اليمن إلى أين؟!

أحمد الشميري
الخميس ، ١١ يناير ٢٠١٨ الساعة ١١:٥٢ صباحاً

 

سؤال يطرحه الكثيرون سياسيون وأكاديميون ودبلوماسيون وكل إنسان يعرف جيداً أهمية اليمن ومكانتها التاريخية وموقعها الاستراتيجية وتأثيرها على أمن واستقرار المنطقة والسلم الاجتماعي العالمي لكن من عايش المراحل الصعبة وغياب الدولة قبل ثلاثة أعوام يستطيع اليوم الإجابة بكل تفاؤل وشجاعة رغم عواصف الازمات الخانقة.

لم تكن الدولة موجودة ولا مؤسساتها ولم تعد اليمن تملك جيشاً، يوم غادرتها خلست والمدافع تطاردني على أبواب مدينة الخير والسلام "مأرب" ابتداء من منفذها الشمالي بجوار المجمع الحكومي لتودعني تلك القذائف التي كانت تضيء الليل من فوق رأسي متخطية الطريق الإزفتلي الذي اقطعه خائفاً قبالة سد مأرب مع أني شعرت بالأمل حين شاهدت بزة عسكرية لبقايا من جيش اليمن على منافذها يرحبون ويطالبوننا بالسرعة وعدم التوقف حفاظاً على ارواحنا، حينها كان أشبال عدن، وتعز، ولحج وابين يسطرون الملاحم البطولية في أزقت المدن لا يحملون إلا الكلاشنكوف وذخيرته الاحلام الواعدة ولم يكن هناك غرفة عمليات ولا قيادة وسيطرة ولا غرفة تنسيق مع طيران التحالف العربي الذي يعمل جاهداً لردع الميليشيات الإرهابية.

رحلت السنوات العصيبة التي لم تمضي ساعة واحدة دون دموع وألم، سنوات القلق والخوف، والكفاح، السنوات التي كان يربطنا فيها خيط رفيع جداً من الأمل مع ان الواقع ولسان حال المحبطين يصفنا بالكذابين خصوصاً في ظل قوة الميليشيات وأسلحتها الفتاكة بكل أنواعها أمام الكلاشنكوف.

 أما اليوم ونحن نمتلك ألوية متعددة في كل المحافظة المحررة ونقف على تخوم مدينة التاريخ اليمني العظيم التي تسعى الميليشيات لتدميرها صنعاء، وفي ظل تنامي قوات الجيش الوطني انهيار قوات الميليشيات يمكن أن نتوقع مستقبل اليمن، ومستقبل أعداء اليمن، الذين يعيشون أخر ايامهم.

أعتقد أن الأيام حبلى بالمفاجئات واليمن لن يترك وحيداً والحرب لن تنتهي بنهاية قتلت الأطفال (الحوثيون) التي لا أعتقد أن أيامهم في عاصمة اليمن الاتحادي ستتجاوز حج هذا العام، بل أن الحرب ستتعدد توجهاتها وأهدافها حتى تضع الأسس القوية لدولة المؤسسات التي يتطلع إليها الشعب اليمني وتقطع السنة الفوضويين وأدوات التخريب المدعومين خارجياً.. وسيعود اليمن سعيداً مهما كلف الثمن.

________

[email protected]

الحجر الصحفي في زمن الحوثي