تحرير حيس هجمة مرتدة وعاملان سلبي وايجابي

محمد القادري
الثلاثاء ، ٠٦ فبراير ٢٠١٨ الساعة ٠٣:٤٦ مساءً

 

قيام الدولة الشرعية والتحالف العربي بعملية تحرير مديرية حيس ثاني مديريات محافظة الحديدة ، كانت بمثابة هجمة مرتدة من قبل الشرعية والتحالف ، إذ ان عملية التحرير كانت مباغتة بالنسبة للحوثي الذي استسلم فيها عناصره واصبح اغلبيتهم أسرى وتم  فيها الحسم السريع ، فالحوثي كان يتوقع ان هناك ضعف في جبهات الشرعية ، وكان يعد العدة للهجوم والعودة للخوخة ليستعيد السيطرة على كامل الحديدة ، ولكنه تفاجأ بضربة موجعة داخل حيس افقدته مديرية اخرى ، والحقت فيه خسائر كبيرة في العتاد والموارد البشرية ، وقضت على القوة التي كان يعدها للهجوم واستعادة الخوخة .

عامل سلبي بالنسبة للحوثي: 
الاحداث الاخيرة التي حدثت في عدن ، جعلت جماعة الحوثي تطمح في استعادة سيطرتها على مناطق كثيرة كالمخا والخوخة والعند وغيرها ، واعتبر ذلك الخلاف الذي في الجنوب فرصة ذهبية يجب استغلالها في التقدم على ، وتوقع الحوثي ان جبهات الشرعية قد ضعفت بسبب انسحاب الكثير من المقاومة الجنوبية من الساحل الغربي إلى عدن ، وهذا ما يتيح للحوثي فرصة للتقدم نحو الجنوب واستغلال الخلافات بين الشرعية وبعض الاطراف في الجنوب ، فكما هو معروف ان اي خلافات داخل الشرعية او في المناطق المحررة لا يستفيد منها إلا الحوثي ، بينما تلك الخلافات تعتبر عامل رئيسي لعرقلة التحرير واعاقة الحسم بالنسبة للشرعية .
ولكن سرعان ما تلاشت تلك الخلافات وبسطت الدولة الشرعية سيطرتها وعادت الحياة الطبيعية لعدن ، وعادت رجال المقاومة الجنوبية لجبهات الساحل الغربي ، وتم الهجوم على حيس وتحريرها ، وهذا ما شكل اكبر عامل سلبي بالنسبة للحوثي الذي فقد فرحته بالخلافات في الجنوب وامله في التقدم الجبهات ، ويافرحة ما تمت لجماعة الحوثي .

عامل ايجابي بالنسبة لأنصار الشرعية: 
الاحداث الاخيرة في عدن ، ولدت مخاوف واحباط لدى انصار الدولة الشرعية الذين ينتظرون تحرير اليمن كاملها وعودة الدولة على كل مناطقها والتخلص التام والنهائي من الانقلاب الحوثي وطغيان جماعته ، فأحداث عدن جعلتهم يتخوفون من تجزئة الوطن وبقاء الانقلاب قوياً في المناطق التي يسيطر عليها ، ولكن تحرير حيس جاء ليولد اكبر عامل ايجابي لدى انصار الشرعية ويشحذ عزائمهم ويقوي همهم ويبعث فيهم روح التفاءل والامل نحو التوجه لاستعادة اليمن بكاملها وتخليصها من المشروع الإيراني ، وعاشت الدولة الشرعية بقيادة الرئيس هادي ، وعاش الاشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة السعودية.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي