هذا ما يحدث وسيحدث في إيران

محمد القادري
الاثنين ، ٠١ يناير ٢٠١٨ الساعة ٠٥:١٩ مساءً

 

ما تشاهدونه او تسمعونه عن الاحتجاجات في إيران ، ليس إلا جزء بسيط او يسير من الحقيقة ، فالذي يحدث في إيران حالياً براكين من الغضب الشعبي ضد النظام الملالي ، إيران ملتهبة داخلياً وهناك قمع وقتل تنكيل وتفجير منازل وترويع نساء وأطفال ، هناك جرائم جسيمة يمارسها النظام بحق المواطنين ، هناك مجازر هناك حرق هناك قصف لاحياء وتدميرها بكاملها وقتل كل من فيها وموتهم تحت الانقاض ، ولم يستطيع العالم ان يشاهد ما يحدث بسبب التعتيم الاعلامي الذي فرضه النظام الإيراني المعروف بأنه لم يمنح لشعب إيران استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر وغيرها .

ما يحدث في إيران من احتجاجات هو مؤشر قوي كبير لسقوط نظام إيران .
إذا اردت ان تقيس توقعات  سقوط اي نظام حكم فعليك ان تنظر إلى الداخل ، فمن الداخل تسقط الانظمة بسرعة ، قد تواجه الانظمة وتصمد امام اي تحديات خارجية وتنتصر عليها ، ولكن التحديات التي تأتي من الداخل هي أخطر وأقوى وأشد من التي في الخارج .
إيران اليوم قد اندلعت فيها شرارة ثورة داخلية ، وهذه الشرارة هي اخطر على نظام إيران من تجمع العالم والمجتمع الدولي ضدها ، حتى ان قام نظام إيران بقمع تلك الاحتجاجات واخمادها فأنها ستعود مستقبلاً بأقوى ما كانت عليه ، فالعنف لا يولد إلا عنف ، وإذا كانت الاحتجاجات الآن سلمية فأنها مستقبلاً ستكون ثورة شعبية مسلحة .

 يجب على المجتمع الدولي ان يتدخل لإيقاف جرائم نظام إيران بحق المتظاهرين السلميين .
يجب الضغط على إيران للسماح بالدخول لمراسلي القنوات الفضائية والصحف العالمية لنقل الحقيقة وكسر حاجز التكتيم الإعلامي وكبت حرية الصحافة التي جعلت الوضع في إيران غامض عن العالم ومجهول .
يجب ارسال لجان دولية للتفتيش وللتحقيق ولرصد الانتهاكات .
يجب الوقوف مع مطالب المحتجين في إيران باعتبارها مطالب مشروعة.

 إذا اردتم ان تعرفوا حقيقة نظام إيران فعليكم ان تنظروا إلى جماعة الحوثي في صنعاء  ، الأخيرة نسخة من الأولى ، لا يغرنكم تصنيع إيران للسلاح او استقرارها اقتصادياً ، أو اجراء الانتخابات .
في إيران النظام عنصري طائفي يستفيد منه من يدعون انهم من آل البيت فقط وبقية شعب إيران متضررون منه يدفعون ولا يستلمون يتعبون ولا يرتاحون يزرعون ولا يجنون.
المواطن الإيراني الذي لا ينتمي لسلالة الملالي يعيش في مرتبة النقص ولا يتساوى مع تلك السلالة امام القانون ، فنظام إيران هو أسوأ الانظمة في العالم لأنه نظام عنصري طائفي ، بل ان إيران هي الوحيدة التي تريد ان تصدر انظمتها العنصرية للجزيرة العربية والشرق الأوسط ، نظام إيران يتمظهر بالنظام الجمهوري ويلبس قناع الانتخابات ، وهو في الحقيقة نظام عنصري ظالم تقتضي تركيبته العقائدية الطائفية على الظلم والتمييز  والتي من خلالها لن يستطيع ان يحقق اي عدالة او مساواة ، ونظام كهذا آيل للسقوط لا محالة ، وليس له مستقبل للديمومة والانتشار والاستمرار .
الثورة الإيرانية الداخلية ضد نظام الملالي قادمة لا محالة ، والسواد الاعظم من الشعب الإيراني سيقف معها.

الإيرانيون اليوم اصبحوا مجبورين على التخلص من نظام الملالي ، وذلك من اجل الانتصار لحقهم في العيش بكرامة واعتبار ومساواة ، ومواكبة عصر المجتمعات المتحضرة فكرياً وثقافياً والتخلص من ثقافة النظام الذي جعلهم يعيشون في عصور التخلف الثقافي القديمة .
الإيرانيون اليوم لا يريدون وطن متقدم عسكرياً بصناعة السلاح ، ولا وطن متقدم بالاقتصاد ، بل يريدون وطن متقدم بالثقافة والقانون يجعلهم يعيشون بكرامة ومساواة وعدالة بدون تمييز عرقي او تخلف فكري .
الإيرانيون اليوم يفضلون التخلص من النظام العنصري العرقي ، حتى لو كان  استبداله بنظام ملكي او ديكتاتوري ، فالانظمة الملكية والديكتاتورية لديها قانون يتساوى امامه جميع المواطنون ، وهو ما لا يجدوه في نظام الملالي العنصري الذي يعتبر أسوأ نظام حكم في العالم .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي