اليمن.. ليس صكوك غفران..؟!

كتب
الاثنين ، ١٨ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:١٥ مساءً
  أحمد الفقيه  عُرف الشعب اليمني منذ القدم بأنه شعبٌ صبور.. جسور.. عنود هصور.. خاصةً عندما تُمس كرامته.. أو تُهدد قيمه.. أو يُعتدى على وطنه .. لذلك ينبغي علينا أن نحترم قدرات وامكانات وكفاءات الآخرين، ونعترف بابداعاتهم وبصماتهم المتميزة في الحنكة السياسية والعسكرية والدبلوماسية.. إذاً لا داعي لنفخ الكير في الليلة الظلماء.. ووسائل المخادعة والفهلوة لا تؤدي إلاًّ إلى نتائج عكسية.. قد تسيء إلى أصحابها بقدر ما تُسيء إلى الآخرين.. فعهد السحر والساحر قد ولًّى واندثر.. ولن يفلح الساحر حيث أتى.. ومهما حاول السحرة التأثير في عقول أو أخيلة الناظرين فلن يفلحوا.. لأن السحر باطل.. وما بُني على باطل فهو باطل.. مهما علا فلا بد له من لحظة سقوط مروع... من هنا نُدرك أهمية الحوار الجاد من أجل الخروج برؤى توافقية، وأهداف متجانسة في الدال والمدلول.. ونراجع حساباتنا القديمة بعيداً عن الثأر والانتقام...  علينا أن نحتكم إلى العقل والمنطق في معالجة أزماتنا، وقضايانا أياً كانت.. فالحجة لاتُقارع إلاَّ بالحجة.. والمنطق لا يُبارى إلاًّ بالمنطق.. والحوار الذي لا يسوده النقاش الهادئ والهادف المسؤول لا يصل إلى العقول والوجدان... لذا ينبغي أن نستجيب لدعوة آداب الحوار التي اطلقها الأخ رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي من أجل إخراج البلاد من أوضاعها المتردية.. وأزماتها الخانقة.. وأن نكون عند مستوى المسؤولية الوطنية تجاه ما تمر به البلاد من ظروف اقتصادية غاية في الخطورة.. وانفلات أمني قد يؤدي إلى عواقب وخيمة وكارثية... فالأوضاع الراهنة قد بلغت الحلقوم.. والمتآمرون حينئذ ينظرون شامتين.. وفي ما بينهم يتهامسون.. ماذا أنتم - أيها الجهابذة - فاعلون..؟! لذلك إذا أردنا مصلحة الوطن العليا فعلاً.. ينبغي بل يجب أن نخلغ عباءة الطائفية والمذهبية والحزبية بمختلف صورها وألوانها وأطيافها ونضعها جانباً قبل الجلوس على طاولة المفاوضات المستديرة، ثم نستشعر عظمة وجسامة المسؤولية الوطنية.. وخطورة المرحلة المفصلية التي تمر بها اليمن.. وحينئذ نكون قد وضعنا قليلاً من البلسم الشافي على بعض الجروح النازفة في جسد الأمة والوطن..  لذا لا بد أن نتخلَّى عن ثقافة (الأنا).. والانتماءات الضيقة التي لا تخدم إلاًّ أعداء الوطن في الداخل والخارج.. علينا أن ننطلق من مفهوم الأسرة اليمنية الواحدة.. والوطن الجغرافي الواحد.. والهوية اليمنية الواحدة.. والعقيدة الدينية الواحدة تحت سماء اليمن الواحد.. والجيش الوطني الواحد.. مهما اختلفنا في الرؤى والأفكار - هذا شيء وارد لا بد منه - لكن ينبغي أن يكون تحت مظلة المصلحة الوطنية العليا، والثوابت الوطنية وأمن وسيادة الوطن.. أما دون ذلك مرفوض جملةً وتفصيلاً.. هناك خطوط حمراء يُمنع الاقتراب منها بأي حال من الأحوال ، ولا يجوز استخدامها لأي طرف من الأطرف المتحاورة كأداة ضاغطة أو فزاعة لترهيب أو تخويف الآخر.. أو سحب البساط من تحت قدميه...  الوطن نحبه.. وكلنا نعشقه ونعمل من أجل ازدهاره وتقدمه ورقيه.. ومن كان في قلبه ذرة إيمان فليقبل ثرى هذا الوطن الغالي الحبيب، ويتناسى الخلافات والصراعات والمماحكات مهما كان وزنها وعيارها... من أجل اليمن الجديد نتصافح .. من أجل مستقبل جديد نقبل أيدي بعضنا بعضاً .. فاليمن في حدقات عيوننا، وفي سويداء قلوبنا مدى الزمن...!! وقفة تأمل: «أبحث عن سحابة خضراء، عنِّي تمسح الكآبة تحملني.. إلى براري وطني إلى حقول السوسن.. تمنحني.. فراشة ونجمة وقطرة بها أبل ظمأي وكِلمة» «البياتي»
الحجر الصحفي في زمن الحوثي