هذا الإفساد.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي