أمنيات متجددة في العام الجديد

عبير عتيق
الأحد ، ٠٧ يناير ٢٠١٨ الساعة ٠٣:٢٣ مساءً

في العام الجديد أود أن أتمنى، ولكن لوهلة توقفني أماني العام المنصرم التي فاتها قطار الأماني ..
تخبرني بجدية ألا أرفع سقف أمانيّ وطموحاتي فقطار الأماني سريع جداً ولا يتوقف عند محطات أحلامنا منذ زمن..


لا أدري هل يتجاهلنا كما العالم؟!!
أم أننا ممن لا يحق لهم التطلع لمستقبل أفضل وعطاء أكثر!!.
هاقد مرّ عام ثقيل بما حمله لنا في أيامه من حزن، ظلم، فقد، غربة، شوق وألم..
مرّ ٣٦٠ يوم ، كل يوم مرّ نقصت فيه من أعمارنا دون عطاء دون سعادة!!
مرّت 525600 دقيقة كانت مليئة بالفوضى، والملل!!
عام زار بأوزاره البيوت والأرواح حط بعضاً من رحاله الكئيبة عليها ورحل !!
عام بكت فيه قلوبنا، اشتقنا فيه لأحبابنا ، وافتقدنا به وطنّا..
عام أغلق علينا أبواب الفرح والنور، حبسنا في ظلمته 
من أجل أن نغرق في كآبته..
عام أثبت لنا أن للحقد والحاقدين أشكال عديدة مقززة..
عام كشف لنا حقيقة الكثير، الصادق منهم والكاذب.. 
وأزاح الستار عمن أدعو محبتنا لتتجلى نواياهم واضحة..

كان عاماً قاسياً حملت ملامحه لنا المزيد من الأسى، لكننا سنودعه بأمل جديد كما استقبلناه بأمل اغتالته أيامه..

بعد تنهيدة طويلة،ونفس عميق، وبسعة صدرٍ نرحب بالعام الجديد..
لنخبر أياماً مضت أننا على قيد الأمل..
نخبرها أن صفعاتها لم تؤلمنا بالحد الذي يُعجزنا عن الاستمرار..
وأن طعناتها التي اخترقت أجسادنا زرعت بها منابعاً دائمة للقوة والعزيمة..
نخبرها أننا لم نندم أننا عشناها، بل نشكرها فكلما قدمته لنا دورس قيمة نواجه بها القادم بثقة وحزم..
لن نجحد ذكرى جميلة قضيناها فقد كانت بمثابة مسكنات ألم ومنشطات أمل..

مرحباً بالعام الجديد وبعد مرور أيام قلائل منه بما يخفيه لنا..
مرحباً قوية، متفائلة!..
لم نعد نخاف مما تحمله لنا الأيام فقد أصبحنا شجعان نتوق لخوض القادم بكل ثقة..
لن نسمح لرائحة الحرب أن تتسرب بسمومها إلى أرواحنا 
النقية..
لن نسمح لصناع الحروب وتجارها أن يخطفوا ابتسامتنا ويغتالوا مستقبل جميل نعد به أوطاننا..
لن نسمح للمسافات بيننا وأحبابنا أن تنسينا معزتهم..
لن نسمح للقلوب المزيفة والأرواح المنافقة أن تصبح جزءاً من حياتنا..

مرحباً بالعام الجديد..
أوصيك أن يكون السلام رايتك، وأن تكون المحبة وسيلتك في الترحال بين أيامك، وأن تجعل الخير غايتك الأسمى..
أوصيك أن تخلس عنك العنصرية،وتلبس رداء التعايش..
أوصيك أن تتخلى عن العنف بأشكاله، وتحمل الورد بألوانه..
أوصيك أن تهدي أوطاننا الحب والأمان وأن تدفن أي مخططات للفوضى والدمار..
أوصيك بأن تجعل ذكراك طيبة لا يشوبها قبح ولا أحزان..

أوصي نفسي وإياكم اعزائي..
أن لا نمل من التفاؤل ، ولا نيأس من الحياة..
وألا نُعكر أيامنا بذكرى حزينة وأن نعيش اللحظة بكل تفاصيلها ونجعلها ذكرى سعيدة..
أيضاً عند كل صباح نشرب كؤوساً من العزيمة والإصرار استعداداً للعطاء وسيراً في درب تحقيق الأمنيات.
والأهم ألا تنسوا أن تجعلوا من ذكر الله وقوداً لأرواحكم كي لا تنطفئ، فينطفئ بعدها الخير والفرح...

الحجر الصحفي في زمن الحوثي