استعادة الدولة

كتب
الثلاثاء ، ١٩ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٦ مساءً
  عبدالله دوبله ليس مهما هذا النصر الذي حققه الجيش في أبين وحسب، بل كان حاجة ملحة في هذه المرحلة التي تمر بها البلد. فقيمة ما يمثله الحدث أعظم من قيمة النصر في ذاته، فهو أكثر من نصر وأكثر تأثيرا من المساحة التي جرت عليها المعركة، أرضا وفكرة.. فليس الأمر أن القاعدة انهزمت في أبين أو أن الجيش استعاد سيطرة الدولة على بقعة من الوطن كأي وظيفة طبيعية لأي دولة وأي جيش. بل أن دولة يتوقع لها الانهيار بدأت في استعادة حضورها وفكرتها كدولة. يمكن القول أن هناك رسالة مهمة نقرأها من الحدث ،كما يجب أن يقرأها أولئك الذين يعيشيون على أوهامهم خارج فكرة الدولة، ومن يحضرون على حسابها، وهي أن تلك الأوهام لم تعد ذات أفق في المستقبل، أو حظوظ، أو للدقة أقل كثيرا مما كانت تبشر به التوقعات على الأقل. فليست القاعدة وحدها من أغراها ضعف الدولة والأزمة التي مرت بها البلد العام الماضي، لتبادر إلى فرض سيطرتها على أبين، في وهم ظنت أنه سينتهي بها إلى السيطرة على كل اليمن، بل هناك آخرون أيضا انتعشت مطامعهم لوراثة الدولة، وكان يمكن أن يخلق الكثير من هؤلاء الطامحين مع كل جزء من البلد يسقط في أيدي القاعدة أو الحوثي. أن تستعيد الدولة أبين الآن بعد أقل من أربعة أشهر على انتخاب رئيس الجمهورية الجديد، وفيما لا تزال عملية توحيد وهيكلة الجيش لم تنته بعد، يبدو الأمر مشجعا لفكرة استعادة الدولة في تلك المعادلة التي يتراجع في طرفها الآخر تلك المشاريع والأوهام التي تحضر على حساب تراجع الدولة. لا أقول هنا أن القاعدة ستنتهي إلى الأبد، أو أي من تلك المشاريع المماثلة، سيتطلب الأمر وقتا من المعالجات الشاملة والطويلة الأمد فكريا ودينيا واجتماعيا واقتصاديا.. الخ، ما يمكنني قوله هو أن فكرة الحضور على حساب الدولة أي كان من يمثلها هي في تراجع الآن، فثمة رسالة قادمة من أبين ومن الجيش من المهم فعلا قراءتها جيدا.. [email protected]
الحجر الصحفي في زمن الحوثي