المنظمات الأممية وتجاهلها لانتهاكات المليشيات

محمد المقرمي
الاثنين ، ٢٩ يناير ٢٠١٨ الساعة ٠٣:٥٢ مساءً

 

في ظل صمت المنظمات الأممية صادرت مليشيا الحوثي منذ أبريل 2015 حتى ديسمبر 2017 أكثر من 65 سفينة إغاثية في مينائي الحديدة والصليف و567 قافلة إغاثية في مختلف المحافظات اليمنية كانت مخصصة للنازحين والمتضررين من الحرب ولم تحرك المنظمات الأممية ساكناً بل تكتفي إن خرجت عن صمتها بالتنديد بأطراف النزاع ولا تذكر الجهة التي صادرت المساعدات الأمر الذي أثار التساؤلات عن سبب غموض سياسة هذه المنظمات الأممية التي من المفترض انها تعمل تحت حماية دولية قادرة على إجبار مليشيا الحوثي على احترام القانون الدولي الإنساني.

 

وعلى الرغم من المطالبات المستمرة من قبل الحكومة الشرعية ومنظمات المجتمع المدني لمنظمات الأمم المتحدة في تغيير سياستها والظروف الأمنية الصعبة التي واجهتها هذه المنظمات خاصة في الأشهر الأخيرة فقد تزايدت حجم الانتهاكات في الأشهر الأربعة الأخيرة إذ صادرت المليشيات منذ سبتمبر 2017 م 363 شاحنة إغاثية ونهبت 6315 سلة غذائية حيث أقدمت في سبتمبر المنصرم على مصادرة 3 شاحنات إغاثية مخصصة لمحافظة البيضاء ونهبت 7 قوافل إغاثية مخصصة لمحافظة ريمة و5 قوافل إغاثية مخصصة لمحافظة تعز واحتجاز اللقاحات الخاصة بشلل الأطفال.

 

كما أقدمت في أكتوبر المنصرم على احتجاز 100 قاطرة إغاثية لمحافظة ذمار و200 قاطرة إغاثية في محافظة الحديدة و5 قطرات لمحافظة عمران ونهبت 6000 كيس قمح في مخازن التجار الموالين للمليشيات وتسجيل 943 اسماً وهميا في مديرية بني الحارث بصنعاء ونهبت المساعدات باسمهم.

وفي نوفمبر الماضي قامت المليشيات بالمتاجرة بأدوية الكوليرا في الحديدة وإب وحجة واحتجزت 13 شاحنة محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بمكافحة هذا الوباء في جمرك الحديدة؛ ونهبت 11 قافلة من المساعدات مخصصة للنازحين بمحافظة حجة وأقدمت على نهب الصيدلية المركزية في مديرية سراع بحجة وفرض غرامات مالية على التجار في إب  واحتجاز قافلة محملة بأدوية لعلاج الأطفال في الحديدة.

كما جندت المليشيات خلال النصف الأول من العام الماضي أكثر من 568 طفلا  دون سن ال18 وأكثر من 8000 طفل منذ عام 2015.


وليس خافياً على أحد بأن المنظمات الانسانية في اليمن في ظل ظروف صعبة جراء الحرب التي فرضها الانقلابيون أثرت بشكل سلبي على أداء العاملين في المجال الإنساني وأفقدتهم معايير الأداء وفق القانون الدولي الإنساني الذي يحتم عليها الحياد في العمل والانحياز للإنسان فقط؛ فقد رأينا العديد من الانتهاكات التي رصدتها المنظمات الانسانية المحلية وتجاهلتها المنظمات الأممية حيث استهدفت المليشيات المدنيين والمدن و زرعت الألغام ودمرت البنية التحتية وحاصرت المدن اليمنية وفي مقدمتها مدينة تعز المنكوبة التي شهدت حربا وحصارا لم تشهده على مر التاريخ فسقط أكثر من 3000 قتيل و200 جريح من المدنيين ومنعت حتى دخول الماء والدواء للمستشفيات  ولم تتجرأ المليشيات على إصدار تقرير واضح يدين جرائم المليشيات على الرغم من دعواتنا للمنظمات الأممية المستمرة لزيارة المدينة وقبولها بعد عام ونصف زيارة المدينة وتعرض وفدها للاعتداء من المليشيات وشاهدت الوضع المأساوي للمدينة بعد الحصار ومصادرة المليشيات أكثر من 286 شاحنة في العام 2016 كانت مخصصة لتعز الا انها لك تتجرأ بإصدار تقرير واحد يدين المليشيات وخرجت بتقاريرها الرمادية وكذلك الحال مع مختلف المحافظات اليمنية.

 

ولا تزال المنظمات الأممية تتعمد إدخال الإغاثة من المنافذ التي تسيطر عليها المليشيات على الرغم من وجود منفذ مفتوح عن طريق عدن.

*رئيس مركز الدراسات والإعلام الإنساني

الحجر الصحفي في زمن الحوثي